- سليمان يدعو المحكمة الدولية لـ «استعادة مصداقيتها»: اتهام حزب الله لإسرائيل باغتيال الحريري احتمال جدّي إلى حد بعيد
بيروت ـ عمر حبنجر ـ داود رمال
المحكمة الدولية، من الخطب والآراء الى مجلس الوزراء، وقد حلت على جلسة الأمس، من خلال مشروع موازنة 2011 الذي انطلق أمس، وعنصر المواجهة هو نفسه، المطروح في لجنة المال والموازنة النيابية، وهو تمويل المحكمة الدولية.
والراهن ان اللجنة النيابية تدرس التمويل للسنة الحالية، بينما يبحث مجلس الوزراء في تمويل السنة المقبلة.
ملف التمويل، المشهر بوجه الحكومة يجري فتحه بالتزامن مع انسداد أفق التهدئة وتصاعد التصريحات النارية من محور حزب الله والمعارضة باتجاه المحكمة الدولية ـ استباقا لقرارها الاتهامي، الذي يؤكد الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام للحزب انه سيتضمن استهدافا جائرا ومفتريا على بعض عناصر حزبه.
زيارة دمشق
ويذكر ان ثمة كلاما عن زيارة يقوم بها رئيس الحكومة سعد الحريري الى دمشق اليوم الثلاثاء للقاء الرئيس بشار الأسد، لكن يبدو ان هذه الزيارة تنتظر المزيد من الاتصالات التحضيرية.
وسط هذه الاجواء الضبابية نفى رئيس مجلس النواب نبيه بري ان تكون هناك مهلة زمنية محددة وقاطعة للمساعي المبذولة من أجل معالجة الأزمة الراهنة، مؤكدا لصحيفة «السفير» استمراره شخصيا في بذل الجهد حتى اللحظة الأخيرة لحماية لبنان من فتنة مذهبية تأكل الأخضر واليابس.
وقال بري: إذا كانت الفتنة الإسلامية ـ المسيحية خطا أحمر فكيف بتلك السنية ـ الشيعية التي سنفعل المستحيل لتجنبها؟
مشددا على ان يتولى القضاء اللبناني التحقيق مع «شهود الزور».
إلى ذلك أطل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مساء امس الأول علي شاشة «الجديد» داعيا المحكمة الدولية المكلفة بالنظر في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري الى «استعادة مصداقيتها»، مشددا على ان القرار الظني للمحكمة لن يتسبب في وقوع «فتنة» في لبنان.
وقال سليمان «المطلوب من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ان تستعيد مصداقيتها لدى الرأي العام من خلال اظهار استقلاليتها وابتعادها عن التسييس».
واضاف ان على المحكمة الدولية «النظر الى من له مصلحة في غتيال الحريري، والتحقيق في كل الاحتمالات المطروحة، وأيضا التدقيق بروية وبتمهل في كل القرائن»، مشيرا كذلك الى ان اتهام حزب الله لاسرائيل باغتيال الحريري «احتمال جدي الى حد بعيد ويمكن البحث فيه».
وتابع «هكذا تكون محكمة تبحث عن الحقيقة وليست محكمة تبحث عن الاتهام السياسي».
وردا على سؤال حول التخوف من وقوع حرب في لبنان إذا اتهم القرار الظني المتوقع صدوره عن المحكمة حزب الله باغتيال الحريري، أكد الرئيس سليمان ان «الحرب تقع إذا أردنا الحرب، المهم كيفية التعاطي بروية، والاستعجال ليس مفيدا».
الموسوي و«التنظيم الأسود»
إلا أن كلام الرئيسان ميشال سليمان ونبيه بري لم يثنيا الاطراف على وقف السجال الناري.فالنائب نواف الموسوي عضو كتلة الوفاء للمقاومة رأى ان نزع فتيل الفتنة المدبرة للبنان ممكن عبر عملية مزدوجة تتمثل أولا بملاحقة شهود الزور لأنه مع اكتشاف «التنظيم الأسود» الذي دبر الاتهام السياسي لسورية نستطيع تفكيك الاتهام الجاري تدبيره لحزب الله، وثانيا الاهتمام بفرضية تورط اسرائيل في اغتيال الحريري.
كلام انقلابي
عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت وردا على كلام آخر للموسوي رأى ان كلام عضو كتلة الوفاء للمقاومة الذي يعتبر ان على الآخرين ان يكونوا «مذعورين منا» مسعور لأنه يهدد مواطنين آخرين، واعتبر ايضا ان تصريح الموسوي الأخير حول ما جرى في المطار خطير وانقلابي واستيلاء على السلطة، مشيرا الى انه بهذه الطريقة يتحول حزب الله الى حركة ميليشيوية تريد الاستيلاء على السلطة.ورأى فتفت ان معادلة الجيش والشعب والمقاومة بند أقر بمواجهة اسرائيل، ولكن المشكلة عندما تتحول المقاومة للداخل وذلك عبر كلام التهديد الذي يشكل كلام ضعف وليس كلام قوة، حينها تسقط المقاومة وتتحول الى ميليشيا، مؤكدا ان السلاح بات اليوم يتوجه للداخل بسبب هذا الكلام التهديدي، وحزب الله أحرج المقاومة اذ لا يمكنها ان تحارب اسرائيل وتنقلب على السلطة اللبنانية في الوقت عينه.
وهاب يهاجم الحريري
رئيس تيار التوحيد وئام وهاب المرتاح لموقف النائب وليد جنبلاط الاخير من المحكمة شن هجوما فظا على رئيس الحكومة سعد الحريري عبر قناة «المنار» التابعة لحزب الله قائلا ان المعارضة هادنته كثيرا وسكتت عنه كثيرا لكن يبدو انه قرر ان يبقى «رئيس زاروب لا رئيس حكومة لكل لبنان».
وقال وهاب: يكفي اللبنانيين ما تحملوه من وراء اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري.ووصف وهاب المحكمة الدولية «بأم الشرور» مستخفا بالطرح القائل ان المحكمة الدولية شيء وقرار الاتهام شيء آخر، وقال: لقد جاء الأميركي وقتل الحريري، وبدأ الانقلاب على دم الحريري.