بيروت ـ عمر حبنجر
المهدئات الدولية والإقليمية تتدفق على لبنان، فيما يستمر فريقا الصراع المحلي في توجيه مسؤولية التصعيد ونبش واختلاق القضايا الخلافية، لإبقاء الأجواء السياسية ساخنة، وضمن درجة الاحتمال.
وفي حين يتهم فريق 8 آذار «الفريق الآخر» بعرقلة الحلول من خلال إعاقة محاكمة شهود الزور في التوقيت الذي يراه حزب الله والمعارضة المتحالفة معه، رهانا على عوامل خارجية هادفة الى كسب الوقت، يرد هذا الفريق، اي 14 آذار، بالقول ان المعارضة بمكوناتها المحلية والإقليمية هي التي تصدرت لعبة التصعيد في الأسبوع الماضي، مع مواصلة «لعبة الإشارات المتناقضة» بدءاً من تصريح رئيس الوزراء ناجي العطري عن «البنيان الكرتوني» لـ 14 آذار، الذي قابله كلام إيجابي للرئيس الأسد عن سعد الحريري.
ورغم ذلك تغلبت رياح التهدئة المشحونة بالطاقة السعودية ـ السورية، وعلى هذا الأساس طارت جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقررة أمس، وأعيد ملف «شهود الزور» الذي تشهره المعارضة في وجه المحكمة الدولية، الى الأدراج، بدليل عدم تخصيص جلسة جديدة لا هذا الأسبوع ولا الأسبوع المقبل، بانتظار التوافق السياسي حول المخرج القضائي لهذا الملف.
مصادر 14 آذار أكدت لـ «الأنباء» ان موعد الجلسة لن يكون ممكنا قبل التوصل الى حل مرض لجميع الأطراف، في حين تعتقد بعض أوساط الثامن من آذار ان الفريق الآخر سيعمل على المماطلة في وضع هذا الموضوع على طاولة مجلس الوزراء ريثما يصدر القاضي الدولي دانيال بلمار قراره الاتهامي في الجريمة الأساسية.
لكن الكلام الأخير في هذا الموضوع يعود الى المساعي الإقليمية الناشطة على محاور دمشق ـ الرياض والرياض ـ طهران.
مصادر مقربة من الرئيس سعد الحريري قالت امس ان رئيس الحكومة يعوّل على المظلة السعودية ـ السورية لضمان مناخ التهدئة، لكن المصادر حذرت من ان استمرار الوضع القائم من شأنه ان ينعكس سلبا على كل الملفات التي تمس الأمن الاجتماعي للمواطنين، بدليل العجز عن إقرار الموازنة وتعثر الكثير من خطط الحكومة ومنها الكهرباء.
صحيفة «السفير» المعارضة نقلت عن زوار رئيس الحكومة ترحيبه بكلام الرئيس بشار الأسد، مع تسجيل عتب على كلام رئيس الوزراء ناجي العطري، وان كلام الأسد طوى كلام العطري، مع العلم ان الأخير ما كان ليقول ما قاله لولا تطلب القيادة منه ذلك، خصوصا انه، اي العطري، نادرا ما يطل على السياسة.
ونقلت الصحيفة عن الحريري قوله انه تلقف كلام الأسد بإيجابية، لكنه لن يقبل ان يحدد احد له ثوابته او حلفاءه، او ان يضع المسدس في رأسه ويقول له عليك ان تفعل كذا وكذا.
وفي هذا السياق، نقل احد زوار دمشق المهمين لـ «الأنباء» عن الرئيس بشار الأسد ارتياحه الكبير للقاء الأخير الذي تم بينه وبين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الرياض.
وقال الزائر المهم ان الرئيس الأسد، اعتبر استقبال الملك عبدالله له، بحضور مستشاره الخاص، اي ابنه الأمير عبدالعزيز من دون اي طرف سعودي آخر لفتة تستحق التوقف والثناء.
الأسد: علاقتي بسليمان جيدة
الرئيس الاسد وفي الجزء الثاني من حديثه لصحيفة «الحياة»، قال ان مواقف الرئيس ميشال سليمان واضحة، واصفا العلاقة بينه وبين الرئيس سليمان بالجيدة، مؤكدا على التواصل المباشر والتنسيق الدائم بينهما. وقال الاسد ان سورية لا تقول نعم لأي جهة، الا اذا كانت تعبر عن مصالحها، واوضح الاسد ان اتصالا هاتفيا جرى بينه وبين الرئيس سليمان جرى خلاله البحث في العديد من المعطيات.
وقال ان الرئيس سليمان واضح وموقفه من المقاومة ومن وحدة لبنان واضحة.