يقول ديبلوماسي اوروبي خبير في شؤون الشرق الأوسط ان الكثيرين لا يدركون مقدار الترابط العميق بين المصالح الاستراتيجية السورية والايرانية على الآخر، ويشير الى انه على الرغم من اختلافهما الايديولوجي لا يزالان حليفين منذ ثلاثين عاما، على الرغم من كون سورية «بعثية عربية» وايران جمهورية رجال دين. لقد وقفت سورية الى جوار ايران خلال الحرب العراقية – الايرانية وفي ذات الوقت دعمت ايران الوجود السوري في لبنان واعطتها اليد العليا في تقرير السياسات هناك.
ولهذا فان فكرة ان تتقبل سورية ابرام اتفاقية سلام مع اسرائيل في مقابل التخلي عن طهران ليست واردة، لان سورية تعتمد على دعم طهران بشكل اساسي في وجه اي تدخلات اجنبية بعد انهيار تحالفها مع مصر، ناهيك عن ان ايران تستفيد من تحالفها مع سورية بوصفها طريق العبور الاساسي لها الى مناطق الشام ولبنان لدعم حلفائها، لقد جنبت ايران سورية مخاطر اعتداء العراق في الثمانينيات والتسعينيات ولولا وقوف ايران بجانب سورية لتمكنت الولايات المتحدة من اجبار سورية على التخلي على اوراقها في المنطقة.
حزب الله ـ المرتبط بايران ـ استطاع المحافظة على المصالح السورية في لبنان، والدفاع عن سورية في اشد لحظات التوتر، بل يمكن القول انه لولا حزب الله لما تمكنت سورية من العودة الى لبنان، وانتزاع الاعتذار من الساسة اللبنانيين، وينطبق ذات الشيء على حركة حماس التي نجحت في ان تكون لسورية الكلمة الأولى فيما يتعلق بعملية السلام والتفاوض مع اميركا.
هذا لا يعني ان المحور السوري – الايراني ينجح، وان الآخرين يفشلون ولكنه يكشف ان محور «المقاومة» - كما يقال – مازال قادرا على تجاوز الصعوبات التي تواجهه، وتقويض فرص السلام والاستقرار الحقيقي في المنطقة، وان كثيرين ممن راهنوا على وجود محور حقيقي معارض للمحور السوري – الايراني باتوا يواجهون خيبة أمل.التحالف السوري – الايراني سيظل قائما ما دامت خارطة التحالفات الاقليمية مع اميركا ثابتة من دون تغيير، واننا لسنا بصدد طلاق سوري – ايراني قريبا ما لم تتغير الظروف الداخلية في اي من البلدين.