يقول زوار دمشق ان سورية لا تتبنى الواقع اللبناني الراهن بتفاصيله ولكنها تعتبر ان حزب الله حاول الاستفادة من كلام الحريري الى «الشرق الأوسط» ودفعه الى خطوات أخرى وهو معذور، فالهجمة عليه ليست بسيطة، واللواء جميل السيد صاحب حق لا يمكن ثنيه عن المطالبة به ولو انه ارتكب 3 أخطاء في السياسة كان في غنى عنها لناحية الحديث عن ارض سوليدير والرئيس نبيه بري وتهديد الحريري.
وينقل الزوار ان «هناك شد حبال مفصليا وحسم الخيارات ضروري، فإما ان يسير الحريري وفق متطلبات ما اعلن او ان السوري لن يقف ضده ولكنه لن يقلع في حكمه.
تريد سورية للحريري ان ينجح ولكن لا يمكن لموقع لبنان ان يكون رماديا، وتريد لعلاقة الحريري معها ان تكون مباشرة وليست عبر السعودية التي لا يمكن لها ان تدخل في تفاصيل العلاقة اللبنانية - السورية في كل مرة.
ويقول زوار دمشق أيضا ان الجانب السوري كان واضحا في ابلاغ الحريري وبعض المقربين منه بأن العلاقة مع رئيس الحكومة لا يمكن ان تتجاهل الحلفاء في لبنان، خصوصا حماية المقاومة وما تمثله في لبنان.
دمشق أبلغت الحريري بأنه اذا كان مطلوبا من سورية المساعدة فلا مانع لديها من ذلك، لكنها في الوقت ذاته لا تستطيع ان تحل محل حلفائها، وهي بالتالي لن تقول او تفرض على أي من هؤلاء الحلفاء السكوت او التراجع عما يعتبرونه حقوقا او مطالب، ولذلك فالرئيس الحريري مطلوب منه ان يستمع لما لدى قوى المعارضة من قلق وحقوق.
ان سورية لن تتدخل من اجل فرض معالجات أو حلول معينة لانهاء التوتر السياسي الذي تشهده الساحة اللبنانية لأن المطلوب ان تعمل القيادات اللبنانية من اجل الوصول الى حلول ومعالجات تنهي هذه الأزمة وتؤدي الى تحصين الاستقرار في لبنان وأول خطوة مطلوبة لذلك تنطلق من وضع ملف شهود الزور في اطاره القضائي الصحيح حتى يمكن تبيان حقيقة ما جرى في هذا الملف، وثاني خطوة ان يصار الى رفض استخدام المحكمة الدولية لأغراض سياسية بحيث لا يعاد تكرار تجربة المرحلة الماضية.
زوار آخرون يقولون ان التوافق على التهدئة، استند الى جهود من قبل دمشق مع حلفائها.
وذكر بعض هؤلاء ان معظم حلفاء سورية زاروها خلال الأيام الماضية وأن القيادة السورية أبدت انزعاجها من أن بعض هؤلاء الحلفاء ذهب بعيدا في التصعيد وأنهم بذلك أساءوا التقدير، وأنها نصحتهم بالعودة الى التهدئة وإلى روحية التفاهم السعودي - السوري.
وذكرت أوساط سياسية بارزة ان دمشق أكدت لحلفائها دعم جهود الرئيس سليمان لاستيعاب التأزم وأنها شجعت الدور الذي لعبه رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط.
وأكدت مصادر وزارية في المعارضة أن زعيم «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية الذي كان التقى الرئيس السوري بشار الأسد عاد بانطباع يخدم التوجه للعودة الى التهدئة، وأن وزيره في الحكومة يوسف سعادة نقل للوزراء المنتمين الى المعارضة سابقا هذه الأجواء في اجتماعهم التنسيقي الذي سبق الجلسة في مكتب الوزير جبران باسيل بعد ظهر أمس الاول، حيث اتفق على طرح موضوع شهود الزور والدفاع عن موقف المعارضة على قاعدة انه لا نية لاستهداف الحكومة أو الاستقرار مع الاستعداد للانفتاح على أي بحث إيجابي.