كشفت حفريات جيولوجية عميقة دامت أسبوعين وقادتها الجامعة الأميركية في بيروت في منطقة مرجحين في الهرمل عن وجود جزء كبير في صدع اليمونة لم يكن معروضا على الخرائط الجيولوجية الموجودة، ولم يدرس سابقا.
وصدع اليمونة هو واحد من ثلاثة صدوع أو فوالق رئيسية في لبنان (اليمونة وسرغايا وجبل لبنان). وقد أجرى الأستاذ المساعد في قسم الجيولوجيا في الجامعة الدكتور عطا الياس هذه الأبحاث بالتعاون مع الدكتور يان كلينغر من معهد فيزياء الكرة الأرضية في باريس (ipgp) وبمساعدة طالبين من «الأميركية» هما رامي فرحات وسامي الشيخ حسين.
وكان اختيار منطقة التنقيب قد تم بعناية من قبل فريق الباحثين الذين أرادوا دراسة المناطق الغنية بالرواسب الحديثة التي من شأنها أن تكون قد شهدت جميع الزلازل الأخيرة، مقارنة مع الرواسب القديمة.
وقد حفر الباحثون خندقا في مرجحين ودرسوا الطبقات الرسوبية التي تم اكتشافها.
وسيسمح تحديد تاريخ الكربون المشع لعينات من هذه الرواسب بمعرفة أنماط التواتر على طول الصدع. وبحسب أنماط التواتر هذه سيتمكن الباحثون من وضع تقويم أكثر دقة للزلازل السابقة وتلك التي ربما قد تحدث في المستقبل.
ومن شأن تقويم أكثر تفصيلا للأحداث التي تم الحصول عليها من هذا الموقع، عند مقارنته مع نتائج الدراسات من الصدعين الرئيسيين الآخرين في لبنان، أن يؤمن فهما أفضل لكيفية عمل الصدوع الثلاثة وكيفية تواصلها ببعض.
وقال د.الياس انه «كلما ازدادت معرفتنا بالزلازل السابقة، تمكنا من أن نتوقع الزلازل في المستقبل بشكل أفضل»، مضيفا أن هذه معلومات مهمة بالنظر إلى أن لبنان يقع في منطقة زلازل نشطة.
وامل أن نتمكن من تحديد تفاصيل الزلازل التي وقعت على طول خطوط الصدع الموجود في سورية، وبالنظر إلى أن هذا الصدع يستمر صعودا الى سورية، التي لم تكن زلازلها قوية بما يكفي لتمزق بقية الصدع في لبنان.
وصدع اليمونة هو حصة لبنان من صدع المشرق العربي، وواحد من أكبر الصدوع الأرضية ويمتد من خليج العقبة الى تركيا. وهو الحد الفاصل بين قطعتين من سطح الأرض : الصفيحة العربية التي تمتد شرقا والأفريقية أو صفيحة سيناء التي تمتد غربا.