- كلينتون للمعلم: هدفنا الوصول إلى سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط.. وسنمنع أي محاولة سورية «لتقويض» استقرار لبنان والعراق
بيروت ـ عمر حبنجر
من خلف غبار «شهود الزور» والتجاذبات حول تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، تقدمت الاهتمامات اللبنانية الرسمية والديبلوماسية بالزيارة المقررة للرئيس الايراني احمدي نجاد في منتصف اكتوبر المقبل، وبالذات الجانب المتعلق منها بزيارته للمنطقة الجنوبية الحدودية في مرجعيون وبنت جبيل، الامر الذي تعتبره اسرائيل استفزازا مرفوضا.
وتقول مصادر ديبلوماسية في بيروت لـ «الأنباء» ان هذا الموضوع، موضوع زيارة نجاد الى الجنوب، كان جزءا من المحادثات السريعة التي جرت بين الرئيس بشار الاسد والرئيس الايراني في مطار دمشق الاسبوع الماضي، وبناء لرغبة الرئيس نجاد الذي اراد ايضاح الامر للرئيس الاسد مباشرة، بعد مراسلات ديبلوماسية بين العاصمتين لم تف بالغرض كما يبدو.
وتشير مصادر المعلومات لـ «الأنباء» الى ان الرئيس الاسد استوضح نده الايراني دواعي زيارته الجنوب في هذا الظرف الاقليمي، فأجاب نجاد ان زيارته منطقة مرجعيون، موقف استراتيجي بالنسبة اليه، لان هذه المنطقة هي بمثابة حدود لايران مع اسرائيل. وتقول مصادر المعلومات ان الرئيس الاسد رد بما معناه ان هذا الامر ليس مناسبا، كما امل منه ان يكون سقف تصريحاته في بيروت منخفضا، لانه لا امان للاسرائيليين، ولان امن لبنان مهم جدا لامن سورية.
وانتهى اللقاء على ان يفكر نجاد جيدا بالامر، وبما يمكن ان يكون عليه رد فعل اسرائيل.
الأسد في طهران قريباً
ومع الاعلان عن عزم الرئيس الاسد زيارة طهران السبت المقبل، توقع المسؤولون في بيروت ان يكون الرئيس نجاد قد انهى تفكيره في الامر، لمصلحة تجنيب الجنوب سلبيات بالامكان الاستغناء عنها.
في عضون ذلك، حذرت الولايات المتحدة سورية من محاولة زعزعة استقرار العراق ولبنان، على ما أفادت وزارة الخارجية الأميركية عقب لقاء جمع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ونظيرها السوري وليد المعلم مساء أمس الأول.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي ان «وزيرة الخارجية كانت مباشرة للغاية وقالت بوضوح، ان كان الأمر يتعلق بلبنان او بالعراق، فاننا سنمنع أي محاولة لتقويض استقرار هذين البلدين».
وأوضح كراولي ان كلينتون أكدت على الهدف الأميركي المتمثل في الوصول إلى «سلام شامل في الشرق الأوسط» يشمل سورية، لافتا إلى ان المعلم «أبدى اهتماما كبيرا» بالموضوع وفي دمشق، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) ان الجانبين استعرضا «العقبات التي تحول دون تحقيق» السلام، ونقلت عن المعلم تأكيده ان «سورية تنتظر ان تلمس أفعالا لا أقوالا» من جانب إسرائيل.
استمرار الحوار البناء
كما اتفق المعلم وكلينتون، بحسب الوكالة، على «ضرورة استمرار الحوار البناء بينهما لإزالة العقبات التي تحول دون تطبيع العلاقات الثنائية».
على الصعيد الداخلي تقدم ملف تمويل المحكمة الدولية الى المرتبة الاولى في جدول القضايا الخلافية اللبنانية، مع استحقاق اقرار الموازنة. وتحدثت مصادر قريبة من الحكومة ان اتصالات ستجري لايجاد مخرج لمسألة التمويل في حال استمر وزراء حزب الله وحلفاؤه في 8 آذار بمحاولة تعطيل تمريرها في مشروع الموازنة، ومن المؤكد ان هذا الموضوع سيؤجل الى حين عودة الرئيس ميشال سليمان من المكسيك. ويفضي التعطيل الى ترتيب وضع بالغ الخطورة حيال الامم المتحدة والمحكمة ويعد تنصلا من التزامات البيان الوزاري ومقررات الحوار الوطنير ويضعان البلد امام استحقاق غير مسبوق. وقبل جلسة مجلس الوزراء مساء امس الاول عقد وزراء المعارضة اجتماعا تنسيقيا رفضا لتمويل المحكمة، وهو ما اكده الوزير حسين الحاج حسن، وقال احد هؤلاء الوزراء لـ «السفير»: لا يمكنها ان تضع توقيعها على تمويل سيذهب الى محكمة مسيسة بات قرارها الاتهامي معروف الاتجاه سلفا وعنوانه خنق المقاومة، فهل من عاقل يلف حبل المشنقة على رقبته.
وزير الاعلام طارق متري قال بعد الجلسة التي انعقدت برئاسة الرئيس سعد الحريري: لقد بحثنا بكل ما هو موجود على مشروع الموازنة لكننا لم نقرر شيئا نهائيا، انما صدقوني، جو مجلس الوزراء مختلف كليا عما يبين او يصور او يعتقده البعض.