وساطة أردوغان بين الحريري ودمشق: الملف اللبناني كان في صلب المحادثات التي جرت في دمشق بين الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي يحكى عن دور وساطة يقوم به بين الأسد ورئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري بناء على طلب الأخير الذي كان أرسل موفدين خاصين الى أنقرة مطلع الشهر وهما مستشاره الوزير السابق محمد شطح ومدير مكتبه نادر الحريري.
الدخول السوري على خط الأزمة: لاحظ سفير غربي في بيروت ان دمشق باشرت دخولها المباشر والقوي على خط أزمة المحكمة الدولية بعد لقاء وزير خارجيتها وليد المعلم مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في نيويورك. وخلال هذا اللقاء (الذي تردد بعده حصول بداية تفاهم أميركي - سوري حول لبنان) أبلغ المعلم ان القرار الظني سيتهم حزب الله، فكان ان عبر عن رفض سورية له، وإثر ذلك باشرت دمشق تحركا واضحا وعلنيا في هذا الاتجاه من خلال ملف شهود الزور وصدور مذكرات التوقيف الغيابية التي طالت أركان فريق الحريري.
حزب الله يسأل: تسأل مصادر قريبة من حزب الله عن سبب الزيارة السرية التي قام بها رئيس لجنة التحقيق الدولية الأسبق ديتليف ميليس الى بيروت حيث مكث 3 أيام في ظل حراسة مشددة وعقد اجتماعات مع شخصيات سياسية وأمنية.
متى يعلن جنبلاط موقفه الجريء؟ بذل النائب وليد جنبلاط جهودا واضحة لمنع التصويت داخل مجلس الوزراء على تحويل ملف شهود الزور الى المجلس العدلي، وبالتالي فإن التحرك الذي سبق الجلسة بـ 3 أيام نجح في منع فتيل انفجار في مجلس الوزراء.
تحرك جنبلاط باتجاهات 3: نحو رئيس الجمهورية، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة سعد الحريري، وأكد لهم ان طرح الأمر للتصويت مبكر، ولا داعي له الآن إفساحا في المجال أمام التطويق السياسي للأزمة، كما انه بلا شك يضعه أمام إحراج كبير، خصوصا أمام الحريري.
ويلاحظ ان النائب جنبلاط يريد لنفسه هامشا واسعا في الحركة، ولم يحسم تموضعه التام في المعادلة القائمة. هناك من يقول انه بالفعل أمام امتحان حقيقي ويفضل ان يبقى على علاقته بالريس الحريري، رغم انه دعاه الى موقف جريء وترك مرافقيه السياسيين، متمنيا لو ان المحكمة لم تحصل من أساسها.
وهناك من يقول انه على علم بنية جنبلاط ومغزى حركته الراهنة واللاحقة، والتي تؤكد ان الزعيم الدرزي سيعلن موقفه من هذه القضية عاجلا أو آجلا، وليس الوقت ببعيد، ذلك ان الموضوع لابد له من حسم، وهو موضوع يعني المعارضة كلها كما يعني دمشق تماما، لذا فإن الموقف الواضح والجريء سيقدم عليه قريبا.