ظهر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطاب متلفز مساء امس مرحبا بالرئيس الإيرانــــــي محمود احمدي نجاد الذي تابع الخطاب باهتــــمام بالغ وسط الآلاف من انصار الحزب في ساحة الراية في الضاحية الجنوبية لـــبيروت.
ولم يتمكن نصرالله المهدد من قبل إسرائيل من لقاء نجاد علنا. وأشاد الأمين العام بنجاد وقال انه «ينطق بالحق عندما يقول بزوال إسرائيل». وقال نصر الله في كلمة ترحيبية مقتضبة «ذنب هذا الرئيس انه يعبر بشفافية ومنطق وشجاعة عن منطق» ايران ومشروعها الحقيقي.
وأضاف مطمئنا «يضيق به صدر الغرب لأنه ينطق بالحق عندما يقول ان إسرائيل دولة غير شرعية ويجب ان تزول من الوجود».
وتابع نصر الله على وقع تصفيق أنصاره وهتافاتهم، وبينما كان الرئيس الإيراني جالسا في الملعب مع مجموعة من قيادات حزب الله مصغيا باهتمام: «هناك من يتحــــدث دائما عن مشروع إيراني في فلسطين ولبنان والمنطقة العربية».
وحاول طمأنة العرب من الهواجس المزعومة حول هذا المشروع بقوله ان البعض «يفترض المشروع في وهمه ويفترض مشروعا عربيا لمواجهة المشروع الإيراني.. ويعمل على إخافة شعوب وحكومات عالمنا العربي منه».
وتوجه الى اللبنانيين والعرب قائلا «انا اشهد ان ما تريده إيران في فلسطين هو ما يريده الشعب الفلسطيني في فلسطين، أي ان تعود ارض فلسطين الى شعب فلسطين وان تعود مقدساتها الإسلامية والمسيحية الى أهلها الحقيقيين وان يعود كل لاجئ إلى أرضه وداره وحقله وان يقيم هذا الشعب المقهور دولته المستقلة».
وأضاف «في لبنان، ما تريده إيران هو ما يريده الشعب اللبناني اي ان يكون لبنان بلدا حرا سيدا غير محتل موحدا.. شامخا أمام التحديات، حاضرا في المعادلات الإقليمية والدولية».
وقال نصر الله «اشهد أمامكم ان إيران التي دائما كانت تدعمنا ومازالت لم تطلب منا في يوم من الأيام موقفا ولم تصدر إلينا أمرا ولم تتوقع منا شكرا بل كنا نحن من نطلب ونسعى.. مع اننا نفتخر بإيماننا العميق بولاية الفقيه العادل والحكيم والشجاع».
وختم بالقول ان «إيران ضمانة الأمة وضمانة الوحدة وضمانة المقاومة وضمانة المستضعفين»، شاكرا الرئيس الإيراني على زيارته وعلى وجوده «على ارض الضاحية الجنوبية، ارض الآباء».
خطاب نجاد في «الراية»
ثم صعد نجاد إلى المنصة واستلم درعا تذكارية قدمه إليه النائب عن الحزب القومي السوري اسعد حردان والنائب الصيداوي السابق أسامة سعد.
والقى نجاد خطابا مطولا امام الحشود جدد فيه توقعه بقرب زوال اسرائيل معلنا عن تكون جبهة مقاومة ضدها في المنطقة. وقال ان «الكيان الصهيوني يتدحرج اليوم في مهاوي السقوط».
واضاف «الصهيونية جوفاء ولانها تشعر بأنها وصلت الى الــحائط المسدود ربما تــــبادر الى شرور جديدة علها تلــــــتمس في ذلك طريـــــقا للخلاص».
وتابع متوجها للحشود عبر مترجم «اي شرارة جديدة تصدر عن هذا الكيان الصهيوني لن تجدي نفعا الا بتقصير عمر هذا الكيان المغتصب الملطخ بالعار والنار».
ومضى يقول «لقد تشكلت جبهة مقاومة الشعوب في فلسطين ولبنان وسورية وتركيا والعراق وايران وكل هذه المنطقة. واعلن هنا بكل ثقة ان الكيان الصهيوني يتدحرج اليوم في مهاوي السقوط وليس هناك من قوة قادرة على انقاذه».
كما جدد دعوته الولايات المتحدة الى الانسحاب من افغانستان والعراق والا ستطرد طردا ذليلا من المنطقة على حد قوله.
وقال «اوجه النصح هنا لاقول ان افضل مخرج لمحتلي افغانستان والعراق هو ترك المنطقة والاعتذار من الشعوب وتعويض الخسائر».
واضاف مختتما «فاذا لم يلتفتوا الى هذه النصيحة فإن يد الشعوب القادرة.. سوف تطردهم من المنطقة طردا ذليلا وسوف تضع الجناة في قبضة العدالة».
ثم غادر نجاد الحفل متوجها الى عين التينة حيث اعد له رئيس مجلس النواب نبيه بري عشاء تكريميا بحضور رئيسي الجمهورية والحكومة ومسؤولين.
وتطرق نجاد الى المحكمة الدولية المكلفة بالنظر في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري والتي ينقسم حولها اللبنانيون.
فدافع عن موقف حزب الله من المحكمة الدولية، مشيرا الى وجود «استغلال» لها و«تلفيق اتهام إلى أصدقاء». وقال نجاد ان يد الغدر الآثمة امتدت الى صديق عزيز وشخصية غيورة على وطنها، في إشارة الى رفيق الحريري الذي اغتيل في فبراير 2005.
وأضاف «ثم نرى بعد ذلك كيف تلفق الأخبار وكيف تستغل المجامع الحقوقية التابعة لأنظمة الهيمنة لتوجيه الاتهام الى بقية الأصدقاء سعيا للوصول الى المرامي المشؤومة والباطلة عبر زرع بذور الفتنة والتشرذم».
واعتبـــــــــــر ان «المهيمنــــين والمغطرسين» في إشارة الى الولايات المتحدة والغرب، يعملون على «ايجاد الخلافات والقلاقل في منطقتنا». وأضاف انهم «يريدون الايقاع بين شعوب تتألف من فئات وأديان متنوعة عاشت مع بعضها البعض مئات السنين بوئام ومحبة وسلام».
ورأى انهم «يريدون ايضا إلحاق الأذى بالعلاقات الاخوية بين الشعوب كالعلاقة الموجودة بين الشعبين السوري واللبناني»، في إشارة الى الشبهات التي حامت حول سورية بعد مقتل الحريري وتسببت في توتير العلاقات بين البلدين لسنوات طويلة.