لبنان و«الحالة العراقية»: رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط ترتسم أمامه صورة قاتمة للوضع، ويتحدث عن سيناريوهات مرعبة في حال اتخذ القرار الدولي ـ الإقليمي بتفجير فتنة في لبنان كما هو حاصل في العراق، ويقول لزواره انني أخشى من «الحالة العراقية» في لبنان كما انني خائف من الدخول في صراع مذهبي عملنا منذ أحداث مايو 2008 المشؤومة ان نبتعد عنه، مبديا تخوفه من انتقال الصراع السني ـ الشيعي في المنطقة الى لبنان.
ولايزال جنبلاط على رأيه أنه على المستوى المحلي، لابد من أن تكون الخطوة الأولى لقاء الحريري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. وعما إذا طلب منه الحريري القيام بدور ما بين الجانبين، أشار جنبلاط إلى أنه حاول عبر إرسال الوزير غازي العريضي للقاء السيد حسن نصر الله، وقد «وعدنا نصر الله بأن معاونه السياسي حسين الخليل سيزور الحريري، لكن ذلك لم يحصل ولا أعرف لماذا».
وأكدت أوساط سياسية معارضة ان الدور الذي يؤديه جنبلاط في الآونة الأخيرة هو دور مركزي بناء على اتصالات منسقة مسبقا أجراها مع سورية وحزب الله. والهدف المركزي إيصال الرسالة الأساسية للحريري حول الطريقة التي تسمح بالخروج من الأزمة. وأوضحت الأوساط ان جنبلاط يؤدي دوره بالشكل المطلوب وبيده خارطة طريق واضحة الخطوط.
عودة لما قبل 2005: في رأي مصدر ديبلوماسي عربي ان الأشهر القليلة المقبلة ستكون حافلة بشتى أنواع الضغوط لتحقيق الهدف النهائي الذي هو استعادة مرحلة ما قبل العام 2005، باعتبار ما قامت به حركة «14 آذار» مدعومة بإدارة الرئيس الأميركي جورج بوش والرئيس الفرنسي جاك شيراك خطأ حصل في لحظة دولية استثنائية ويجب تصحيحه، ولا يعني ذلك بالضرورة عودة سورية عسكريا الى لبنان لكنه سيؤكد حتما استعادة النفوذ على الساحة اللبنانية في شكل شبه كامل.
وفي رأي هذا المصدر الديبلوماسي ان الظرف الإقليمي والدولي يسمح بتحقيق هذه الغاية. فالمحور العربي الذي طالما واجه سورية في لبنان يميل الى المهادنة خوفا على الاستقرار السياسي والأمني، فيما الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون على رغم رفضهم عقد صفقة مع سورية فإنهم يتعاطون مع الساحة اللبنانية بمقدار من الإهمال يتيح لدمشق ان تبسط رعايتها للوضع اللبناني في شكل تدريجي، بما يؤدي الى نتيجة شبيهة لمفاعيل الصفقة.
محسن دلول: سئل النائب محسن دلول: هل سيتكرر مشهد ٧ مايو؟ فأجاب: يراد افتعال توترات وانفجارات، وأخطر وجوه الفتنة ان ترتدي طابعا سنيا ـ شيعيا، وعلى ما يبدو هذا ما يريدونه، والمطلوب حالة وعي مرتفعة لأن اندلاع فتنة في لبنان يعني خطر انتشارها في الدول العربية.
وسئل: من هو البديل عن الحريري اذا نحي؟ فأجاب: كثر، بهيج طبارة ومحمد الصفدي ونجيب ميقاتي وبهاء الدين الحريري اذا قرر دخول مجال السياسة وأحمد الحريري يتوقع له مستقبل لامع، فهو شبيه بالرئيس الحريري، وهناك أسماء كثيرة.
احتياطات أمنية: طلب من عدد كبير من نواب 14 آذار «التحوط الأمني» في تنقلاتهم ومكالماتهم وسفرهم والعودة الى الاجراءات التي اتبعت بين أعوام 2005 و2008.
تحرك قطري: زيارة سفير قطر سعد علي المهندي الى السراي الحكومي حيث التقى الحريري وبحث معه في «القضايا ذات الاهتمام المشترك». ولقاء السفير المهندي في اليوم ذاته مسؤول العلاقات العربية في حزب الله الشيخ حسن عز الدين في مقر السفارة القطرية في عين التينة حيث تطرق الحديث الى «ما يثار حول عمل المحكمة الدولية وملف الشهود الزور». هذان اللقاءان أثارا تساؤلا عما اذا كان تحرك السفير القطري في بيروت ممهدا لدور وساطة جديد ومحتمل تقوم به قطر لتقريب وجهات النظر بين الحريري وحزب الله واحتواء التوتر المتصاعد في ظل بروز مخاطر فعلية تعيد الوضع الى ما كان عليه قبل «اتفاق الدوحة».
زيارة نجاد: مسؤول في حزب الله استهجن ما ورد في بيان الأمانة العامة لـ 14 آذار بشأن «زيارة الرئيس الإيراني المزمعة الى لبنان والتي تنظر إليها الأمانة العامة بكثير من الحذر والريبة نظرا لمواقفه المناهضة للسلام ولإصراره على اعتبار لبنان قاعدة إيرانية على ساحة المتوسط» (كما جاء في البيان).
ونقل عن هذا المسؤول قوله: «عندما زارت رايس (وزيرة الخارجية الاميركية السابقة) لبنان خلال حرب يوليو عندما كانت إسرائيل تدك الضاحية الجنوبية واجتمعت مع قوى 14 آذار وحرضتهم وشجعتهم، لم نحرك في حزب الله ساكنا حيال زيارة لوزيرة خارجية دولة أقامت جسرا جويا مع العدو الاسرائيلي وزودته بالقنابل التي قصف بها لبنان. فما بالهم اليوم في «الأمانة العامة» لا يحتملون زيارة رئيس دولة صديقة ساعدت لبنان ومقاومته وساهمت في إعادة إعماره، ويصل في زيارة رسمية بناء على دعوة رسمية ليستقبل من كبار مسؤولي الدولة اللبنانية بحفاوة وحرارة؟!