تمثيل جريمة الحريري: ملف عملية تمثيل جريمة اغتيال الرئيس الحريري في قاعدة «كابسيو» الفرنسية القريبة من مدينة بوردو انتقل الى قصر الاليزيه حيث بات في عهدة فريق معاوني الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بعدما كان في عهدة وزارة الداخلية فرع الأمن العام. وجاء هذا التدبير، وفقا للمعلومات، بعد اعتراض عدد من المسؤولين الأمنيين الفرنسيين على اجراء تمثيل الجريمة على الأراضي الفرنسية كي لا تفسر هذه الخطوة بأنها قرار سياسي فرنسي يدعم توجهات القرار الظني المرتقب صدوره من المدعي العام الدولي القاضي دانيال بيلمار.
وتبعا لذلك، تضيف المعلومات: تقرر ارجاء تنفيذ عملية تمثيل الجريمة ريثما يبت الفريق المعاون لساركوزي في المسألة من خلال «اقتراح أخير» يرفع الى الرئيس الفرنسي لاتخاذ القرار المناسب، علما انه تم بناء مسرح الجريمة بالتنسيق بين السلطات الفرنسية والامم المتحدة والقاضي بيلمار الذي انتدب فريق عمل ميدانيا لمتابعة تنفيذ المسرح معظم أفراده من المحققين الفرنسيين الذين عملوا مع بيلمار، وأتيحت لهم فرصة اكتساب خبرة واسعة بفعل الامكانات التي وضعت بتصرفهم خلال التحقيقات التي امتدت الى أكثر من دولة عربية وأجنبية.
محادثات الأسد ـ فرنجية: ابلغت قيادة حزب الله فحوى ما قاله الرئيس السوري بشار الاسد لرئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية في لقائهما قبل ايام عدة، وفيه ان اللواء جميل السيد يملك كل الحق فيما يقوله ويتحرك بصدده وانه دخل السجن اربع سنوات «نيابة عن سورية»، وان دمشق لا يمكنها القبول بأن يقال فيها شيء ويفعل عكسه في بيروت.
وذكر بما قاله سابقا من ان سورية تعتبر اي اتهام او اي قرار ظني ضد المقاومة هو ضدها مباشرة ولا تقبل به ولا تستطيع الا ان تحذر من تداعياته وتخشى من «انهار دماء» ستسيل بعده. وتاليا فإن دمشق عازمة على تذكير من يعنيهم الامر بوعودهم امامها ما داموا يرددون يوميا ان انفتاحهم عليها ثابت لا حيدة ولا رجعة عنه. وعليه، فإن حزب الله دخل الآن مرحلة الاعداد للمرحلة التالية من فصول مواجهته التي لن تنتهي للقرار الظني، وهو لايزال في مهده.
المعادلة العراقية: تقول مصادر معارضة قريبة من دمشق ان المعادلة العراقية الجديدة التي كان لسورية دور فيها، ستنعكس حتما على لبنان عبر مزيد من التنازلات لقوى 14 آذار، والموافقة السورية على الحل في العراق لن تكون «ببلاش» مطلقا وربما ادى ذلك الى اطلاق يد دمشق في كل الملفات في لبنان. ويبدو ان البطريرك صفير اول من فهم الاشارة جيدا واستقبل النائب سليمان فرنجية ووصفه بالزعيم «العاقل والمدرك» بعكس الآخرين الذين يعملون بالفعل وردة الفعل، حيث يطرق فرنجية باب الرئاسة الاولى والدخول الى بعبدا بكل هدوء، وبالتالي كان كلام فرنجية عن توافق سياسي مع البطريرك كلاما كبيرا له مدلولاته وستقابله دمشق بايجابية وبانفتاح كبيرين.
مصادر «المستقبل»: نقل عن مصادر في تيار المستقبل أن إسقاط المحكمة الدولية ليس في مصلحة حزب الله، لأن مثل هذا الأمر سيترك انطباعا أن الحزب هو المرتكب الفعلي لجريمة الاغتيال وأنه جرى ضرب المحكمة للتغطية عليه وحمايته من المحاسبة، مشددين على أن الحريري سيدقق في القرار الظني ولن يأخذ به إلا في حال كان مقنعا، هذا واتصل رئيس حكومة سابق بقيادة حزب الله داعيا للعودة إلى الهدوء لأن قضية المحكمة لا تحل بالطريقة الهجومية، ونصح بالحفاظ على الرئيس سعد الحريري في السراي لأنه يملك ورقة مهمة جدا هي ورقة الاستقالة التي إذا ما استخدمها فإن القرار الظني يصبح على الأبواب ومعه كل الويلات.
كرامي ومراد يحذران: رئيس الحكومة السابق عمر كرامي لا ينفي خطورة الهجمة التي يتعرض لها حزب الله منذ سنوات، ويقول: من حق الحزب حماية نفسه لأن «رأسه بالدق»، ويعتبر ان استنفار السنة في طرابلس امر لا لزوم له، ويسأل: بوجه من يحصل هذا الاستنفار في طرابلس والشمال؟ أما الوزير السابق عبدالرحيم مراد فيخشى تنامي التحريض المذهبي كلما اقترب موعد القرار الاتهامي في قضية الرئيس الشهيد رفيق الحريري، بل يخشى اكثر من هناك. ويؤكد كرامي ومراد ان الخلاف سيستمر الى نهايته بين توجهين في البلد، ويحذران من أن الآتي اعظم اذا ما تأكدت رواية القرار الاتهامي.
خلط الأوراق: أفاد مرجع مسيحي بان البطريرك صفير قام باتصالات بعيدة عن الأضواء بفاعليات مسيحية لتحذيرها من مغبة الانجرار لفتنة مسيحية ـ مسيحية أو مذهبية. وأبلغ صفير هذه الفعاليات ان الأجواء تؤشر الى محاولات لخلط الأوراق السياسية عن طريق افتعال هزات أمنية قاسية.