بيروت ـ عمر حبنجر
اجتاز مجلس الوزراء اللبناني اختبار العودة الى مسار التهدئة بعد اسبوعين من التصعيد السياسي والاعلامي وذلك في اول اجتماع له امس بعد عطلة عيد الفطر.
وسبق الجلسة سيل من الاتصالات والمساعي الضاغطة تولاها الرؤساء ميشال سليمان ونبيه بري وسعد الحريري ورئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط وشملت الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله شخصيا وقد أوفد اليه جنبلاط وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي.
وذكرت صحيفة «الأخبار» القريبة من حزب الله ان الرئيس سليمان ابلغ بري والحريري احتمال الغاء رحلته الى نيويورك للمشاركة في افتتاح الجمعية العامة للأمم المتحدة إذا ما استمر السجال السياسي المهدد للوحدة الوطنية، لكن بعبدا أكدت سفر الرئيس في الموعد، مطمئنا لعودة الاستقرار وقد أطلق نداء في مستهل جلسة مجلس الوزراء لضبط النفس والالتفات الى المصالح الوطنية.
الرئيس الحريري وفور عودته الى بيروت أطلق عناوين جديدة ترتكز على التمسك بالثوابت الوطنية وبالمحكمة ضمن اطار التهدئة واليد الممدودة، وقد لوحظ اجتماعه باعضاء كتلته النيابية قبل الانتقال الى القصر الجمهوري للقاء الرئيس سليمان ومن ثم الى عين التينة للقاء الرئيس بري.
وتتركز المساعي على اعادة وصل ما انقطع بين تيار المستقبل وحزب الله وهي بالطبع مهمة شاقة دونها التزام الطرفين حدود المواقف من المحكمة الدولية والارتباطات الاقليمية، والموقف من المفاوضات المباشرة مع اسرائيل.
لا تراجع عن المحكمة
الرئيس الحريري أكد بعد اجتماع كتلته النيابية على انه لا تراجع عن المحكمة الدولية ولا عن الانفتاح على سورية، مع التمسك بجميع الحلفاء (14 آذار) ضمن منطلق الدولة والمؤسسات.
وأضاف: لا نريد مشكلة مع احد لكن المشكلة مع من يخرج عن منطق الدولة.وشدد الحريري على ضرورة الرد على كل هجمة تتعرض لها كتلة المستقبل بعقلانية.
وكان رئيس المجلس نبيه بري بعث برسول الى السيد حسن نصرالله ووضعه بأجواء مباحثاته مع الرئيس سعد الحريري.
وكشف النائب عمار حوري عضو كتلة المستقبل عن عزم رئيس الحكومة التوجه بخطاب الى الشعب اللبناني يوضح فيه موقفه من كل القضايا.
وتحدثت مصادر قريبة منه عن اتصالات سعودية ـ سورية تدعو للارتياح وان هذه الاتصالات شملت ايضا ايران من اجل العودة الى الحد الادنى من الاستقرار.
ويقول نائب من 14 آذار لـ «الأنباء» إن الخشية تتصاعد من عودة مسلسل الاغتيالات وفي معلوماته ان لا شيء يمنع من ان يكون بعض كبار المراجع على لائحة المستهدفين.
وحول الاتصالات الإقليمية قال النائب المذكور إن القيادة السعودية تركز على تعزيز حوارها مع دمشق ونقل عن السفير السعودي علي بن عواض عسيري قوله أمام زواره ان المسؤولين السوريين يتصرفون بإيجابية حيال الاوضاع اللبنانية وهم يبذلون الجهود لمساعدة اللبنانيين على الحفاظ على الاستقرار بمعنى ان الرياض راضية عن حوارها مع دمشق، والى ما يتحقق جراء ذلك.
رسائل بين الحريري ونصرالله
وفي وقت كان فيه وزير الاشغال غازي العريضي ملتقيا امين عام حزب الله حيث نقل رسالة ايجابية من السيد نصرالله لرئيس الحكومة سعد الحريري كان وزير اللقاء النيابي الديموقراطي الآخر وائل ابوفاعور يزور الرئيس سليمان موفدا من وليد جنبلاط ومعه رسالة منه تتعلق بسبل تبريد الاجواء في مجلس الوزراء.
جنبلاط قال ان المسعى التوفيقي بين قيادة حزب الله والرئيس الحريري اثر رسالة ايجابية لم يفصح عن مضمونها.
وقال جنبلاط في تصريح له: لقد وصلنا الى حالة مؤسفة فعلا حيث البلد ذاهب الى تدهور منهجي في الخطاب السياسي الذي ينعكس على السياسة والامن ونفوس الناس وهناك الكثير بدأ يسأل هل نسافر أم نبقى؟