بيروت ـ ناجي يونس ـ محمد حرفوش
يقول مصدر في 14 آذار لـ «الأنباء» ان محاولة المعارضة بمختلف وجوهها تكوين إجماع لبناني مسبق ضد القرار الاتهامي المرتقب صدوره عن المدعي العام الدولي دانيال بلمار، قد فشلت.
واضاف المصدر قائلا: بات ينبغي الاعتراف للرئيس سعد الحريري بالصمود في وجه هذه المحاولة، جيدا، حتي تخطى مترتبات حديثه عن شهود الزور «الذين ضللوا التحقيق» كما نسب اليه القول في حينه.
وسجل المصدر للموقف العربي والدولي ولاسيما السعودي والمصري والأميركي والأوروبي والدولي، دوره الداعم والحاسم في مجال المحكمة الدولية، وصمود الحريري على موقفه من الحقيقة والعدالة، والدليل تحول الخطاب السياسي لبعض وسائل إعلام المعارضة الى الحديث عن التوجه لاحتواء مرحلة ما بعد صدور قرار الاتهام، بعدما أمضت المرحلة السابقة وهي تعمل على إجهاض هذا القرار قبل ان يولد. وفي سياق آخر يجري داخل قوى 14 آذار نقاش يتمحور حول «الجدوى من هيئة الحوار الوطني».
وفي معلومات «الأنباء» ان ثمة وجهة نظر بدأت تطرح خيار الانسحاب من هذه الهيئة على خلفية اعتبارها انها عجزت عن تجسيد قراراتها بالإجماع بخصوص ترسيم الحدود والسلاح الفلسطيني خارج المخيمات، بالاضافة الى عجزها أو استنكارها عن التوصل الى وضع استراتيجية للدفاع الوطني بإمرة الجيش اللبناني.
شخصية 14 آذارية تتبنى وجهة النظر هذه تقول: «لعل الرهان على لبنانية الطرف الآخر والحرص الدائم على ابرام تسوية لبنانية – لبنانية معه بشروط الدولة، أوقع 14 اذار في سلسلة أخطاء بدأت مع التحالف الرباعي ولم تنته مع طاولة الحوار، هذا الحوار الذي كان أحد أبرز أهدافه سحب سلاح حزب الله من متن القرار 1009 ووضعه داخل هيئة حوار لبنانية، هذا الخطأ لم ينسحب على موضوع المحكمة الدولية، حيث كان هدف حزب الله الأول والأخير نقل هذه المحاكمة من المحكمة الدولية الى المجلس العدلي، لأن كل ما هو مدوّل خارج متناول الحزب، بينما كل ما هو ملبنن تحت سيطرته.
وتضيف هذه الشخصية، «وإن دل» سياق الأحداث منذ العام 2005 الى اليوم على شيء، فعلى ان حزب الله يعتبر سلاحه خارج اطار النقاش السياسي، واضعا أمام الطرف الآخر خيارا واحدا هو التسليم بأزلية هذا السلاح، ووصل به الأمر الى حد رفض دعوات للاحتفاظ بترسانته العسكرية شرط وضع امرة استخدامها داخل السلطة التنفيذية التي هو شريك فيها، فعندما يرفض الحزب أي تسوية تعرض عليه من توحيد انجازي التحرير والسيادة الى لبننة سلاحه. وعليه ترى الشخصية الـ 14 آذارية انه لم يعد مجديا مواصلة هيئة الحوار الوطني البحث في أي استراتيجية دفاعية للبنان مع حزب مموّل ومسلح إيرانيا، فهو حزب كما أظهرت الوقائع إيراني المنشأ والأهداف، وبالتالي حان الوقت لأن تعلن 14 آذار انسحابها من هيئة الحوار، وان تحث رئس الجمهورية على ان يتولى بنفسه متابعة ومواصلة البحث في سلاح حزب الله، انما هذه المرة مع الدولة الايرانية مباشرة وليس مع حزب الله.