بيروت ـ عمر حبنجر
التهدئة التي غمر اريجها مجلس الوزراء في اجتماعه مساء امس الاول لم تتخط حدود القاعة ذات الطابع الاثري، وبالرغم من تسابق الوزراء على حديث التهدئة وضرورة تبريد الاجواء، فان السجالات الساخنة والمستفزة استمرت.
وردت مصادر وزارية ذلك ردا على سؤال لـ «الأنباء» الى جملة اسباب ابرزها دعوة عدد من القريبين من حزب الله الى لجنة التحقيق الدولية مؤخرا، وما يشاع عن رفض حزب الله تسهيل مثولهم امام اللجنة.
والسبب الآخر والاهم، تمثل في حديث لمصادر في حزب الله، عن ارتباط سياسة التهدئة السورية - السعودية بموعد زمني ينتهي بنهاية شهر سبتمبر الجاري، اي بعد اسبوع على الاكثر، بعدها تقول مصادر الحزب: ان هذه المهلة اقرتها القمة الثلاثية في بعبدا، لقياس التطورات والاتصالات وصدور قرار الاتهام لكن شيئا من هذا لم يحصل حتى الآن، ما يعني ان حزب الله سيصبح في حل من التهدئة بعد هذا التاريخ، ما لم تستجد مواقف ايجابية كاسرة لهذا الجمود، وضمن التوقعات زيارة قريبة للرئيس سعد الحريري الى دمشق. ويظهر ان لزيارة وفد قيادي من حزب الله، السفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري امس، علاقة برهان الحزب على مساع سعودية لمعالجة موضوع المحكمة مع الولايات المتحدة الاميركية.
ورأس وفد حزب الله الى السفارة السعودية، مسؤول العلاقات العربية في الحزب حسن عزالدين حيث جرى استعراض آخر المستجدات مع السفير السعودي وسط جو من «المصارحة والايجابية».
وكانت التهدئة محور اجتماع مجلس الوزراء الثلاثاء، الا ان وصايا الحكومة بالتهدئة لم تنتشر بالسرعة المطلوبة.
فضل الله: المعادلة تغيرت
كما ان النائب عن حزب الله حسن فضل الله، يعلن ان المعادلة تغيرت في لبنان، ولم يعد مسموحا التسلط على الدولة او الاستيلاء على قرارها لاننا حاضرون للدفاع عنها.
وفي ذات الوقت سجلت وسائل اعلام حزب الله استقبال رئيس الحكومة سعد الحريري، للواء اشرف ريفي المدير العام للامن الداخلي، وزيارة الاخير لمقر شعبة المعلومات التي يطالب العماد ميشال عون بحلها، على خلفية اعتقالها القيادي في التيار الوطني الحر العميد المتقاعد فايز كرم، واعترافه بالتعامل مع اسرائيل وقد اعتبرت، هذه الخطوة من جانب الرئيس الحريري تصعيدية، ناهجة مسار اللواء المتقاعد جميل السيد في السجال الساخن الذي فتحه مع اللواء ريفي بالدعوة الى وضعه في السجن مع كبار القضاة والضباط مما اضطر الاخير الى الرد بالمثل.
وضمن «المآخذ» على رئيس الحكومة كمؤشرات على عدم الالتزام بالتهدئة، تعيينه د.غطاس خوري مستشارا له في الوقت الذي يطالبه حزب الله وحلفاؤه في المعارضة بابعاد بعض من هم حوله، وضمنها ايضا الاعتراض على بيان كتلة المستقبل التي اجتمعت برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، واكدت على ثوابت المحكمة الدولية والسلام الاهلي الى جانب متابعة الحديث عما حصل في المطار من اختراقات من جانب مسلحي حزب الله اثناء استقبال اللواء جميل السيد.
مسلحون وسيارات بلا لوحات
وزير الداخلية زياد بارود ابلغ مجلس الوزراء ان التقارير التي تلقاها من اجهزة امن المطار افادت بأن من كان موجودا في صالون الشرف وفي باحات المطار من المسلحين خلال استقبال اللواء السيد هم مرافقون للنواب الذين جاءوا لاستقباله، لكن بعض الوزراء الذين شككوا في دقة هذه التقارير وبمصادرها سألوا الوزير بارود عما يستطيع قوله بقافلة السيارات الرباعية الدفع التي اقلت اللواء السيد ومن معه، دون ان تحمل لوحات ارقام، وهو الخرق الثاني للقانون الذي سجله تيار المستقبل على مستقبلي السيد في مطار بيروت.
الى ذلك، انتقد النائب علي المقداد عضو الوفاء للمقاومة تهديد احد صقور 14 آذار بالانسحاب من ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة.
المقداد الذي يقصد النائب محمد كبارة دعا الى محاسبة هذا النائب من قبل فريقه، وقال المقداد في احتفال في بعلبك ان استقبال السيد لم يكن مذهبيا بل للدفاع عن مظلومين. اما اللواء السيد فقد اصدر بيانا نفى فيه ان يكون على خصومة مع اي من نواب المستقبل، سوى الخصومة السياسية، في حين ان خصومته مع الرئيس الحريري شخصية سياسية بسبب الاعتقال السياسي وشهود الزور.
في هذا الوقت، سحب اللواء السيد دعوى قضائية ضد المحامي فؤاد اشبقلو بجرم القدح والذم على خلفية تصريح ادلى به بعدما تحدث اشبقلو عن السيد بايجابية عبر احدى محطات التلفزة، ما اعتبره بمنزلة اعتذار ضمني منه.