وجه رئيس كتلة التغيير والإصلاح العماد ميشال عون رسالة إلى «السينودس» الذي دعا اليه البابا بنديكتوس السادس عشر في الفاتيكان للبحث في مصير مسيحيي المشرق، تتضمن رؤية للوضع مرفقة بدراسة متكاملة.
وقال عون في احتفال اقيم في فندق لوريال في ضبية بحضور ممثلين للكنائس، لطالما اثبت التاريخ في هذه المنطقة ان التشبث بالجذور هو خشبة الخلاص، لكن النبع يجف بالهجرة المسيحية.
واضاف: المسؤولية لا تقع فقط على التطرف الديني بل هناك الوضع الاقتصادي المتردي والسياسي المتقلب والحروب المتتالية منذ الحرب العالمية الأولى والفقر والجوع اللذان لحقا بالمشرق من جرائهما.
والحرب العالمية الثانية واستعمار المنطقة وتأسيس اسرائيل وتقسيم فلسطين والتطهير العرقي ضد سكانها العرب من مسلمين ومسيحيين واستكمال الضغط عليهم بتهجير من تبقى منهم ورفض عودتهم الى بلادهم، شكلت اسبابا اكثر من وجيهة للهجرة. وهنا، اضاف عون يندرج مخطط توطين الفلسطينيين في البلدان التي هجروا إليها، وهذا ما نرفضه في لبنان لأنه يصب في خانة جعل مهد السيد المسيح من دون مسيحيين، وشطب الهوية الجامعة للأرض المقدسة.
وتساءل: هل يمكننا تصور المسيحية من دون القدس وبيت لحم والناصرة، وطبريا، وهل من مسيحية دون البشارة والمغارة والجلجلة والقبر المقدس وبولس الرسول. ونبه عون الى ان المشرقيين ينتظرون من الفاتيكان بما يمثله من سلطة روحية لدى الكاثوليك ومعنوية بالنسبة للعالم ومن حضور لكرسي بطرس في قلوب المؤمنين كما ينتظرون من رؤساء الكنائس الأرثوذكسية والبروتستانتية العمل لدى حكومات وادارات العالم العربي لوقف محاولة «أبلسة» الدين الاسلامي الذي يؤمن به أكثر من مليار إنسان في تقاليده وعاداته، وأن تتم الدعوة الى النظر في جوهره ونصه الديني الاصلي لا من خلال افعال مجموعات تكفيرية ارهابية يرى المسلمون أنفسهم أنهم ضحاياها مثل بقية العالم، وأنها لا تمت الى دينهم بصلة، لأن الاستمرار في تعميم الرهاب الاسلامي (الاسلاموفوبيا) سيؤدي حتما الى مزيد من الصدامات وعدم الاستقرار في العالم وربما الى صراع ديانات وحضارات لا نهاية له إلا التدمير الذاتي للعالم.
وطالب عون البابا بالعمل على ترسيخ الحضور المسيحي في العراق وفلسطين ولبنان، ودعا الى توحيد عيد الفصح في المشرق، وان الفرصة لن تتكرر، مشيرا الى ان الكون ذاهب الى مذبحة لا سابقة لها.