بيروت ـ عمر حبنجر
تتحضر قوى 14 آذار في لبنان لمواجهة ما وصفته بالتصعيد الانقلابي من طرف حزب الله، تحت شعار إسقاط المحكمة الدولية من بوابة ما يعرف بـ «شهود الزور» .. رغم نفي خزب الله.
وبعد سلسلة لقاءات تشاورية بين أركان هذه القوى، قررت مواجهة المستجدات المحتملة، بعدما تبين بوضوح ان حديث رئيس الحكومة سعد الحريري عن تضليل شهود الزور وعن الاتهام السياسي لسورية لم يحبط من مبررات التصعيد أو يعطل خططه وبرامجه، بدلالة الحملة المتدرجة المستمرة من العماد ميشال عون واللواء جميل السيد وباقي منابر المعارضة السريعة الانفعال.
وتزامناً مع الحملة الشرسة على رئيس الحكومة أبدت مصادر في 14 أذار تخوفا حقيقياً من الاوضاع التي يخشى ان يشهدها لبنان مستندا الى معلومات تفيد بأن رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط نصح أنصاره، بالتزود بالمؤن، اعتقادا منه بأن عدوانا اسرائيليا قد يحصل على حزب الله وبالتالي على لبنان، أواخر سبتمبر الجاري، على خلاف ما يراه الإيطاليون الذين تتواجد قوات من بلادهم في الجنوب ضمن اطار القوات الدولية، والذين يتوقعون اضطرابات داخلية.
وعلمت «الأنباء» ان الرئيس ميشال سليمان، سيثير هذه المخاوف مع الموفد الأميركي الى المنطقة جورج ميتشل الذي وصل الى بيروت أمس، قادما من دمشق.وابلغ سليمان وفد لجنة الصداقة اللبنانية ـ الفرنسية برئاسة السيناتور ادريان غوتبرون بأن لبنان يثمن الجهود التي يبذلها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لإيجاد حلول لأزمة المنطقة ووقوفه الدائم الى جانب لبنان متمنيا المزيد من الدعم في هذه المرحلة.
وتسلم سليمان رسالة من الرئيس الايراني احمدي نجاد نقلها إليه السفير غضنفر ركن ابادي يشكره فيها على موقفه من محاولة حرق المصاحف في الولايات المتحدة، ويعرض له تحضيرات زيارته الى لبنان في اكتوبر المقبل.
وترى بعض اطراف 14 آذار ان زيارة نجاد الى لبنان وجنوبه تحديدا قد تكون وراء النوايا العدوانية الاسرائيلية التي بدأ يتلمسها جنبلاط.
من جهته واصل العماد ميشال عون حملة التشكيك والتصعيد ضد الدولة قائلا في جامعة اللويزة ان البلد «فالت» وقد تحول الى شبكة «مافياوية» من رأسه حتى اخمص قدميه.
بدورها الأمانة العامة لـ 14 آذار رأت ان حزب الله كشف الانقلاب الذي بدأه اللواء السيد واستكمله العماد عون بالتحريض على العصيان في حين دعت كتلة الوفاء للمقاومة الى تسليح الجيش والى سعي جاد لدى الدول العربية والاسلامية الشقيقة من اجل توفير المساعدات له كما دعت الى ملاحقة شهود الزور المفترين ومفبركيهم.أوغاسبيان: يعملون لإسقاط المحكمة
إزاء ذلك، قال الوزير المستقبلي جان أوغاسبيان ان البعض يخوض معركة إسقاط المحكمة الدولية بالتهويل والتشكيك في المؤسسات، معتبرا ان الدعوة الى الانقلاب أدت الى تنامي المخاوف من الفوضى السياسية.
ولاحظ أوغاسبيان في حديث إذاعي ان «المعارضة» ذاهبة الى تكبير مسألة شهود الزور وصولا الى انهاء المحكمة كما يأمل البعض، لكن المحكمة مستمرة حتى جلاء الحقيقة، وان مجريات التحقيق غير خاضعة لأي حسابات داخلية أو خارجية.
واعتبر ان الأمور يمكن حلها بالعودة الى المؤسسات لا بالتهويل ودعا الى العمل لحماية السلم الأهلي، مؤكدا ان هذا هو موقف رئيس الحكومة سعد الحريري الذي يعوّل على التواصل، موضحا ان لبنان سيحمّل المبعوث الأميركي جورج ميتشل رسالة تؤكد على رفض التوطين والعودة الى قرارات الشرعية الدولية.
حزب الله يرفض حديث الانقلاب على الدولة
بيد ان عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض علّق على حديث الأمانة العامة لقوى 14 آذار عن انقلاب على الدولة، وقال ان هذه التوصيفات لا تعبر بشكل صحيح عن المواقف التي أطلقت، معتبرا ان حالة الدولة يرثى لها، ومستوى الانحدار في أداء المؤسسات بلغ حدا مريعا، وهذا ما يبرر رفع الصوت أحيانا ويجعلنا نتفهم بعض المواقف التي تطلق.
وكانت الأمانة العامة لقوى 14 آذار حذرت في بيان لها من تمادي حزب الله في رهن الوضع اللبناني للاعتبارات الخارجية، مشيرة الى تعرض البلد لمحاولات انقلاب شرسة هدفها إعادة لبنان الى ما قبل انتفاضة الاستقلال في 14 آذار 2005.
وقال النائب فياض لإذاعة «صوت لبنان» ان حزب الله ينتظر خطوات اضافية فيما يتعلق بشهود الزور باتجاه ترجمة ما أطلق من مواقف، لأن غير ذلك لا يكون كافيا، مشددا على ان المطلوب تحويل المواقف السياسية الى موقف قضائي واضح فيما خص هؤلاء الشهود. ولاحظ فياض ان التهدئة التي سادت قبيل عيد الفطر لا تعني أبدا ان البلاد في حالة جيدة، مشددا على ان الوضع السياسي ليس كما يجب الآن والاتجاه العام لا يؤشر الى ان الأمور تسير في الاتجاه المطلوب.