ماذا سمع بري في دمشق؟: فيما تكتمت مصادر الرئيس نبيه بري على مضمون زيارته الى دمشق، فإن زواره نقلوا عنه ارتياحه الكبير لما سمعه من الرئيس السوري عن المدى الذي وصلت إليه العلاقة السورية ـ السعودية، مؤكدا أن هذا المدى «مخالف لكل ما ورد في وسائل الإعلام بشأن المشاورات السورية - السعودية» التي وصفها بأنها تبشر بالخير.
وعلم أن بري سمع في العاصمة السورية أنه لا يمكن الانتظار أكثر، وأن حصيلة ما جرى حتى الآن من مساع لا تشير إلى تراجع أو تبدل جوهري في موقف الطرف الآخر. وقد نصحت دمشق بالتعجيل في بت ملفات من بينها ملف شهود الزور، ولو بالتصويت. كذلك نصحت بالتعجيل بالخطوات القانونية التي يفترض أن يقوم بها المجلس النيابي.
ورأت مصادر سياسية لبنانية مواكبة لنتائج القمة السورية – السعودية، أن كلام بري «يعكس تماما الأجواء الإيجابية التي سادت القمة السعودية – السورية وبالتالي فإن حديثه عن الاستقرار والوفاق يقطع الطريق على ما يشيعه البعض من أن التهدئة ستشهد انتكاسة وأن التغيير الوزاري على الأبواب».
واعتبرت أن «كل من يشيع لمثل هذه الأجواء التي تتعارض والمـفـاعيل الإيجابية للقمة السعودية – السورية ليس في صـورة ما تم التوصل إليه في الرياض أو انه لايزال على رهانه ويحاول أن يوحي وكأن رغبـاته قابلة للتـطبـيق وأن المنـاخ الداخـلي في لبنان موات لها».
حكومة وأسماء جديدة: يتم التداول منذ الآن بأسماء ستكون مفاجئة على الصعيدين الشعبي والسياسي للانضمام الى حكومة جديدة يجري التحضير لها محليا واقليميا، وستكون أيضا برئاسة سعد الحريري لكن بطريقة عمل ومنهجية مختلفة، تعمل بوحي من الاتفاق السوري ـ السعودي ـ اللبناني.
توجيهات استباقية: يلفت مرجع لبناني مسؤول الانتباه الى ان زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان الى لبنان ولقاءه النائب وليد جنبلاط، حسب معطيات غربية، كانا محاولة لمعرفة توجهات قوى 8 آذار للمرحلة المقبلة انطلاقا من موقع جنبلاط في المعادلة الداخلية وإلمامه بما يدور في فلك 8 و14 آذار، وذلك لكي يتم بناء توجيهات أميركية استباقية.
مائة اسم: كشف رئيس تيار التوحيد الوزير السابق وئام وهاب عن معلومات تفيد بأن المحكمة الدولية أعدت لائحة بمائة اسم حصلت على معظمهم من الاسرائيليين، واللائحة تشمل كل جهاز المقاومة الذي عمل ضد الاحتلال الاسرائيلي في حرب يوليو وخلال تحرير لبنان، والقرار الظني سيشمل كل هذه الأسماء واسرائيل زودت المحكمة بتفاصيل عمل هؤلاء داخل المقاومة، والمقاومة لديها الكثير من الكوادر غير معروفة الأسماء. ويرى وهاب ان المحكمة ستصدر القرار الظني مهما حاول الجميع منعه.
مسرحية «المحطة»: شبه وزير الدولة جان أوغاسبيان ما يسمى «مسألة شهود الزور» بمسرحية «المحطة» للسيدة فيروز والأخوين رحباني، بحيث انه ليس هناك لا محطة ولا سكة حديد، وتباع بطاقات السفر للناس.
لبنان وجدول الأعمال الأوروبي: قالت مصادر فرنسية إن باريس، بالاشتراك مع ألمانيا وبريطانيا، تدفع وزراء الخارجية الأوروبيين للنظر في اجتماعهم الاثنين المقبل في الملف اللبناني. ويتوقع أن يصدر عنهم بيان بهذا الشأن يؤكد مجددا على استقلال وسيادة لبنان، وعلى دعم المحكمة الدولية وضرورة أن تنجز مهمتها بموجب الانتداب الذي تلقته من مجلس الأمن الدولي.
ورغم أن محاكاة عملية التفجير التي أجراها خبراء المحكمة الدولية في معسكر بانسيو القريب من مدينة بوردو (جنوب غربي فرنسا) كانت «مسألة تقنية» نفذت بناء على طلب المحكمة واستجابة لمطالب مجلس الأمن الدولي بضرورة التعاون، فإن باريس أرادت عبرها، كما تقول مصادرها، «توجيه رسالة سياسية» بأنها «لن تتخلى عن المحكمة»، وأنها «مستمرة في مساعدتها حتى تنجز مهمتها» التي أنشئت من أجلها.
ومع قرار باريس محاكاة جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، بات حزب الله يرى الفرنسيين «يخطون باتجاه غير ملائم»، وهو ما يدفع عددا من المطلعين على أجوائه إلى القول: «كل من ينخرط في لعبة المحكمة لا يسهم في إيجاد الحلول».