بيروت ـ أحمد منصور
رأى عضو «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب وليد سكرية، ان فريق قوى 14 آذار الملتحق بالمشروع الاميركي يريد المحكمة الدولية للنيل من سلاح المقاومة، مشيرا الى ان الولايات المتحدة الاميركية لا تريد سورية اليوم، بل المقاومة عبر إحداث فتنة سنية ـ شيعية لتوجيه العرب ضد ايران وليس ضد اسرائيل، معتبرا انه اذا اتخذ لبنان موقفا من المحكمة عبر وقف التمويل وسحب القضاة اللبنانيين منها وبدأ في محاكمة شهود الزور لكشف حقيقة المؤامرة، فسنكون سحبنا الاوراق من يد من يريد الفتنة في لبنان، بل المتفجرات والاغتيالات التي قد تقدم عليها اميركا واسرائيل بعد صدور القرار لإشعال نار الفتنة في لبنان.
وقال سكرية في تصريح لـ «الأنباء»: بعد حرب الخليج سعت أميركا الى نظام أمن اقليمي في الشرق الاوسط مبني على السلام بين العرب واسرائيل، وبدأت بتنفيذه للسيطرة على الشرق الاوسط نظرا لأهميته وموقعه الاستراتيجي وموارده، فتبنت الخيار الاسرائيلي بالسلام المنفرد. وباشرت بعد احتلال العراق في تفتيت المنطقة الى كيانات مذهبية وعرقية متصارعة خدمة للأمن القومي الاسرائيلي.
وأضاف: بعد احتلال العراق تصاعدت المقاومة، وكان معظمها على الحدود السورية. وعندما أدركت اميركا ان سورية لا تريد ايقاف المقاومة، طرح ملف الحرب على سورية، ولكن في حال احتلال سورية فإن المقاومة ستنتشر، لذا طوي ملف الحرب عليها وكان الضغط عليها من خلال لبنان، فكان القرار 1559 ومن ثم اغتيال الرئيس رفيق الحريري لتفعيل هذا القرار بإحداث ثورة شعبية في لبنان وتوجيه الاتهام لسورية. عندما لم تجد اميركا وحلفاؤها طريقة لنزع سلاح المقاومة في لبنان، لجأوا الى اسرائيل فكانت حرب 2006 التي فشلت فيها اسرائيل في القضاء على المقاومة، مما أدخل المنطقة في معادلة جديدة، حيث لم تعد اسرائيل القوة التي تفرض الاهداف السياسية بالقوة العسكرية.
وتابع سكرية: ان اميركا طوت ايضا ملف الحرب على ايران، لأن أي حرب عليها ستدمر الخليج، لذا تبنى الرئيس الاميركي باراك أوباما سياسة جديدة انطلاقا من ان الحرب مع ايران لن تكون تقليدية، بل نووية، وفي نفس الوقت في ظل ان اسرائيل مكبلة اليد في القيام بحرب على الجبهة الشمالية ضد لبنان وسورية، خصوصا ان سورية أعادت بناء قوتها العسكرية ولم تعد دولة ممانعة، بل أصبحت دولة مواجهة ومستعدة للحرب، لذلك فإن الخيار الاميركي كان تسوية سلمية على المسار الفلسطيني، ويتبعها سلام بين الدول العربية المعتدلة وإسرائيل، وإنشاء جبهة عربية ضد ايران ونقل الحرب من صراع عربي ـ اسرائيلي على أرض فلسطين الى صراع عربي ـ ايراني في منطقة الخليج.
وختم بالقول: لقد أعطي المشروع الاميركي هذا السلاح ليستخدمه كيفما يشاء، مرة ضد سورية لدفعها للالتزام بالعراق، واليوم لإحداث فتنة سنيّة ـ شيعية لتمرير التسوية ونقل الصراع من عربي ـ اسرائيلي الى صراع عربي ـ ايراني، فعلى اللبنانيين التنبه للمخاطر التي تحدق بهم والعمل على حفظ كيان لبنان كي لا تتفكك الدولة اللبنانية ونجعلها ساحة لتمرير التسويات الدولية، وان نحفظ دماء المسلمين، وألا يذبح بعضنا بعضا في لعبة المشروع المشبوه.