|
رئيس الحكومة سعد الحريري والنائبة ستريدا جعجع وعمار حوري وعدد من السياسيين شاركوا في مارثون بيروت الثامن الذي عاد لقبه للأثيوبي محمد تمام حسين فيما راح لقب السيدات لمواطنته ايتافيراهو تاريكيغن (محمود الطويل) |
بيروت ـ عمر حبنجر
اختبار جديد لمظلة التهدئة السورية ـ السعودية في لبنان، يتمثل في اجتماع مجلس الوزراء المرتقب، تقديرا بعد غد الاربعاء.
الموعد الذي لم يعلن عنه رسميا، مازال أسير التساؤلات، هل ينعقد رغم إصرار قوى 8 آذار على ان يكون ملف «شهود الزور» على رأس جدول أعماله؟ ام تنجح الاتصالات في تأمين انعقاده من دون هذا الملف؟
من المؤكد، بحسب المواقف المعلنة، ان حزب الله وحلفاءه لا يرون ممكنا مشاركة وزراء المعارضة الآخرين في اجتماع لمجلس الوزراء لا يكون بند «شهود الزور» في صلب جدول أعماله، في حين يعتبر الرئيس الحريري ووزراء الأكثرية ان طرح هذا الموضوع يلزمهم بالانسحاب من الجلسة.
حتمية الانعقاد
الرئيس ميشال سليمان يلح على حتمية انعقاد مجلس الوزراء هذا الأسبوع، لأن تأجيله للأسبوع الثاني على التوالي يحمل في طياته مخاطر اقتصادية وسياسية الامر الذي يلزم مصرف لبنان بمواصلة التدخل بائعا الدولار لتلبية طلبات الناس القلقين، وللحفاظ على سعر صرف الليرة اللبنانية.
لكن مصادر في بعبدا أبلغت «الأنباء» بأن الرئيس سليمان يبذل الجهود توصلا الى مخارج تضمن استمرار عمل السلطات الدستورية، على ان يكون تأجيل القضايا الخلافية أبغض الحلال.وهكذا تتجه الأنظار الى جلسة مجلس الوزراء يوم الأربعاء، المرجح عدم انعقادها في ضوء تمسك كل طرف بوجهة نظره من موضوع شهود الزور المطروح، وما يخشى مع عدم الانعقاد تعطل جلسات مجلس الوزراء ريثما تنضج الحلول الإقليمية المعرقلة للوضع في لبنان.وبناء عليه، أبلغت مصادر 14 آذار «الأنباء» ان اجتماعا موسعا لقوى 14 آذار وحلفائها، ينعقد في قريطم يوم الجمعة المقبل، في حال انعقاد جلسة مجلس الوزراء، وانسحاب الحريري ووزرائه منها، بغية البحث في آلية مواجهة المرحلة التالية.
اما اذا لم ينعقد مجلس الوزراء، فإن مثل هذا الاجتماع يصبح لزوم ما لا يلزم.
ووجهت الدعوات الـ 284 شخصية لحضور اجتماع قريطم، حال توافر ظروف انعقاده، وتشمل لائحة المدعوين كل من وقع على رسائل ونداءات 14 آذار الى الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، والى الرئيس اللبناني ميشال سليمان وبيان «ندوة بيروت» ونداء الاجتماع المسيحي في بكركي، التي أعلنت في أوقات وظروف مختلفة.
مصادر وزارية قالت ان جدول أعمال مجلس الوزراء جاهز وهو نفسه الذي جرى إعداده للجلسة السابقة المرجأة، التي حملت في بندها الأول الإشارة الى استكمال البحث في قضية شهود الزور.وأضافت المصادر، ان ورود هذا البند كان وراء تأجيل الجلسة الماضية، وسيكون وراء تأجيل الجلسة المقبلة، إلا في حال توصلت مساعي الرئيس سليمان الى سحب هذا البند من جدول الأعمال، مؤقتا، تسهيلا لانعقاد مجلس الوزراء وبالتالي إبعاد الشلل السياسي عن مؤسسات الدولة.
منشطات سعودية ـ سورية
وتلعب الاتصالات السعودية ـ السورية دورا منشطا للوضع السياسي الخامل في لبنان، وقد رحبت بعض أوساط 14 آذار لـ «الأنباء» بالتصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل حول لبنان، والتي عكست جوا سعوديا جديدا بالنسبة لهذا البلد، بدأ يتبلور منذ زيارة الرئيس سعد الحريري الى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، في أغادير المغربية، حيث يمضي إجازة.
الفيصل ناشد القيادات اللبنانية تغليب مصلحة الوطن على المصالح الحزبية، حرصا على أمن لبنان والسلام الإقليمي.