أوردت صحيفة «الأخبار» القريبة من حزب الله ان أمين عام الحزب السيد حسن نصر الله، وفي اجتماع عقد قبل 20 يوما وطبعه الكتمان، قدم أمام كوادر ذوي مسؤولية رفيعة فيه مراجعة دقيقة ومهمة لدروس المرحلة الأخيرة والخيارات الجديدة التي يسلكها «حزب الله».
وقد رأى نصر الله أن اشتباكات برج أبي حيدر كانت فخا نصب للحزب بهدف حرف وجهة المنحى الذي يقوده في ملفي شهود الزور والقرار الظني، وبغية إلهائه بمشكلة داخلية أخرى تؤدي إلى توريطه في نزاع داخلي وفي الشارع، وتحديدا في أحياء بيروت، اعتقادا من الفريق الآخر أن ذلك يؤجج الفتنة المذهبية، ويغرق «حزب الله» في متاهات الصراع الداخلي، رغم ذلك، أضاف الأمين العام، تجاوز «حزب الله»، في تفكيره، الخوف من الفتنة، إلا أنه أشاد بالأداء الذي اضطلع به كوادر الحزب في جبه ما حدث وتطويقه سريعا، رغم الخسارة التي مني بها «حزب الله» وجمعية «المشاريع الخيرية الإسلامية» في الضحايا التي سقطت، كذلك أشاد نصر الله بالأداء المسؤول الذي تمتعت به قيادة الجمعية وتجاوبها الفوري لمعالجة المشكلة، ووضع ما حدث في سياقه الطبيعي بإيكال الأمر إلى الجيش والقضاء، ولاحظ أنه كان هناك دور لجهاز استخبارات دولة عربية، سماها، عمل على افتعال الاشتباكات والتحريض.
وأضافت الصحيفة: في موضوع القرار الظني، ومن خلال مجموعة القرائن والمعطيات التي عرضها في مؤتمرات صحافية، وفي الحملات الإعلامية التي قادها، قال نصر الله إن «حزب الله» استطاع إقناع الرأي العام العربي والإسلامي بأن اتهام عناصر منه باغتيال الرئيس رفيق الحريري، عبر القرار الظني، لا يعدو كونه سوى تحقيق أهداف أميركية إسرائيلية للتأثير على سمعة الحزب كرأس حربة في مشروع المقاومة في المنطقة، ورأى أن كل الحملات الدائرة في فلك هذا الهدف، ترمي إلى تعمية الرأي العام العربي والإسلامي، تاليا، لن يكون لصدور القرار الظني، أو عدم صدوره، تأثير معنوي على «حزب الله»، بل إن هذا التأثير يكمن في الخطوات التي ستلي صدور القرار الظني على المستوى الدولي حيال حزب الله الذي لن يتجاوب مع أي مطلب يتصل بهذا القرار، أو بالمحكمة الدولية، وذكر أن «حزب الله» أكد، أكثر من مرة، أنه غير معني بالتحقيق الدولي ولا بالمحكمة الدولية. وشدد نصر الله، بحسب الصحيفة نفسها، أنه لم يعد في الإمكان الاستمرار بالمحكمة الدولية كوسيلة لكشف قتلة الرئيس رفيق الحريري، أو تحقيق العدالة، وقال: لابد من إلغاء هذه المحكمة، والعودة إلى آليات قضائية لبنانية بتوافق الفرقاء اللبنانيين جميعا، سعيا إلى معالجة هذا الموضوع في أقرب وقت ممكن.