يمكث مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان منذ يومين في باريس لإجراء محادثات مركزة مع المسؤولين الفرنسيين حول آخر تطورات الشرق الأوسط، وخصوصا الوضع في لبنان الذي وصفته نيكول شابين مديرة مكتب الشرق الأدنى في الخارجية الأميركية المرافقة لفيلتمان بأنه وضع «مقلق جدا ولدينا مخاوف جدية حياله».
ملاحظات عدة يمكن تسجيلها على هامش حركة المشاورات الأميركية الفرنسية حول لبنان:
1- عودة لبنان الى «الأجندة الأميركية الشرق أوسطية» والى أولويات ادارة الرئيس أوباما بعد فترة طويلة من الاهمال والانقطاع حل فيها الملف اللبناني في أسفل الترتيب الأميركي بعد ملفات ومواقف شبه يومية ينخرط فيها مسؤولون كبار في الادارة.
2- الاهتمام الأميركي المتجدد بالوضع في لبنان ساهمت فيه بشكل مباشر زيارة الرئيس الايراني أحمدي نجاد التي رأت فيها واشنطن «إخلالا بالتوازن الاقليمي في لبنان يمكن ان يشجع أو يعمق الاختلال الحاصل في التوازن الداخلي على مستوى الحكم والمعادلة السياسية». كما ساهمت فيه بشكل غير مباشر حملة اعلامية دعائية أميركية لبنانية أثارت على نطاق واسع مسألة تخلي ادارة أوباما عن لبنان بعد العراق في سياق مسار تراجع وانكفاء للسياسة الأميركية في الشرق الأوسط.
3- عودة الاهتمام الأميركي تلازمت أو تزامنت مــع اعادة تقييم فرنسية للوضع في لبنان في ضوء تطورات أخيرة غير مطمئنة، والتقييم الفرنسي يشمل عملية التعاون والتنسيق مع سورية في لبنان والمنطقة وعلاقة سورية مع لبنان وسياستها فيه.
4- هــناك التقاء وتقاطع فرنسي أميركي في النظرة الى الوضع في لبنان حول ثلاث نقاط أساسية في هذه المرحلة: الدعم المطلق للمحكمة الدولية ورفض أي تدخل في عملها وقراراتها.
معارضة أي تغيير جذري أو انقلابي في الوضع اللبناني بسبب المحكمة أو قرارها الظني.
القلق الشديد ازاء مسار الوضع واحتمالاته في المستقبل القريب.
5- أما أسباب هذا القلق المتنامي، فقد عكستها مــــواقف المسؤولين الفرنسيين والأمـــيركيين في الآونــــة الأخــــيرة وحددتها في النقاط التالية: زيارة الرئيس الايراني أحمدي نجاد التي وصفت بأنها استفزازية في محطاتها وخطابها السياسي.
مــــذكرات التـــوقيف الســـورية التي تتعارض مع مسار علاقات جديد بدأ منذ عامين وتضيق على الحريري بدل ان تشجعه، والـــتي لــــم يفهمها الفرنسيون ولا يجدون لها تفسيرا.
الضغوط المتزايدة من جانب حزب الله مدعوما من دمشق في اتجاه تقويض المحكمة الدولية وتحوير مسارها.
تصاعد التوتر وبروز علامات وضع غير مستقر سياسيا ووضع حكومي متصدع وهش مترافقا مع وهن وتضعضع في صفوف ١٤ آذار وفي قدرات الحريري السياسية والظروف المحيطة به.