- سورية لن تتوانى عن التدخل للملمة صفوف اللبنانيين فيما لو طلب منها اللبنانيون ذلك
بيروت ـ زينة طبارة
رأى عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب قاسم هاشم (حزب البعث) ان القضاء اللبناني تسرع في إتخاذ الاجراءات القانونية بحق اللواء المتقاعد جميل السيد، معتبرا ان حساسية الموضوع والظروف اللامنطقية الخارجة عن الاصول والاعراف القانونية التي تم توقيفه على اساسها مع زملائه الضباط، والتي عاد واقر بها القضاء الدولي، كانت تفرض على القضاء اللبناني التعاطي مع السيد بموضوعية انطلاقا من منطق العدالة والانصاف، لافتا الى ان اللواء السيد وبالرغم من ان كلامه جاء قاسيا نوعا ما، الا انه لم يفتر به على احد، وان ما طرحه يستلزم اقله المساءلة حول الكثير من العيوب والخلل القانوني الذي رافق عملية توقيفه، مشيرا الى ان الخلل نفسه يتكرر اليوم بحيث يتم تناول الموضوع من زاوية واحدة ووجهة نظر احادية دون التطرق في المقابل الى مسؤولية من زج الناس عشوائيا في السجون دون اي مسوغ قانوني ـ عدلي، معتبرا ان واقع الحال في موضوع اللواء السيد يتطلب معالجته بحكمة ووعي دون اي تسرع تفاديا لاية ارتدادات سلبية لبنان في غنى عنها في هذه اللحظـــات الحرجة التي تمر بها المنطقة برمتها.
شحن الساحة السياسية
وردا على سؤال حول المخاوف من ان تؤول التطورات الى 7 مايو جديد، اكد النائب هاشم في حديث لـ «الأنباء» انه لا «حزب الله» ولا قوى المعارضة بكل مكوناتها تنوي تنفيذ اية عملية مشابهة لعملية 7 مايو، معربا عن اعتقاده ان هناك في الفريق الآخر من يعمل على شحن الساحة السياسية والقواعد الشعبية من خلال اختلاق مسبق لوقائع ميدانية وهمية يرجو حصولها، وذلك تعبيرا عن مكنوناته ورغباته، ومساهمة منه مع الولايات المتحدة في تشويه صورة «حزب الله».
مقارنة
واشار في المقابل الى انه وبغض النظر عن اية مقارنة بين وقائع المرحلة الحالية والمرحلة السابقة التي اوصلت البلاد الى حركة 7 مايو، فإن اي قرار خاطئ سيكون له في ظل هذا التوتر والخطاب السياسي الاكثر اثارة منذ اتفاق الدوحة انعكاسات سلبية على الساحة الداخلية، معتبرا ان القرارات الكيدية الهادفة الى تحقيق مناخ معين وبالتالي الى التأكيد على نهج سياسي كان الجميع قد اعتقد لفترة ان لبنان بدأ بالخروج منه، لن تكون بالامر السهل ولن تمر مرور الكرام.
ضوء أخضر
وردا على سؤال نفى النائب هاشم احتمال ان يكون القضاء اللبناني قد حصل على ضوء اخضر من سورية لملاحقة اللواء جميل السيد، لافتا الى ان سورية تتعاطى مع لبنان من باب الداعمة له فقط، وهي منذ ان عادت العلاقات اللبنانية ـ السورية الى اتخاذ المنحى الايجابي فيها بفعل الزيارات التي قام بها الرئيس الحريري للرئيس الاسد والتي كان آخرها سحور دمشق، تعتبر ان ما يجري بين اللبنانيين شأن لبناني داخلي لا علاقة لها به ولا يعنيها بالاساس، وان ما يهمها هي الثوابت والخيارات الاستراتيجية بما فيها المقاومة، مؤكدا ان سورية حاضرة لمساعدة اللبنانيــــين على تجاوز ازماتهــم وهــــي تمد يدها للجميع دون استثناء من اجل الحفاظ على وحدة لبنــــان.
لملمة الصفوف
وختم النائب هاشم مؤكدا في معرض رده على سؤال حول ما اذا كان الوضع الراهن بحاجة لتدخل سورية للجم ما قد تؤول اليه الامور على الساحة اللبنانية، ان سورية لن تتوانى عن التدخل للملمة صفوف اللبنانيين فيما لو طلب منها اللبنانيون ذلك.