منذ انعطافة البوريفاج الشهيرة التي أعاد فيها «وليد بيك» حساباته وتموضعاته، بقي قادة 14 آذار على مسافة ليست ببعيدة من رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط خشية فتح سجال عقيم مع «الحليف» السابق هي بالغنى عنه. ولكن من الواضح ان «البيك» غادر المنطقة الرمادية والتي كانت تعد الشعرة الوحيدة بينه وبين 14 آذار وهو يتحضر للدخول في صلب المعارضة او ربما يكون احد صخورها في وقت قريب.
وفيما يسعى جنبلاط جاهدا لحل ملف «شهود الزور» بالتوافق بين الجميع حفاظا على ماء الوجه وتواصله مع الرئيس سعد الحريري «الصديق» الوحيد من الحلفاء السابقين، اشارت مصادر مطلعة الى ان جنبلاط قطع عهدا امام اللواء محمد ناصيف في زيارته الاخيرة لسورية ان يكون الى جانب الموقف السوري ايا كان سواء بالنسبة للعمل على الغاء المحكمة الدولية او غيرها من القضايا الكبرى. وقال جنبلاط لناصيف «لست في المنطقة الرمادية بل انا معكم ووزرائي معكم وكتلتي النيابية».
وتتساءل المصادر حول موقف الرئيس سعد الحريري ما اذا انقلب جنبلاط عليه وصوت لصالح الغاء المحكمة في الحكومة حال تحول الملف الى التصويت، فهل يقطع الحريري و14 آذار الخيوط الاخيرة مع «البيك»؟
الى ذلك وبعيدا عن السجالات السياسية، فضل جنبلاط عدم الدخول في صراع الاحزاب في الانتخابات المهنية والطلابية حيث طالب الحزب التقدمي الاشتراكي بعدم الدخول بأي لائحة من لوائح المعارضة او الموالاة والبقاء بعيدا عن هذه التجاذبات.