بيروت ـ عمر حبنجر
مظلة التهدئة السورية – السعودية مازالت صامدة، وهذا ما أكده رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد لقائه الرئيس بشار الأسد في دمشق، كما تأكدت في جلسة مجلس الوزراء مساء الأربعاء، الذي اجتاز اختبار الانقسام حول ما يعرف بملف «شهود الزور» فكان التأجيل البديل للصدام، ولو بدا للبعض وكأنه هروب الى الأمام.
ولم يُعين موعد محدد لاستئناف النقاش حول هذا الملف الشائك، انما اكتفى مجلس الوزراء بالاشارة الى العودة للنقاش خلال أسبوع، ومرد هذا اللاتحديد رغبة مجلس الوزراء بانتظار اللقاء المرتقب بين رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وبين الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، بمعنى ان حسم هذا الملف مرتبط بنتائج اجتماع الحريري – نصرالله، في حين أكد الرئيس ميشال سليمان انه سيتابع ملف شهود الزور بالاتصال مع القوى السياسية الأساسية من «أجل بلورة موقف موحد».
القرار السياسي اتخذ
واسترعى الانتباه ما قاله الرئيس ميشال سليمان عن ملف شهود الزور من ان القرار السياسي اتخذ بملاحقة شهود الزور ولكن تبقى هناك وجهتا نظر واحدة تقول بالإحالة على المجلس العدلي، وأخرى تقول بترك الموضوع الى القضاء العادي، و«أنا منفتح على أي اقتراح آخر».
الحريري في قبرص
وكان الرئيس سعد الحريري أبلغ مجلس الوزراء ان زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد كانت «مهمة»، وانه سيلبي الدعوة الى زيارة طهران في فترة قريبة، علما انه زار أمس الخميس قبرص.
وزير الزراعة حسين الحاج حسن الذي يمثل حزب الله في الحكومة، أكد من جهته أن اللقاء الذي جمع الرئيس الحريري مساء أول من أمس مع المعاون السياسي للأمين العام حسين الخليل كان صريحا وعميقا، وعن موعد لقاء الحريري ونصرالله قال: عندما يقرر الزعيمان الوطنيان اللقاء يتم، وهو ليس ببعيد.
هدنة إعلامية
ولوحظ ان الحزب لم يصدر بيانا رسميا عن اللقاء كما درجت العادة، واتضح ان الحزب بصدد انتظار نتائج اللقاء التي بدأت بالظهور بعد 48 ساعة منه، حيث توقفت وسائل إعلام تيار المستقبل وحلفائه عن التعرض لحزب الله مكتفية بالتركيز على العماد ميشال عون واللواء جميل السيد، متهمة الأخير بفبركة شهود الزور.
وتعليقا على اللقاء قال النائب احمد فتفت، ان الرئيس الحريري قدم كل ما بوسعه تقديمه.
واضاف في تصريح متلفز ان الطريق بين قريطم ودمشق ليست مقطوعة.
من هنا فإن مصادر متابعة قللت من إمكانية لقاء قريب بين الحريري ونصرالله، استنادا الى عدم وجود ما يقدمه أحدهما للآخر الآن، علما ان نصرالله وحسب مصادر حزبه لن يمانع في عقد هذا الاجتماع إذا طلب الحريري حصوله، وقالت «السفير» ان الحريري أبلغ خليل تمسكه برفض احالة ملف شهود الزور الى المجلس العدلي، وسأل: أين الفتنة التي تتخوفون منها؟ أليس الضباط الأربعة من مختلف الطوائف؟
من جهته، الرئيس بري وصف لقاءه الرئيس الأسد في دمشق بالجيد. مؤكدا ان التواصل قائم بين السعودية وسورية، وأبلغ بعض الصحف بانه كان قلقا لما تحدثت به بعض الصحف عن تراجع هذا التواصل بين البلدين الصديقين للبنان، لكن هذا الأمر غير موجود من أساسه، و«أنا لدي كل الثقة والاطمئنان الى ما يبذله العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس السوري الأسد».
لكن من الواضح ان التهدئة المتجددة تبقى هشة مع غياب التوافق السياسي التام.