بيروت ـ عمر حبنجر
يتصدر ملف «شهود الزور» جلسة مجلس الوزراء التي تعقد غدا الاربعاء برئاسة الرئيس ميشال سليمان، الذي عاد من سويسرا منتصف الليل الفائت وفي جعبته مخرج كشف عنه الرئيس نبيه بري، قبيل مغادرته الى باريس امس للقاء الرئيس نيكولا ساركوزي.
المخرج يتناول ملف شهود الزور، مع اشارة بري الى انه لا مانع من التصويت في مجلس الوزراء في النهاية، وهذه اول مرة لا يمانع فيها بري من التصويت في مجلس الوزراء، الامر الذي كان مرفوضا من جميع كتل الثامن من آذار، والذي طرح علامة استفهام كبرى حول هذا التبدل وعلاقته بموازين القوى داخل مجلس الوزراء، المحتمل تبدله لصالح الثامن من آذار، اذا ما تبدى ان النائب وليد جنبلاط الذي له وزيران في الحكومة قد قرر مغادرة «المنطقة الرمادية» بالفعل، والالتحاق بالركب السوري وحلفائه.
غير ان جنبلاط عاد من لقاء الرئيس بشار الاسد في دمشق بأجواء ايجابية على مختلف المستويات، ونقل عن الاسد دعوته الى تضافر جهود جميع اللبنانيين للحفاظ على الهدوء وترسيخ الوحدة الوطنية، بما يعزز نقاط القوة لدى لبنان في مواجهة التحديات التي قد تواجهه بالمستقبل.
الأسد يحمل المودة للحريري
واوضح جنبلاط ان القيادة السورية تركز على التهدئة الداخلية وعلى الخطاب المعتدل، مشددا على ان الرئيس الاسد يحمل كل مودة للرئيس سعد الحريري ورغبة في التعاون معه، ونقل عن الاسد تأكيده امامه على ضرورة الحوار والتهدئة بعيدا عن التشنج، وانه سمع منه كلاما وديا تجاه الرئيس الحريري، واكد جنبلاط توافقه مع الاسد على كل الملفات، لافتا الى انه وفي هذه المرحلة، حيث الامن القومي العربي مهدد، مطلوب التنسيق والتعاون مع سورية «وكما مررنا في الماضي بظروف مشابهة وانتصرنا، سننتصر ايضا».
لست بحاجة لتقديم البرهان
وحول احتمال التصويت في مجلس الوزراء على احالة ملف شهود الزور إلى المجلس العدلي، قال جنبلاط: ان انطباعه ان الحكومة لا تتجه الى التصويت، ولدى سؤاله عن خيار وزرائه في حال التصويت، اجاب: لكل حادث حديث وانا لم اعد بحاجة الى ان ابرهن على اصطفافي السياسي.
النائب فريد الخازن عضو الكتلة العونية، لاحظ ان الاجواء السياسية الآن افضل من الفترة الاخيرة، لكن لابد من البت في ملف شهود الزور، مؤكدا توجه كتلته نحو المطالبة بإحالة هذا الملف الى المجلس العدلي، علما اننا نفضل التفاهم على الموقف دون طرحه على التصويت.
الإحالة للمجلس العدلي غير مبررة
الوزير ميشال فرعون (14 آذار) جدد امس رفضه فكرة تصويت مجلس الوزراء على ملف شهود الزور، ورأى ان احالته الى المجلس العدلي غير مبررة، وقال في تصريح لـ «صوت لبنان» أمس ان هناك ورشا وملفات كثيرة على طاولة مجلس الوزراء، الذي انعقد امس، وسينعقد غدا الاربعاء، منها ازمة الكهرباء وغلاء المعيشة وكلها بأهمية موضوع شهود الزور، ان لم نقل أكثر، الى جانب الموازنة. تهويل على الحريري
في غضون ذلك ذكرت «مصادر قيادية» في المعارضة لصحيفة «السفير» انه لم يعد مقبولا استهلاك الوقت بتأجيل تلو الآخر، بل يجب اتخاذ القرار المناسب ولو عبر التصويت على إحالة ملف الشهود الى المجلس العدلي إذا اقتضى الأمر، وفي حال خسرت المعارضة لن تكون نهاية العالم بل مجرد معركة خسرناها لكن الوضع سيصبح أصعب بكثير على الرئيس الحريري حينها، وأغلب الظن انه سيندم لاحقا على اسقاط خيار المجلس العدلي!