بعد ان أكد ان إيران ستبقى مع لبنان إلى الأبد وانه شخصيا مستعد أن يكون «جنديا صغيرا في الدفاع عن السيادة اللبنانية والفلسطينية ضد الأعداء»، أنهى الرئيس الإيراني احمدي نجاد يومه الثاني من الزيارة «التاريخية» إلى لبنان بزيارته منطقة الجنوب. وألقى خطابا شديد اللهجة في مدينة بنت جبيل الذي أكد فيه ان «المقاومة هي رمز انتصار الشعب اللبناني وكل شعوب المنطقة، ولا شك أن كل أبناء الشعب اللبناني من أتباع كل الديانات السماوية وكل الطوائف الكريمة تقف في صف واحد وفي سد منيع ضد الطغيان والاحتلال»، مشيرا إلى ان «أعداءنا وأعداءكم يخافون من اتحاد صفوفكم ووحدة كلمتكم، فالوحدة هي رمز المقاومة والانتصار، والوحدة رمز البقاء والثبات والانتصار».
خطاب للمجاهدين
وتوجه نجاد للجماهير الغفيرة قائلا: «لولا مقاومتكم وصمودكم البطولي، لما كان معلوما أن خط الحدود بين لبنان وإسرائيل والاحتلال، في أي نقطة كان مستقرا اليوم»، متوجها بحديثه الى المجاهدين اثبتوا «ان دماءكم وصبركم وثباتكم أقوى من كل الأساطيل والبوارج والدبابات والطائرات»، مؤكدا «أنتم أيها الأعزة أثبتم للقاصي والداني أن إيمانكم وصبركم وجهدكم وجهادكم أقوى من كل الجهود الظالمة بيد العدو الإسرائيلي، أنتم أثبتم أن ما من قوة في العالم يمكنها أن تقهر مقاومتكم».
واعتبر نجاد ان «مقاومة الشعب اللبناني نابعة من الإيمان والصبر والثبات والتحمل، وتحول الإنسان المقاوم إلى نموذج يحتذى من قبل كل شعوب المنطقة والعالم»، لافتا الى ان «كل الشعوب تعتبر أنها مدينة بعزتها وكرامتها لمقاومتكم الباسلة في هذا البلد الشقيق».
نجاد شكر الله على «ان الشعب اللبناني كافة بكل دياناته وطوائفه قد تحلى بروح الوحدة والعزة والصبر فبات منتصرا ومحقا»، مضيفا ان «بنت جبيل موئل الحرية ومعقل الشرفاء، وهي قلعة المقاومة وعرين الانتصارات»، مشيرا إلى ان «العالم يعلم أن الصهاينة خططوا ودبروا الهجوم على هذه المدينة لوضع حد للشعب اللبناني بحسب ما ظنوا، أما الآن فأين هم وأين أنتم أيها الأبطال؟»، معلنا «أن بنت جبيل حية وباقية، وتقف اليوم مرفوعة الرأس والهامة وتقف عزيزة أمام كل الأعداء، بينما الصهاينة إلى زوال، ولقد استطاع أبناء بنت جبيل أن يذيقوا العدو طعم الخسارة».
شكر للشعب اللبناني
وقال الرئيس الإيراني «انكم استطعتم إدخال اليأس إلى قلوب كل الشياطين والمستكبرين وإلى قلوب الصهاينة»، معتبرا انه «لم يعد هناك أي خيار أمام الصهاينة اليوم إلا الاستسلام للأمر الواقع وإما العودة لبلدانهم الأصلية»، موجها الشكر للشعب اللبناني «من قبل الشعب الإيراني، من الشعب الإيراني الثوري والمقاوم».
وأكد نجاد «أن فلسطين ستحرر بفضل قوة وإيمان المقاومة»، مشددا على ان «راية العدالة قادمة لا محالة، والعشق والمحبة قادمان لا محالة»، لافتا إلى ان «المستضعفين سوف يصلون للحرية، ورجال الله سيأتون، وحفيظ الرسول الأكبر سيأتي بإذن الله، والسيد المسيح سوف يكون رفيقا وعونا له»، معلنا ان «الظلم سيزول والطغيان سيمحى وكل مستضعفي هذا العالم سيكتب لهم الانتصار».
وختم نجاد بالقول «كونوا على ثقة تامة أن شعب الجمهورية الإسلامية الإيرانية سيبقى على الدوام وفي كل الظروف إلى جانبكم أيها الشعب اللبناني وإلى جانب كل شعوب المنطقة، أنتم كالجبل الراسخ ونحن نعتز بكم ونفتخر بكم وسنبقى معكم أبدا».
استنفار إسرائيلي
وتزامنا مع خطاب نجاد في الجنوب، رفع الجيش الإسرائيلي حالة الاستنفار التي أعلنها قبل يومين على طول حدوده الشمالية مع لبنان حيث تحدثت المعلومات، بحسب ما أفادت تقارير صحافية، عن دخول تعزيزات إضافية آلية وبشرية الى المواقع الأمامية المتاخمة للمناطق المحررة في القطاع الشرقي من جنوب لبنان في ظل تحليق مكثف للطيران الحربي المروحي وطائرات استطلاع من نوع mk فوق الجليل وصولا الى شبعا المحتلة.
وفي الجانب اللبناني، كثفت قوات اليونيفيل والجيش اللبناني من دورياتهما الراجلة والمؤللة على طول الخط الأزرق وأقاما نقاط مراقبة ثابتة وظرفية لمراقبة التحركات الإسرائيلية.
على هامش الزيارة
550 طلبا إعلاميا لتغطية الزيارة: عكس الحجم الاعلامي الكبير أهمية الزيارة ودلالاتها الاقليمية، وقد تهافت مئات الصحافيين لتغطية الحدث وخاصة من الدول الأوروبية والأميركية ومن مؤسسات اعلامية كبرى ومعروفة، وأكدت مصادر اعلامية في القصر الجمهوري ان الطلبات التي وصلت الى دوائر القصر للتغطية الاعلامية بلغت 550 طلبا من مؤسسات واعلاميين من أكثر دول العالم، وهو رقم غير مسبوق اطلاقا، ولفتت الى ان من بين الذين تقدموا للحصول على موافقات لهذه التغطية 50 صحافيا أميركيا و40 كنديا و35 فرنسيا، اضافة الى العديد من الاعلاميين من الدانمارك واليابان والصين، ومعظم الدول الأوروبية، فضلا عن الدول العربية، اضافة الى الفريق الاعلامي الضخم الذي يرافق الرئيس نجاد.
اجراءات أمنية ثلاثية: الاجراءات الأمنية اتخذت طابعها الجدي قبل وصول نجاد بأسبوع، حيث تم وضع مخطط دقيق وغرفة عمليات منسقة بين حزب الله والجيش اللبناني والفريق الأمني الايراني الذي يتولى الحماية الشخصية للرئيس الضيف، ومن هذه الاجراءات عزل ومراقبة مكان اقامة الرئيس، وتأمين أماكن اقامة بديلة في أكثر من مكان، وتأمين السيارات الشبيهة لاستخدامها في مواكب تمويه أثناء تنقلات الرئيس.
نصرالله أشرف شخصيا على الخطة الأمنية: وضع حزب الله كل أجهزته في حال استنفار تام، تحضيرا لانجاز أعظم نجاح للزيارة على كل الصعد، وأشرف الأمين العام للحزب شخصيا على كل الخطوات المتخذة.
مفاجآت الحضور السياسي في استقبالات نجاد: الحشد السياسي الذي دعي من الرئيس سليمان كان شاملا، وقد شكل حضور بعض الوجوه السياسية والأمنية المناهضة علنا للسياسة الايرانية والرئيس نجاد مفاجأة لدى المـحتشدين في بعبدا، فأثار وصول د.سمير جعجع بلبلة في أروقة القصر تماما كتصدر المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي والنائب أحمد فتفت والقاضي سعيد ميرزا الصفوف الأولى للمستقبلين، ومن مفارقات الغداء الرسمي أيضا مشاركة النائب مروان حمادة التي دحضت كل الاشاعات عن تركه لبنان الى فرنسا.