بيروت ـ زينة طبارة
نفى عضو كتلة المستقبل النائب د.أحمد فتفت ما تحاول إحدى الصحف المحلية اشاعته ان «طريق دمشق مقفلة امام الرئيس الحريري وفريق عمله»، معتبرا ان مثل تلك العناوين تعكس صورة عما يتمناه القيمون على الصحيفة والفريق السياسي التابعة له، مذكرا الصحيفة بزيارة السفير السوري في لبنان علي عبدالكريم قبل يومين من نشرها للخبر للرئيس الحريري، وهي الدليل على عدم صحة ما ورد فيه من تفاصيل مغلوطة يتمنى كاتبها تحققها على ارض الواقع، مؤكدا ان العلاقات بين الدول وتحديدا بين لبنان وسورية غير قائمة على معلومات وعناوين صحافية سرعان ما يتبين عدم صحتها، ولا حتى على علاقات شخصية بين الرئاسات اللبنانية ـ السورية، انما على مبدأ من دولة الى دولة ضمن الاطر الديبلوماسية والمؤسساتية المعتمدة، معتبرا ان تلك الصحيفة عودت اللبنانيين على ترويج ما هو غير صحيح واستحداث وقائع غير موجودة اساسا الا في تمنيات البعض.
وردا على سؤال حول المواقف السورية الأخيرة وتحديدا موقف وزير الخارجية السورية وليد المعلم الذي اعلن فيه ان «القرار الاتهامي قد يحدث فتنة مذهبية في لبنان فيما لو صدر متهما حزب الله في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري» اكد النائب فتفت في تصريح لـ «الأنباء» ان اللبنانيين ادرى بشؤونهم الداخلية وبكيفية ادارتها وبالتالي يجب الا يكون هناك اي تدخلات خارجية بها من اي جهة اتت، مذكرا في المقابل بكلام الوزير المعلم نفسه الذي اطلقه منذ اسابيع والمخالف لموقفه الاخير المذكور اعلاه، الذي قال فيه ان «اي مواطن سوري تتهمه المحكمة الدولية في ملف الرئيس رفيق الحريري سيحاكم بتهمة الخيانة العظمى».
فتنة مذهبية
واعتبر ان هذا الكلام اعتراف بالمحكمة الدولية وبما سيصدر عنها، مشيرا من جهة اخرى الى انه في نفس الوقت الذي اطلق فيه الوزير المعلم موقفه عن الفتنة المذهبية، فإن وزير الخارجية التركية احمد داود اوغلو صرح اثر زيارته الاخيرة لدمشق بان المسؤولين السوريين يريدون الكشف عن قتلة الرئيس رفيق الحريري.
نقاط متفق عليها
ولفت النائب فتفت الى ان لدى سورية اكثر من موقف حيال الشؤون اللبنانية، انما هذا لا يعني ان ليس لديها موقف من المحكمة الدولية، مشيرا الى ان هناك الكثير من النقاط التي تم الاتفاق حولها مع المسؤولين السوريين، كما ان هناك نقاطا لم يتم التوصل بعد الى اتفاق حولها نتيجة تراكم الملفات لفترة طويلة من الزمن، وقد تكون المحكمة الدولية احدى تلك النقاط غير المتفق عليها بالكامل بعد على مقاربتها، مؤكدا مقابل ما تقدم ان العلاقات المميزة بين لبنان وسورية خيار استراتيجي لا تراجع عنه مبني على مصلحة كل من الدولتين، وان الحكومة اللبنانية تتطلع الى تمتينها والى ان تكون مستدامة لا تتأثر باضطراب الوضعين الداخلي والاقليمي.
دولة ذات سيادة واستقلال
على صعيد آخر وعن زيارة الرئيس الايراني احمدي نجاد في 14 من الشهر الجاري، اعرب النائب فتفت عن عدم رغبته في إساءة الظن بخلفية الزيارة وطبيعتها وأبعادها، مرحبا بالرئيس نجاد كرئيس دولة لها دورها في المنطقة على ارض دولة ذات سيادة واستقلال، آملا منه ان يأخذ بعين الاعتبار خلال اقامته في لبنان ان الدولة اللبنانية لها قرارها الحر غير الخاضع لهيمنة اي من دول الخارج عليه، وان تكون كلماته موجهة الى جميع اللبنانيين لا الى فئة معينة منهم، وان يتبنى المواقف اللبنانية الوطنية والمحقة التي تحظى بالاجماع اللبناني عليها كالمحكمة الدولية ونتائج طاولة الحوار، مشيرا الى ان زيارة الرئيس نجاد سيتم تقييمها وفقا لطريقة تعاطي الاخير مع المستضيفين اللبنانيين كل اللبنانيين له.
وعن زيارة الرئيس نجاد للجنوب وتحديدا لمنطقتي مارون الرأس وبنت جبيل، كما تسرب عن بعض الجهات السياسية وما تشكله تلك الزيارة من استفزاز للعدو، كون المنطقتين المذكورتين اصبحتا رمزا لتقهقر جيشه فيهما، ذكر النائب فتفت بالزعيم العربي عبدالناصر الذي كان له تأثير كبير على الداخل اللبناني يفوق بكثير تأثير الدولة الايرانية عليه، حيث وجه رسالة كبيرة للبنانيين اعرب فيها عن احترامه لسيادة لبنان واستقلاله من خلال موافقته على ان يكون لقاؤه مع الرئيس اللبناني الراحل فؤاد شهاب في خيمة على الحدود اللبنانية مع سورية «الجمهورية العربية المتحدة آنذاك»، متمنيا على الرئيس نجاد توجيه رسالة مماثلة ليس بمعنى اجراء اللقاء مع الرئيس اللبناني على الحدود، انما من خلال توجيهه اشارات يعرب فيها عن احترامه للسيادة اللبنانية ولخيارات الشعب اللبناني والا يكون طرفا في تلك الخيارات.