- الفتن تهدف لشغل العالم العربي والإسلامي عن المشاركة بدوره على مستوى العالم
- الإساءة إلى الصحابة والسيدة عائشة إساءة للرسول صلى الله عليه وسلم والإسلام
اعلن السيد علي فضل الله ان الشعب الكويتي سيقضي على محاولات اشعال الفتنة من خلال سب الصحابة وزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، ولن يسمح لاصوات النشاز بأن تسيء لوحدته، وسيبقى حاضرا في قضايا العالمين العربي والاسلامي.
واكد السيد فضل الله ان الاساءة الى زوج النبي او الاساءة الى صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم هي كالاساءة الى الرسول والاسلام، مشيرا الى ان هذه الملفات حول السب والتشهير يجب ان تنتهي ويجب ان تغلق، معتبرا ان اغلاقها يتطلب رفع الصوت من كل دعاة الوحدة، وقال ان الراحل السيد محمد حسين فضل الله رفع صوته واعلن بشكل واضح تحريم سب الصحابة وتحريم الاساءة الى زوجات النبي بأي شكل من الاشكال وعلينا ان نتابع المسيرة على نهجه.
ورأى انه يراد شغل العالم العربي والاسلامي عن المشاركة في صناعة الصورة الجديدة للعالم من خلال هذه الفتن المتنقلة.
«الأنباء» التقت السيد فضل الله وسألته عما اثير اخيرا في الكويت حول هذه الامور فقال: «بطبيعة الحال يراد الآن للساحة العربية او الساحة الاسلامية ان تضج بالفتن على مختلف المستويات السياسية، وعلى مستوى علاقة الدول مع بعضها البعض، وكذلك على المستوى الديني، والعمل على اثارة الفتنة في الساحة الاسلامية بشكل خاص، نظرا لما يمكن ان تؤديه هذه الساحة ان هي توحدت، وما يمكن ان تقدمه من نتائج كبيرة على صعيد الحاضر لهذه الامة وكذلك مستقبلها، وفي مواجهة هذه التحديات، وايضا في مشاركتها لهذا العالم في صناعة الصورة الجديدة له.
فالاسلام بطبيعته قادر على ان يشارك في حل المشاكل التي يعاني منها العالم، وقد رأينا ذلك في المشكلة الاقتصادية التي عانى منها العالم، فالاسلام قادر على ان يقدم تجربته، ولكن مع الاسف يراد ان يشغل الواقع الاسلامي بشكل خاص بهذه الفتنة التي يراد لها ان تستعر، وكلما عمل الواعون على وأد هذه الفتنة، تنطلق اصوات من هنا ومن هناك لاثارتها.
الفتنة في الساحات المستقرة
وقال: وهذه الفتنة تعمل بشكل خاص في الساحات المستقرة، في الساحات الواعية والتي يؤمل بها الخير، ولهذا نجد هناك عملا حثيثا على صناعة الفتنة في ساحة الكويت بشكل خاص، فالشعب الكويتي شعب حي وحاضر في قضايا العالم العربي والاسلامي، وشعب خيره يتدفق في كل النواحي، وبالتالي هناك عمل لاجل ان تشغل الكويت بالواقع الداخلي، والفتنة المذهبية هي ايسر اسلوب يمكن ان يوصل من يريد تحقيق اهدافه، لان الناس بطبيعتها لاتزال تعيش حساسية القديم، وحساسية ما قد يجري في الحاضر، مما يجري في العراق وفي باكستان وافغانستان، او فيما يسمى هناك من توتر داخلي، لذلك فان العمل حثيث على زرع بذور من الفتنة الموجودة في النفوس وجعلها تصل الى ارض الواقع، لكن ومع الاسف هناك بعض الاصوات التي تنطلق بحجة انها تريد ان تخدم المذهب، او تريد ان تؤكد على بعض العناوين الموجودة في المذهب وهي تسيء الى الاسلام بشكل عام وتسيء الى كل الواقع سواء كان داخليا او خارجيا.
أصوات نشاز
واضاف السيد علي فضل الله: نحن نعتقد ان هذه الاصوات ليست بالمستوى التي نعتبرها انها تمثل أساسا في الواقع وفي المستقبل، فهي أصوات نشاز، لابد ان نتعامل معها من هذا الموقع، ولهذا علينا ما أمكن في الوقت الذي يجب ان نواجه هذه الفتنة وألا نسمح لكل الذين يريدون استغلالها بأن يستفيدوا منها او ان يكبروا حجمها، وفي الوقت نفسه لابد ألا نكبر او نضخم أحجام هؤلاء، الذين لا يمثلون شيئا كبيرا على مستوى الواقع الشيعي بشكل خاص او الواقع الإسلامي بشكل عام، ولا هم يملكون المصداقية العملية في هذا الإطار، لهذا لابد ان نضع الأمر في إطاره وحجمه وألا نضخمه، ولا نسمح للذين يريدون ان يضخموا الأمر ان يكبروه، وأن يحققوا هذا الأمر، كما قد يخشى البعض من انطلاق الأصوات النشاز، حتى لا نسمح للذين يريدون ان يضخموا الأمر ان يضخموه، وأيضا حتى نقي المجتمع من كل ما يكمن او يحضر له في المستقبل القريب او البعيد، هناك ملفات يجب ان تنتهي، الإساءة الى صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم او الإساءة الى زوجات النبي، لاسيما السيدة عائشة رضي الله عنها، كذلك كل هذه الملفات التي يفترض ان تصبح من التاريخ، يجب ان تغلق وإغلاقها يحتاج الى رفع الصوت، وهذا هو المطلوب ان ترتفع الأصوات من خلال المراجع الإسلامية، المراجع الشيعية بالقضايا التي تتعلق بالواقع الشيعي، وبما قد يحسب على الواقع الشيعي، ومن المرجعيات السنية في القضايا التي قد يتحدث بها بعنوان الواقع السني، لابد ان ترتفع الأصوات، لافتا الى ان سماحة السيد فضل الله كان يختلف عن الكثيرين فقد رفع صوته في القضايا الملحة، وأعلن بشكل واضح تحريم سب الصحابة، وتحريم الإساءة إلى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم بأي شكل من الأشكال، وعلينا ان نتابع المسيرة على نهجه في ذلك.
أصعب المراحل عربياً وإسلامياً
وتابع السيد علي فضل الله: ان المرحلة الحالية هي من أصعب المراحل في الواقع العربي والإسلامي، وهي المرحلة التي يراد من خلالها ان تسقط القضية الفلسطينية، اي مرحلة إنهاء القضية الفلسطينية، مرحلة إنهاء قضية القدس من الوجدان العربي والإسلامي، وهي أيضا المرحلة التي يراد من خلالها ان ترتب أوضاع المنطقة على الصورة التي قد لا تخدم العالم العربي والإسلامي، هذه المرحلة التي يراد من خلالها تعميق الكيان الصهيوني في الوجدان، ويصبح جزءا طبيعيا بل يصبح حاجة للعالم العربي.
وأضاف: نحن نحتاج لأن نجمع القوى، ونجمع نقاط الضوء الموجودة في مجتمعنا وواقعنا، وألا نسمح للمصطادين في الماء العكر بأن يصطادوا بكل حرية كما هم يفعلون في هذه المرحلة، لذلك ندعو الشعب الكويتي بشكل خاص لان يكون كما عهدناه هو الشعب الواعي، الشعب الحاضر في القضايا المتعلقة بالعالم العربي والإسلامي، وهو سيكون حاضرا ولن يسمح لهذه الأصوات النشاز بان تسيء لوحدته، وكما نريد لكل عالمنا العربي والإسلامي ان ينظر بعين الوعي والمسؤولية لكل التحديات التي تواجهه، وهي ليست بسيطة، ونعتقد ان ما يحصل في لبنان وكل هذه الأجواء التي نراها هي صورة لهذا العالم الذي يراد له ان يبقى عالما عربيا وإسلاميا يعيش في ظل المماحكات الداخلية التي تستنزف قواه، وبدلا من ان يتفرغ اللبنانيون بالذات لمواجهة الاستحقاقات الكبيرة التي تواجههم على مستوى داخلهم من تحديات او على مستوى الخارج من استحقاقات، فإنهم يُشغلون بالواقع الداخلي وهذا الصراع الذي لا طائل منه سوى زيادة التوتر، وهذه الصورة هي نفسها في الواقع الذي يحصل ويراد له ان يبقى في الساحة العربية والإسلامية على مختلف المستويات، خصوصا على صعيد الفتنة المذهبية، وايضا هناك حساسيات بين الدول يراد لها ان تبقى حساسيات بين العالم العربي وإيران، وبين ايران وسورية وبعض العالم العربي، بين السودان ومصر، وغير ذلك مما يراد له، وأن تبقى المماحكات هي التي تحكم الساحة فيما يتفرغ الآخرون لصناعة قوتهم ولبناء مشاريعهم الحاضرة والمستقبلية، نحن لابد لنا من ان نرتفع الى مستوى المستقبل الذي ينتظرنا وننتظره لأولادنا، وعلينا ان نحدق في المستقبل لنعرف كيف نتحرك في الحاضر، ونستطيع ان نتجاوز الكثير من خلال ذلك ونصبح أكثر وعيا لما ينبغي ان نكون عليه في المستقبل.
الساحة الكويتية غير باكستان
وردا على سؤال إن كان يرى من علاقة بين ما يصل في باكستان من جماعات تسب الصحابة وأخرى تسب بالاتجاه المعاكس ثم الانتقال الى التفجير، وبين ما حصل أخيرا في الكويت؟» قال السيد علي فضل الله: «لا أعتقد ان الساحة الكويتية مثل الساحة الباكستانية بتعقيداتها، الساحة الكويتية أعتقد انها ساحة واعية لن تسمح للذين يريدون ان يدخلوا من هذه البوابة بالدخول ،والشعب الكويتي كما نعرفه بطبيعته شعب وحدوي، وطابعه كذلك، من خلال لقاءاتنا وقبلنا لقاءات سماحة السيد الراحل مع مختلف أطياف وتنوعات المجتمع الكويتي، ولهذا لا أعتقد ان هذا المجتمع سيسمح لمثل هؤلاء بان يتحركوا بحرية، وبالتالي سيقضون على الفتنة، وأعتقد ان هذا الأمر قد انتهى.
وحول الوضع على الساحة اللبنانية، قال السيد علي فضل الله: الساحة في لبنان هي ساحة فراغ، بانتظار استحقاقات قادمة على مستوى المنطقة، وما يحدث من ضجة داخلية يشير الى ما يمكن ان تطل عليه المنطقة، خصوصا ان لبنان يمثل المؤشر الى أوضاع المنطقة.
وختم السيد علي فضل الله بالإشارة الى الجولة التي سيقوم بها على عدد من البلدان العربية لشكر المسؤولين الذين قدموا التعازي بالعلامة السيد محمد حسين فضل الله، وانه سيبدؤها بالكويت في 25 أكتوبر المقبل، حيث سيلتقي صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وكبار المسؤولين.