- السيد بعد عودته إلى بيروت: يا حبيبي يا سعد .. لا أرى أموالك ولا أموال والدك فحاسب من حولك!
بيروت ـ عمر حبنجر
مع عودة اللواء جميل السيد الى بيروت امس، وسط مظاهر الترحيب من جانب قيادات حزب الله والتيار الوطني الحر وفرقاء المعارضة السابقة، سيتحول الاهتمام الى الاجراءات القضائية المنتظرة للاستماع اليه حول الادعاء العام عليه بجرم تهديد رئيس الحكومة والمس بأمن الدولة.
وقد وصل قبيل الرابعة من بعد ظهر امس الى مطار بيروت الدولي اللواء جميل السيد قادما من باريس وكان في استقباله حشد من الشخصيات السياسية والنيابية من المعارضة وخصوصا نواب كتلة الوفاء للمقاومة اضافة الى حشود شعبية تضامنا معه واستنكارا للمذكرة القضائية المسيسة ضده.
وادلى اللواء السيد بتصريح في قاعة استقبال الضيوف قال فيه «قبل حضوري قرأت في بعض وسائل الاعلام وسمعت من بعض محطات التلفزة ان المعارضة والمقاومة وجميل السيد يقومون بتحد ضد القضاء والقانون وشاشة تلفزيون المستقبل تضع شعار الانقلاب تماما كما وضعوا الشعار الكاذب عن الحقيقة واكتشف الشعب اللبناني انهم كانوا يضحكون عليه».
واضاف: اقول لكل من يسمعني في لبنان والخارج ليس في لبنان انقلاب وليس في لبنان صراع بين المعارضة والقضاء والأمن كما يحلو لبعض اطراف 14 آذار لكي يستجلبوا تدخلات خارجية، لكل من يسمعني اقول لا يوجد انقلاب ولا تحد ولكن ما يجري في هذا الاستقبال هو تحرك لدعم القانون والعدالة، نعم نحن نعترض من اجل دعم القانون الحقيقة والعدالة ولكن لا وجود لعدالة حقيقية ما لم يحاكم شهود الزور ومن فبركهم.
وقال: نعم لا ثقة في أي محكمة قبل ان نرى دتليف مليس ووسام الحسين وسعيد ميرزا وغيرهم في سجون لبنان او لاهاي، ولا ثقة قبل ان تعلم الطائفة السنية لماذا حصلت مؤامرة شهود الزور ولماذا دمروا العلاقات مع سورية بواسطة شهود الزور ولماذا نكلوا بالشعب اللبناني بشهود الزور.
وتابع: بشهود الزور دمرتم القضاء وتتهموننا بتحدي القضاء، بشهود الزور خربتم الدستور والقانون وقتلتمونا مع عائلاتنا وتتهموننا بأننا نريد ان نقتل رئيس الحكومة، فعلتم كل ذلك ودمرتم الامن الوطني.
وانتقد السيد وزير العدل ابراهيم نجار على مخالفته القانون وقال «ولو يا سعد الحريري.. لماذا عندما طالبناك بمحاسبة شهود الزور سلطت علينا صغارك يا شيخ سعد، انا لا ارى اموالك ولا اموال والدك!» وذلك في رد على الشائعات حول عرضه تسوية مالية على الحريري.
وقال اللواء السيد انا تحت القانون والقضاء لكن هناك خصومة شخصية بيني وبين سعيد ميرزا ولا يحق له اصدار مذكرة جلب بحقي وعندما يتنحى انا مستعد للمثول امام القضاء.
وختم: نحن ليست لدينا مواجهة، هناك شهود زور المطلوب محاسبتهم العادلة بالقانون والا فسنحاسبهم في الشارع، اطلب يا سعد الحريري من المحكمة وضع ميرزا ومليس في السجن.
واضاف السيد ان القضية هي قضية شهود الزور ولن تُطفأ بتلفيقاتهم وانه لا ثقة بأي محكمة دولية او لبنانية الا بعد محاكمة شهود الزور وعلى سعد الحريري محاكمة من وراءهم لأن القضية لن تنتهي الا بمحاسبة المجرمين.
الانطباع في بيروت، ان حالة الغليان مستمرة وان ثمة رهانا على نقطتين، عودة رئيس الحكومة سعد الحريري الموجود في السعودية الى بيروت، بعدما بدأ الناس هنا يتحدثون عن اعتكافه، لأهداف سياسية، وربما أمنية في ظل التهديدات التي وجهت اليه عبر شاشات التلفزة، وبروز معطيات إيجابية لزيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد الى دمشق، على الساحة اللبنانية.
وثمة ملاحظة تلفت انتباه المتجول في شوارع بيروت امس السبت، فالكل في حالة استنفار، الجيش وقوى الأمن، والأحزاب المعارضة والموالية، الجميع على أهبة الاستعداد، إنما بلا سلاح، غير الجيش والأمن بالطبع، وهذا ما يعكس حجم التحدي السياسي الذي تشكله ملاحقة اللواء السيد.
مستشار رئيس الحكومة اللبنانية د.غطاس خوري رد أجواء الاحتقان السائدة الى التصعيد غير المسبوق في وجه الدولة ومؤسساتها ملاحظا ان هناك التفافا على اتفاق الدوحة.
وأضاف خوري لـ «صوت لبنان»: أتمنى لو يكون التصعيد الحاصل مرحليا، وان نعود الى التفاهم وان تكون لغة العقل هي الغالبة، معتبرا «اننا بتنا على خطوات من فتنة حقيقية قبل صدور القرار الاتهامي».
وعن المخارج المطروحة، قال مستشار الحريري ان اللواء جميل السيد مطلوب للاستماع، وليس للجلب او الاعتقال، وان السلطات الأمنية المولجة تطبيق هذا القرار عندها الدراية التامة لتنفيذه، وأضاف ان الأمر ليس مطروحا بهدف التحدي، وانما بسبب التهديد العلني الموجه ضد رئيس الحكومة وبسبب التهجم على القضاء.
ورأى غطاس خوري ان على «الراعي الإقليمي» إبداء حسن أداء الطرف الآخر للخروج من الأزمة القائمة لتفويت فرصة الفتنة، مؤكدا ان رئيس الحكومة سعد الحريري مصر على حماية السلم الأهلي وحماية موقعه بقوة الشرعية، نافيا ما يشاع عن نية رئيس الحكومة الاعتكاف، مشيرا الى ان اتصالات تجري لعقد جلسة مجلس الوزراء، وان الجو السائد اليوم هو عينه الجو السائد عشية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
من جانبها، كانت الأمانة العامة لقوى 14 آذار ردت على بيان حزب الله المستنكر لملاحقة اللواء جميل السيد واعتبرت انه يؤدي إلى ضرب قيام الدولة وإعاقة العمل المؤسساتي، وسألت: ما إذا كان هذا الموقف المستهجن للحزب يأتي في سياق مبرمج ومدروس في التوقيت والظروف وصولا الى الانقلاب على الدولة في لحظة خطيرة من تاريخ المنطقة؟ ودعت الحكومة الى عدم التراجع عن قرارها لأن الشعب يقف صفا واحدا وراء القانون والدستور والشرعية.
اجتماع طارئ لحركة أمل
حركة أمل والرئيس نبيه بري، المبتعدان عن الغليان السياسي والمذهبي الحاصل، على موعد مع اجتماع طارئ لأعضاء المكتب السياسي للحركة يوم غد الاثنين، لمناقشة الوضع السياسي المتدهور في ظل بيان حزب الله الرافض لاستدعاء اللواء السيد الى القضاء، معتبرة ان لكل طرف سياسي حساباته، وان المواقف لا تتشابه، ناسبة الى بري حرصه على ابقاء الجسور بين جميع الفرقاء، ومحذرة من السقوط المدوي للهدنة.
وهاب يهدد بكسر الأيدي
رئيس تيار التوحيد وئام وهاب، استبق عودة اللواء جميل السيد أمس بإعلان عزم احزاب المعارضة استقباله على أرض مطار بيروت الدولي. وشبه وهاب قرار استدعاء السيد بالقرار الذي اتخذ في 5 مايو 2008 والذي ادى إلى احداث 7 مايو. وهدد وهاب بكسر اليد التي تمتد على جميل السيد، لافتا الى انه طالما ان رئيس الحكومة اعترف بوجود شهود زور فهذا يعني انه يعرف من هم وعليه التحرك لمحاسبتهم.
وختم وهاب كلامه ببيت شعر تذكره فقال:
أبـت العدالة أن تــرى
تلك الوجـــوه الكاحلة
قــوم إذا خــــاطبتهـم
مثل الكـــلاب النابحة!