بيروت ـ زياد طبّارة
رأى عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب زياد أسود ان النداء الذي توجه به رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» د.سمير جعجع الى شابات وشبان التيار الوطني الحر لعودتهم الى المبادئ المشتركة مع «القوات» والتي قامت على أساسها المبادئ التأسيسية لـ «التيار الوطني الحر»، نداء لا قيمة معنوية له ومبني على خديعة قوامها اللعب على عواطف الناس ووطنيتهم اعتاد جعجع استعمالها في سياساته التضليلية، معتبرا ان المبادئ المشتركة لا تقوم على محاربة جعجع للجيش اللبناني وتصفية ضباطه على الحيطان، ولا على مساهمته في القصف على قصر الشعب لإخراج العماد عون منه قسرا في 13 نوفمبر 1990 بهدف تمرير اتفاق الطائف الذي أسس على حساب الدور الريادي للمسيحيين وصلاحيات رئاسة الجمهورية وإفراغ رئاسة الإدارات العامة الرسمية من حضورهم الفعال فيها. ولفت النائب أسود في تصريح لـ «الأنباء» الى ان عملية بناء وطن متعدد المذاهب والطوائف كالدولة اللبنانية، تستوجب انفتاح جميع الأطياف والأطراف على بعضهم البعض وتنقية الذاكرة من سوادها وتضميد جروحات الماضي وتعالي اللبنانيين على آلامهم وأوجاعهم، وليس على التمسك بشعارات معادية للآخرين، وهو المبدأ غير المشترك الذي لم يستطع جعجع مجاراة العماد عون به نظرا لتقوقعه مع حلفائه الجدد بعيدا عن مفهوم العيش المشترك، متسائلا عما فعله سمير جعجع هو وحلفاؤه من أجل عودة المسيحيين الى قراهم ومنازلهم فقد كان هو السبب في تهجيرهم منها سواء من الجبل أم من شرق صيدا، وماذا فعل لحمايتهم في مدن ومناطق الأطراف، مذكرا بما يحلو لجعجع تناسيه (على حد قوله) وتعمية ذاكرة اللبنانيين عنه بشكل عام والمسيحيين بشكل خاص، ان العماد عون أعاد تصحيح الوضع المسيحي من خلال انفتاحه على الفريق الآخر سواء بورقة تفاهم أم بغيرها انما برسالة مسيحية – إسلامية مشتركة حول الدور المسيحي والهوية اللبنانية ككل.
وتساءل أيضا النائب أسود، عما إذا كان جعجع يستطيع في ظل تهجماته على المقاومة في الجنوب، ان يشرح للمسيحيين أهداف الحلف الرباعي في العام 2005 بين «حزب الله» و«المستقبل» وحركة «أمل» و«التقدمي الاشتراكي» الذي رمى بالمسيحيين خارج المعادلة السياسية في محاولة جديدة لإخراجهم من الانتخابات النيابية في العام نفسه، ومن كان المسؤول عنه في ظل تحالف القوات اللبنانية آنذاك مع «المستقبل» و«الاشتراكي»، معتبرا بناء على ما سبق، ان على جعجع عدم استجداء القاعدة العونية لدعمه، وذلك لأن العونيين لا يعودون الى الوراء أي الى مرحلة دفن الذات، بل يتقدمون الى الأمام بانفتاح وطني على الصادقين في المقاومة وليس بالانقلاب على المبادئ المسيحية مع المتاجرين بدم الشهداء. ودعا أسود د.جعجع والقاعدة القواتية للعودة بالذاكرة الى الوراء واستذكار من غطى ادخالهم مع العونيين الى السجون في 7 مايو وحتى قبل هذا التاريخ وبعده، ومن غطى الاتهامات التعسفية التي وجهت اليهم، ومن غطى عملية التنكيل بالطلاب في الساحات وداخل الجامعات، متسائلا فيما لو تم التسليم جدلا بأن اللواء جميل السيد كان وراء كل تلك المآسي، أما كان أجدى بالرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي كان يومها على رأس الحكومة ان يبادر الى الاستقالة لإحقاق الحق والعدالة، أو أقله الى التعبير، ولو إعلاميا، عن اعتراضه على ما يجري بحق القواتيين والعونيين؟