بيروت ـ اتحاد درويش
رأى النائب عن القوات اللبنانية انطوان زهرا ان زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى لبنان هي زيارة رئيس دولة صديقة لبى فيها دعوة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان وكانت لائقة وضمن الأصول والكل رحب بها، مشيرا الى ان الزيارة بشقها الرسمي جيدة جدا أظهر فيها الرئيس الايراني احتراما كبيرا لكل السلطات الدستورية اللبنانية وأكد على وحدة اللبنانيين، معتبرا ان الزيارة في شقها الذي سمي شيعيا هي زيارة ثانية لحزب الله.
الموقف العربي الجامع
وأعرب النائب زهرا في تصريح لـ «الأنباء» عن أسفه للمواقف التقليدية المعروفة لرئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي قال كلاما وجرى التجاوب معه من قبل مسؤولي حزب الله والجماهير التي استقبلته يتناقض والاجماع الوطني، لافتا الى ان الرئيس الايراني قد صنّف المقاومة بأنها طليعة المقاومة الاسلامية في المنطقة وكلامه عن انهاء اسرائيل ورفض اي شكل من اشكال الحلول لقضية الشرق الأوسط يتناقض مع الموقف الرسمي اللبناني ومع البيانات الحكومية والموقف العربي الجامع، مشيرا الى ان كلام الرئيس نجاد عن ان لبنان جزء من محور عربي من فلسطين الى لبنان، سورية، العراق، ايران وتركيا هو محاولة لاقحام لبنان في هذا المحور الذي هو بسياسته الرسمية وبيانات حكوماته وسياساته العامة بعيد عنهاكل البعد.
وردا على سؤال حول موقع لبنان في المعادلة الاقليمية اعتبر النائب زهرا ان هذا الأمر موضع خلاف بين اللبنانيين، مؤكدا على دور لبنان الأساسي في المعادلة السياسية في المنطقة، رافضا ان يكون جزء من اللبنانيين ومعهم الرئيس نجاد مع الحاق لبنان بالمحور الإيراني ـ السوري، مشيرا الى ان الرئيس الايراني ذهب الى مواقف عقائدية محترمة في دولته.
الدور المحوري للمقاومة
وسأل النائب زهرا عن ماذا نتحدث اذا رسم الرئيس الايراني استراتيجية وتبناها حزب الله خاصة ان السيد نصرالله أعلن بشكل رسمي في خطاب استقبال الرئيس نجاد العودة الى لاءات الخرطوم الثلاث، لافتا الى ان هذه ليست السياسة العربية الحالية.
اما في الشأن المتصل بملف شهود الزور والمطالبة بإحالته الى المجلس العدلي اعتبر النائب زهرا ان المطالبة بإحالة هذا الملف الى المجلس العدلي مقدمة لمحاولة استرداد معالجة موضوع جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري اي اجهاض المحكمة الدولية، لافتا الى محاولات تسوية لا تلبي المطلوب وهي تذهب باتجاه الطلب من الرئيس سعد الحريري وفريقه السياسي تقديم تنازلات معينة في الموضوع فإذا بدأت قد تصل الى ما لا نهاية كما حصل التعاطي معه في الموضوع السياسي، مستبعدا الوصول الى تسوية في شأن احالة ملف شهود الزور الى المجلس العدلي كما يقترح الرئيس نبيه بري.
حالة تهديد
وعن مطالبة النائب وليد جنبلاط بالغاء القرار الاتهامي لتجنيب لبنان الوقوع في اضطرابات أمنية رد بالقول: ليقل جنبلاط ما يريده فما يمنعه، معتبرا المحاولات التي تجري هي لوضع الرئيس الحريري امام خيار اما ان توافق على تسوية يتنازل فيها عما لا يمكن له ان يتنازل عنه او اننا ذاهبون الى الفتنة، هي حالة تهديد وليس عرض تسوية، مؤكدا ان موضوع الخلاف السياسي حول الموقف من المحكمة وكيفية معالجة ما اصطلح على تسميته بشهود الزور لم يتغير، مشيرا الى ان المنطلقات متضادة تماما تجاه رؤية هذه المواضيع وليس بالامكان الوصول الى تسوية فيما يخص المحكمة.
ردود الفعل الغاضبة
وقال النائب زهرا ان افضل ما في التسريبات التي حصلت عن المحكمة انه اذا كان هناك احتمال توجيه اتهام لفريق لبناني فقد اصبح متداولا بشكل لا أظن انه ستكون هناك ردود فعل سلبية وسيتم استيعاب هذا الاتهام والتعاطي معه بأسلوب قضائي، معتبرا ان ثورة ردود الفعل الغاضبة تبينت قبل ان يحصل الحدث في مرحلة توقعه وانتظاره وبالتالي المهم الا يصل الى اضطرابات أمنية والباقي يعالج.
وختم بالقول: طالما ان هناك من يهدد بالفتنة سنبقى حذرين من ان يبادر الى تنفيذ تهديداته، وأكد انه لا احد مهيأ للفتنة وهو أمر يجب الا نستهين به ونعود الى الفوضى وإلى تآكل مؤسسات الدولة.