نشرت صحيفة «معاريف» العبرية قصة عميل للاحتلال الإسرائيلي ينتمي لميليشيات لحد اللبنانية العميلة وكيف أنه ورث الخيانة أبا عن جد، ثم كيف أصبح مصيره الذي بات أقرب للكلاب بعدما انتقل لأرض الميعاد في إحدى المستوطنات المحتلة.
«رغم كل ما أعطيتها، تبصق إسرائيل ببساطة في وجهي».. هذا ملخص حكاية عميل من الميليشيات اللحدية العميلة السابقة في جنوب لبنان، هرب من لبنان عام 2000 بعد تحرير الشريط المحتل، ويعيش في مستوطنة «كريات شمونه» في ظروف بائسة جدا.
يصف نجم فواز، وهو في الخامسة والخمسين، الطريق التي قطعها كما قال من البيت الفخم الذي اضطر إلى مغادرته في قرية قليعة في جنوب لبنان، مرورا برحلة عمالته لـ «إسرائيل» ثم هروبه من لبنان في مايو 2000 وبعد أسبوع من الآن سيخرجه هؤلاء الذين خدمهم، بالقوة من الشقة التي يستأجرها في المستوطنة، مع زوجته المريضة بالسرطان، وبرغم أنه مرت عشر سنين منذ هرب من لبنان، ما تزال وزارة الحرب لم تمنحه «المخصص» الذي يستحقه.وتقول الصحيفة إن قصة نجم بدأت قبل أن يولد، عندما بدأت عائلته في الأربعينيات التعاون مع القيادة الصهيونية، يقول «كان أبي وعمي عضوين في الهاغانا، وساعدا على تهريب يهود من لبنان وسورية.. وكانت لوالدي علاقة شخصية بمناحيم بيغن، الذي زار بيتنا في قليعة خلال اجتياح لبنان عام 1982 وهكذا ورث نجم العمالة كما يعترف. انضم نجم إلى الميليشيا اللحدية البائدة مع إنشائها عام 1976 وكان في الواحدة والعشرين من عمره، وخدم حتى 1989 في عدة مناصب رفيعة في تلك الميليشيا منها أنه كان رئيس جهاز الأمن في منطقة مرج عيون، وفي 1989 تركها للعمل مباشرة في الوحدة 504 للاستخبارات الصهيونية.وعرض على الصحيفة الصور التي وثقت زيارات ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي لبيت عائلته، ومنهم مائير دغان وهو اليوم رئيس «الموساد»، بحسب ما نشرته شبكة دي برس السورية للأنباء.بعد ست سنين من الهروب من لبنان رضيت وزارة الحرب وقررت الاعتراف بأن نجم جندي من «جيش لبنان الجنوبي»، لكن الاعتراف منح لخدمة سنة واحدة فقط، وبرغم الاعتراف الجزئي مازال الخائن نجم حتى سنة 2008 لم يحصل على مخصص من أسياده.ويضيف «عندما قضت قاضية في محكمة الصلح في كريات شمونه بأن علي إخلاء الشقة، قلت إنني لا أستطيع فعل ذلك، الأفضل أن يأتوا لإبعادي بالقوة لأنه لا يوجد لي مال حتى لدفع ثمن النقل.. قبل عشر سنين رمونا من لبنان مثل الكلاب، وبعد أسبوع سأرمى في الشارع مثل الكلاب».