بيروت ـ يوسف دياب
انضم اللبناني جودت سلمان الحكيم الموقوف بتهمة التجسس لصالح الموساد الاسرائيلي الى قائمة العملاء الذين صدرت بحقهم احكام بالاعدام عن القضاء العسكري، وباتوا ينتظرون موعد تنفيذ هذه الاحكام، والتي بالرغم من أنها غير مبرمة، الا انها احكام مستندة الى ادلة واثباتات قوية وصلبة يصعب نقضها او ابطالها امام محكمة التمييز العسكرية.
فقد اصدرت المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد نزار خليل، ليل اول من امس حكما قضى بإنزال عقوبة الاعدام بحق الموقوف جودت الحكيم، بعدما ادانته بجرم التعامل مع العدو وتزويد جهاز الموساد الاسرائيلي بمعلومات عن مواقع مدنية وعسكرية وحزبية ادى الى قصفها، ما تسبب في سقوط قتلى وجرحى من الابرياء، وثبوت دور له في قضية اغتيال القيادي في «حزب الله» علي حسين صالح في ضاحية بيروت الجنوبية في الثاني من اغسطس العام 2003، كما أدانت المحكمة المتهمين الفارين من وجه العدالة سامي ايليا فرحات وعامر فرحات الحلبي في هذه القضية وانزلت عقوبة الاعدام بهما غيابيا، وتجريدهما من حقوقهما المدنية بسبب تدخلهما في هذه الجرائم.
وقال وقائع الحكم «ان الحكيم تجند للعمل لصالح العدو الاسرائيلي منذ العام 1999 واستمر في هذه المهمة الى ان تم توقيفه منتصف العام 2009، وقد كلفه الموساد الاسرائيلي بالكثير من المهمات منها تصوير كراج للشاحنات في شارع هادي نصرالله في ضاحية بيروت الجنوبية والتحقق من وجود سيارة نوع (ب. ام. ف) سوداء اللون، تبين من الوثائق والمستندات انها تعود للمسؤول في «حزب الله» علي حسين صالح، وكان هو المستهدف عبر تفجير سيارته هذه في الثاني من اغسطس 2003 ما ادى الى مقتله على الفور».
واشار الحكم الى ان المتهم جودت الحكيم «باشر تعامله مع العدو الاسرائيلي من خلال العميلين عامر فرحات الحلبي المحرك الامني في ميليشيا لحد والعميل الآخر الفار سامي ايليا فرحات الموجود داخل اسرائيل اللذين عرفاه على ضابطي الموساد الاسرائيليين عامي ورامي وقد وافق على العمل معهما وهو على بينة من امره مقابل تقاضيه مبالغ مالية كانت تدفع له، وقد ثبت باعترافه ومن التحقيقات الاولية والاستنطاقية ان مهمته اقتصرت في البدء على زرع البريد الميت والذي هو كناية عن مبالغ مالية واجهزة اتصال وغيرها في مناطق متعددة من الاراضي اللبنانية لاستخراجها من قبل عملاء العدو والتي ساعدته على تنفيذ مهامه العدائية ضد الوطن والمقاومة».
وكشفت وقائع الحكم ان الحكيم «قام بتصوير مناطق رئيسية في الضاحية الجنوبية وخارجها والطرقات التي كانت تربط هذه المناطق ببعضها، وكان يذهب بالافلام التي التقط فيها هذه الصور الى الجنوب ويرمي بها فوق الشريط الحدودي حيث يتسلمها الاسرائيليون ويستثمرونها، وهذه الصور استفاد منها الجيش الاسرائيلي في حرب تموز بحيث قصف كل هذه المواقع والمناطق، كما انه دخل اسرائيل مرات عدة».
يذكر ان هذا الحكم هو الخامس الذي يصدر وجاهيا بحق عملاء اسرائيليين منذ ستة اشهر حتى الآن، بعد ان صدرت احكام مشابهة بحق كل من العملاء: محمود رافع، علي منتش، حسن الحسين واسامة بري.