بيروت ـ يوسف دياب
انزلت المحكمة العسكرية الدائمة في لبنان برئاسة العميد الركن نزار خليل، عقوبة الاشغال الشاقة ثلاث سنوات، بحق اللبناني مهدي سعدون الحاج حسن وتجريده من حقوقه المدنية، بعدما ادانته بمحاولة قتل رئيس الوزراء الليبي البغدادي علي حمودي بعبوة ناسفة مصنوعة يدويا ومعدة للتفجير كان وضعها كهدية داخل طرد بريدي وحاول ارسالها الى طرابلس بواسط احدى شركات البريد السريع، عبر مطار رفيق الحريري الدولي قبل ان يضبطها الأمن العام اللبناني ويعمل على تفكيكها، وقد اعترف المحكوم عليه بارتكابه هذه العملية انتقاما من النظام الليبي على خطفه الامام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين في العام 1978 واستمرار اخفائهم حتى اليوم.
كما قضى الحكم بإدانة حسين نايف عمر عديل الحاج حسن بحبسه مدة شهرين مع احتساب مدة توقيفه التي تتجاوز العقوبة المحكوم بها وذلك لجهة اخفائه الحاج حسن ومساعدته على التواري، في حين اعلنت المحكمة براءة حيدر الحاج حسن نجل مهدي الحاج حسن لعدم كفاية الدليل بحقه لجهة مساعدة والده في تصنيع العبوة.
وكانت المحكمة قد استمعت في الجلسة الاخيرة الى مرافعة ممثل النيابة العامة القاضي سامي صادر الذي طلب تطبيق مواد الاتهام بحق المتهمين، والى مرافعة وكيل الدفاع المحامي بشير قازان الذي وصف موكله مهدي الحاج حسن بـ «المقاوم الذي حاول تحرير الامام المغيب بجميع الوسائل»، معتبرا ان محاكمة موكله هي «محاكمة قضية»، ورأى ان موكله «لم ينصرف في عمله الى ضرب الدولة، انما حاول القيام وبشتى الوسائل التي يعتقدها مشروعه لاعادة الامام الصدر الى الوطن مع رفيقيه».
وقال المحامي قازان: «ان مهدي قام بتجهيز الطرد المفخخ لوحده من دون مساعدة احد لانه خبير في القضايا العسكرية، ولأنه كذلك كان يعلم ان الطرد لن ينفجر في لبنان، وهو بذلك لم يقصد الدولة ولا اي من مؤسساتها، كونه سعى الى تحرير الامام الصدر ولو على طريقته، وبالتالي فإنه لا يستحق اي عقوبة، ويجب الاقتصاص من المجرمين وليس الاقتصاص من المناضلين في سبيل القضايا الكبرى».
وعن مسألة ملاحقته بجرائم ارهابية سأل المحامي قازان «هل المطالبة بالكشف عن مصدر الامام الصدر هي عمل ارهابي؟»، وانتهى الى طلب كف التعقبات عن موكله بالجرائم المسندة اليه واستطرادا منحه اسبابا تخفيفية بوقف تنفيذ العقوبة والا الاكتفاء بمدة توقيفه بعد تعهده بعدم تكرار فعلته وترك الامر للسلطات اللبنانية.
يذكر ان الحاج حسن، سبق ان صدر بحقه في العام 2004 حكم بالسجن ثلاث سنوات بتهمة محاولته ادخال عبوة ناسفة الى السفارة الاميركية في عوكر!