بيروت ـ عمر حبنجر
ارتدادات زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى لبنان مازالت مستمرة، وهي مازالت تتقدم على القلق الشائع حول مصير جلسة مجلس الوزراء، المقررة يوم الاربعاء المقبل، والمهددة بلغم ملف «شهود الزور» والخلاف المبين، حول توقيت ومرجعية السلطة القضائية المخولة بالبت في هذا الملف.
على ان جديدا طرأ أمس، وتمثل في تطمينات حملها سفير ايران غضنفر ركن ابادي الى مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، واعدا بآثار ايجابية لزيارة الرئيس نجاد على الساحة اللبنانية الداخلية، وبأن هناك نتائج قريبة سيلمسها الشعب اللبناني بإزالة كل أنواع الانقسام.
وأكد ابادي للمفتي قباني ان «لا مواجهة في الشارع بين اللبنانيين، وهذا أمر أساسي بالنسبة لطهران دائما، وضمانة ذلك في أيدي كل اللبنانيين من قيادات وأحزاب وأطراف سياسية ومسؤولين بمزيد من الوعي والانتباه».
وردا على سؤال حول ما اذا كانت زيارة نجاد أعطت مزيدا من القوة لحزب الله على صعيد المحكمة، قال: بل حققت المزيد من القوة للبنان بكل أطيافه وطوائفه ومذاهبه وأديانه، فضلا عن ان ايران مع لبنان بجيشه وشعبه ومقاومته، اننا مع وحدة كل لبنان.
وقال: لقد اتفقت مع مفتي لبنان على بعض الامور لأجل ترسيخ هذه الوحدة بشكل خاص استنادا الى ما طرحه الرئيس نجاد خلال لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين.
واضافة الى ما تقدم علمت «الأنباء» ان السفير أبادي حمل الى المفتي قباني اعتذارا رسميا عن عدم تمكن الرئيس نجاد من لقائه ثنائيا، كما حصل مع بعض المراجع الدينية الاخرى، بسبب ضيق الوقت.
وكانت «الأنباء» كشفت عن مقاطعة المرجعيات الدينية والسياسية السنية للفطور الذي دعا اليه نجاد في فندق فينسيا، لهذا السبب وهو دعوة شخصيات دينية وسياسية سنية لا تعكس الموقف الحقيقي للسنة في لبنان.
وبانتظار ترجمة مفاعيل زيارة نجاد يترقب اللبنانيون نتائج زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى الرياض اليوم للقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للبحث في مختلف القضايا الإقليمية والدولية.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) أمس أن القمة السعودية ـ السورية ستبحث «العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات بالإضافة للقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك».
فيما قال مصدر سوري في الرياض إن العلاقات بين البلدين «مهمة» على الصعيدين الثنائي والإقليمي، معربا عن «تفاؤله بمسار العلاقات السعودية ـ السورية التي تنعكس إيجابا على الوضع في لبنان».
القوة لا تؤدي إلى التفوق
وبالعودة الى الاجواء الداخلية، أكد وزير الاعلام طارق متري بأنه لا صفقات على حساب المحكمة الدولية، ولا امكانية لذلك. وشدد في تصريح له على ان الرئيس سعد الحريري أكد أكثر من مرة أن العدالة ليست مسألة شخصية ولا ثأرية، مستبعدا ان تكون جلسة مجلس الوزراء الاربعاء المقبل جلسة حسم، مرجحا عدم اعتماد التصويت لأن لا مصلحة لأحد في المواجهة، كما استبعد تغيير الموازين في لبنان، لأن لا مصلحة لأحد بادعاء التفوق على الآخر، مشيرا الى ان القوة لا تؤدي دائما الى التفوق.
لبنان ليس خط الدفاع عن إيران
عضو كتلة نواب زحلة جوزف المعلوف رأى ان خطابات الرئيس الايراني احمدي نجاد اختلفت بحسب الموقع الذي كان يتواجد فيه معتبرا ان حركة الاستقبال كانت لافتة جدا بالنسبة الى رئيس دولة.
واذا اعتبر ان خطاب نجاد الشعبي اتى لدعم دور حزب الله، رأى ان الرسالة التي اعطاها نجاد حول دور المؤسسات اللبنانية كانت مهمة، وقال ان وجه لبنان لم يتغير بزيارة نجاد، فالامور كانت متوقعة، ولبنان لن يكون خط الدفاع الاول لايران، وان الزيارة لم تكدس غلبة محور على آخر.
وتوقع المعلوف ان تكون جلسة مجلس الوزراء ليوم الاربعاء هادئة، لافتا الى ان موضوع شهود الزور مرتبط بصياغة قانونية كاملة وشاملة، ورد فعل الطرف الآخر كان متحيزا، واوضح المعلوف ان المحكمة تلقى الدعم المطلوب ولا احد يستطيع ايقاف تمويلها، والمشكلة بشأنها مرتبط بحسابات داخلية، وقال: نعتمد على الجيش وقوى الامن ونشدد على قيام المؤسسات الدستورية بعملها.
النائب ميشال موسى عضو كتلة التنمية والتحرير التي يرأسها الرئيس نبيه بري طمأن الى ان العمل جار من اجل حل المسائل الخلافية، مشددا على الوصول الى تسوية بين الفرقاء تأخذ كل الاعتبارات والحفاظ على الوحدة الوطنية ضمن المؤسسات الدستورية، وعدم الاحتكام الى المسائل الامنية بين الفرقاء.
ورأى بخلاف زميله معلوف ان زيارة نجاد اعطت اهمية للحفاظ على الوحدة الوطنية بين المؤسسات، مع التأكيد في الوقت نفسه على دعم المقاومة، مشددا على ضرورة ترميم الوضع الحكومي وتفعيل مجلس الوزراء، نافيا ان تكون هناك «اي نية لدى 8 آذار لاسقاط الحكومة».
نصرالله يلتقي العماد عون
في هذا السياق استقبل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون يرافقه وزير الطاقة جبران باسيل بحضور المعاون السياسي الحاج حسين خليل، والحاج وفيق صفا، مسؤول الامن والارتباط بالحزب.
وشدد المجتمعون على اهمية الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الايراني احمدي نجاد الى لبنان، مؤكدين نجاحها الرسمي والشعبي وانعكاسها لمصلحة البلدين، كما تم بحث الاوضاع السياسية الاقليمية والمحلية.
وسيلتقي نصرالله اركان المعارضة تباعا ليضعهم في اجواء اللقاء.
اذاعة النور الناطقة بلسان حزب الله، قالت بدورها ان زيارة نجاد استحوذت على الاهتمام في مختلف اللقاءات السياسية، وبالذات اللقاء الذي جمع بالامس السيد حسن نصرالله الامين العام للحزب مع العماد ميشال عون.ولاحظت الاذاعة عودة المساعي والاتصالات على اكثر من جهة لاسيما على الخط السعودي ـ السوري لاسيما ما يتعلق بالقرار الاتهامي والمحكمة الدولية، والذي اعتبره النائب وليد جنبلاط، اي قرار الاتهام مسيسا في الاساس من اجل ضرب الوحدة الوطنية اللبنانية، مشيرا الى ان المحكمة الدولية بنيت من اجل تنفيذ القرار 1559، الذي يصفه باللعين.