بيروت ـ محمد حرفوش
وجهت شخصيات سياسية وإعلامية لبنانية وعاملون في الشأن العام رسالة مفتوحة الى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بالتزامن مع وصوله الى لبنان اليوم الأربعاء، تحت شعار «واجب الضيافة يقتضي صدق المصارحة».
وحسب واضعيها فإن الرسالة تؤكد على الثوابت اللبنانية وعلى الاحترام المتبادل، كما تشدد على أولوية العيش المشترك.
وتمنى مرسلو الرسالة ان تكون الزيارة «دعما لدولتنا السيدة المستقلة، ولصيغة عيشنا، مثلما كانت زيارة سلفكم الجزيل الاحترام. الرئيس محمد خاتمي، التي تركت أطيب الأثر في نفوس جميع اللبنانيين دون استثناء».
وقدم واضعو الرسالة مصارحة قالوا فيها: ان فريقا من اللبنانيين يستقوي بكم منذ مدة طويلة على الفريق الآخر وعلى الدولة باستعادة رتيبة ومؤسفة لمغامرات عبثية أقدم عليها غير فريق لبناني، بالتزامن أو على التوالي. في مدى عقود، وهذا نصف الحقيقة المرة. أما نصفها الآخر، فهو انكم تنسجون أيضا على منوال من سبقكم الى التدخل في شؤوننا، حيث لم يكن التدخل الخارجي سوى استخدام للداخل اللبناني، وهو استخدام لم تنجح الشعارات الكبرى ولا النيات الحسنة في تزيينه او حجب حقيقته الفعلية.
وأضافت الرسالة: سمعنا انكم تأتون اليوم تحت شعار «دعم لبنان في مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة»، ونتوقع ان نسمع منكم عروضا بتسليح دولتنا وإمدادها بمساعدات أخرى لتلك الغاية التي حددتموها على النحو المذكور، لن نناقش تصنيفكم لبعض الدول، ولكننا نقول ان دعمكم الدولة اللبنانية ـ مع استمراركم في تزويد فريق داخلي بالمال والسلاح ـ سيكون كعمل من يعطي بيد ويفسد عطاءه باليد الأخرى، لذلك نعتقد بقوة ان أفضل ما يمكن ان تقدموه للبنان. استنادا الى علاقتكم الخاصة بالمقاومة الإسلامية، هو ان تحاولوا إقناع هذه المقاومة بالدخول في كنف الدولة، والباقي تفاصيل.
رئيس دولة أم قائد أعلى؟
وخاطبت الرسالة نجاد بالقول «ان كلامكم المرسل عن تغيير وجه المنطقة انطلاقا من لبنان، وهزيمة الولايات المتحدة على أرض لبنان، وإزالة دولة إسرائيل بقوة المقاومة الإسلامية في لبنان، هو كلام بعيد عن الحرص على لبنان بمقدار بعده عن الواقعية، فضلا عن انه يظهر زيارتكم هذه وكأنها زيارة قائد أعلى لخطوط جبهته الأمامية.
وتابعت: انكم لا تفعلون سوى المزيد مما فعلته الدول العربية على مدى عقود، حيث جعلت من بلدنا ساحة المواجهة العسكرية الوحيدة مع إسرائيل.
واستدركت: لسنا من دعاة النأي بأنفسهم عن موجبات الصراع العربي ـ الإسرائيلي وعن نصرة الحق الفلسطيني، ولكن من حقنا ان نرسم دورنا في ضوء تشخيصنا لمصلحتنا الوطنية. إننا نرسم دورنا ونشخص مصلحتنا في نقاط أساسية، يأتي في مقدمتها أولوية الحفاظ على صيغتنا الفريدة في العيش المشترك، وإننا نتمسك بشعار «لبنان أولا»، ليس في وجه أحد، وإنما ردا على كل حماقاتنا السابقة بتقديم اي شيء في هذا العالم على مصلحة وطننا لبنان.
الخشية من نشوء «مسألة شيعية»
وأعربت الرسالة عن خشية واضعيها فعلا من نشوء «مسألة شيعية» في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط، على غرار «المسألة الشرقية» أوائل القرن الماضي، جراء نزوعكم الى وضع اليد على المكون الشيعي في بعض البلدان العربية، ومن بينها لبنان، والصراحة في هذا الصدد خير ألف مرة من السكوت عن أمر بات يستشعره كل إنسان في منطقتنا».
وتابعت: ان الشيعة اللبنانيين، يا سيادة الرئيس، مكون أصيل في مجتمعنا الوطني، وشريك مصيري في «وطننا النهائي لجميع أبنائه»، تلك «النهائية» التي كانوا سباقين الى اقتراحها وإدخالها في صلب دستورنا، إن حرصهم على لبنانيتهم ليس أقل من حرص أي جماعة في هذا البلد، ولا أي مواطن صالح، وهذا ما دللت عليه سيرتهم على مدى تاريخ الجمهورية، وهو أيضا ما دعا إليه قادتهم في مختلف الظروف، بوصفهم «نافذة ثقافية على العالم»، لا رأس جسر في لعبة الأمم.
وختمت الرسالة بالدعوة إلى «كلمة سواء» نستطيع ان نرسي عليها أفضل العلاقات بين بلدينا، من دولة لدولة، فنحن طلاب صداقة، لا هواة اعتراض ورفض مجانيين.