بيروت ـ زينة طبارة
رأى عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب د.يوسف خليل ان اللقاء المسيحي الذي انعقد في بكركي لم يكن لقاء مسيحيا بالمعنى العام المتعارف عليه كونه انحصر بفئة معينة دون الأخرى، مشيرا الى ان اللقاء المذكور راوح ضمن دائرة الحزبيات والتكتلات ذات الرأي والتوجه الواحد، لافتا الى ان بكركي وان كانت قد احتضنت هذا اللقاء، فليس من الضروري ان تكون معنية به كونها لا تستسيغ رفض طلب اي فريق ماروني بشكل خاص او مسيحي بشكل عام لعقد اجتماع في الصرح البطريركي، مستغربا مسارعة البعض الى توصيف المجتمعين بالمؤمنين بخط بكركي التاريخي بشكل أوحى للرأي العام اللبناني وتحديدا المسيحي منه وكأن من لم يحضر الاجتماع ليس مؤمنا ببكركي كمرجعية وطنية لها تاريخها وحاضرها المجيدين في السهر على الكيان اللبناني وعلى المجتمع المسيحي وهمومه وأدبياته، مؤكدا أمام الرأي العام ان الدعوة لم توجه الى الفريق الآخر المتعارض معه سياسيا بغض النظر عما اذا كان هذا الأخير سيلبي الدعوة او لا.
هذا، ولفت النائب خليل في تصريح لـ «الأنباء» الى ان عدم توجيه الدعوات لجميع الفرقاء المسيحيين موالين كانوا او معارضين يتنافى مع وصف المجتمعين للقاء بـ «المسيحي العام» وبالتالي فإن الاستفراد بلقاء مماثل وأخذه في مسار غير جامع على المستوى المسيحي الوطني يراد منه تضليل الرأي العام اللبناني من خلال إطلاق عبارات لفظية مشككة بالاعتراف بدور بكركي لدى الفريق غير المشارك باللقاء المذكور، متمنيا خروج جميع الأطراف المسيحية من لغة التفرد والتشكيك بالآخر والتعاطي مع المجتمع اللبناني بشكل عام والمسيحي بشكل خاص على اساس اعتراف كل منها بجميع الشخصيات السياسية ذات الوزن السياسي والحيثية الشعبية.
وردا على سؤال حول رؤيته لدور بكركي الحالي وما اذا كانت طرفا في الصراع المسيحي ـ المسيحي، لفت النائب خليل الى ان بكركي مرجعية وطنية لجميع اللبنانيين دون استثناء، وتمثل صخرة المجتمع الماروني وركيزته في المشرق العربي، معربا عن قناعته بأن بكركي لم تقف مع فريق ضد الآخر، كما لم يصدر عنها اي موقف يشير الى انحيازها مع هذا الفريق او ذاك، معتبرا ان بكركي تنظر الى الواقع المسيحي على انه مجموعة أحزاب سياسية تؤمن بوطن واحد وموحد وان اختلفت فيما بينها من حيث الرؤية والتوجه والتحالفات المحلية والإقليمية، مؤكدا من جهة أخرى ان بكركي لا يملى عليها من جهات خارجية ايا تكن تلك الجهات.
وفي سياق متصل، أكد النائب خليل ان بكركي وعلى رأسها البطريرك نصرالله صفير ليست ضد المقاومة من حيث المعنى العام للكلمة، انما ومن وجهة نظرها الخاصة ترغب في ان يكون سلاح المقاومة تحت إمرة الجيش والقوى الأمنية اللبنانية، معتبرا ان مكمن اللغط في هذا الموضوع هو سلسلة التناقضات حيال مفهوم السلاح وتفسير وجهة استعماله.
وعن مقاطعة العماد عون لطاولة الحوار في بعبدا وتأييد المعارضة له، لفت النائب خليل الى ان قرار العماد عون هو تنبيه أكثر منه مقاطعة، وذلك لحث الجميع على المضي في حسم الملفات العالقة والمسببة للتشنجات السياسية وفي مقدمها ملف شهود الزور، معتبرا انه من غير الجائز تأجيل جلسات مجلس الوزراء المخصصة للبت في إحالة ملف شهود الزور الى المجلس العدلي وترك الأمور ذات الحساسية العالية سلعة يتداول بها في بازار المزايدات السياسية بين الفرقاء وفي مرمى رغبات العدو الإسرائيلي، مستهجنا ما يحاول البعض إشاعته عن ان قرار العماد عون حول تعليق مشاركته بالحوار رسالة سياسية الى الرئيس سليمان، معتبرا ان هذا الكلام لا يخدم المساعي الرئاسية لإيجاد الحلول المرجوة في النزاع الدائر حول ملف شهود الزور، هذا من جهة ومن جهة ثانية لفت النائب خليل الى ان تبني حزب الله والنائب فرنجية قرار العماد عون لا يعني ان المعارضة ترغب في وقف لغة التحاور مع الآخرين، وذلك بدليل حضور الرئيس بري الى بعبدا، وبالتالي فإن المقاطعة ليست سوى تعبير عن اعتراض ديموقراطي على المماطلة في موضوع ملح لا يحتمل التأجيل ألا وهو ملف شهود الزور.