بيروت ـ زينة طبّارة
رأى النائب والوزير السابق محمد عبدالحميد بيضون ان كل ما تشهده الساحة اللبنانية من حراك ديبلوماسي عربي وغربي مكثف باتجاه لبنان، يبقى في إطار البحث عن سبل فاعلة للتهدئة بين الفرقاء اللبنانيين وليس عن مخارج للأزمة الراهنة، معتبرا ان البحث الجدي عن المخارج يكمن فقط في القناة السعودية ـ السورية وحدها دون ان يكون لإيران أي دور على المستوى المذكور، معتبرا انه وبالرغم من ان ايران موجودة على الساحة اللبنانية من خلال «حزب الله» إلا ان دورها الحقيقي يتواجد ضمن الدور السوري أكثر مما هو مستقل عنه، لافتا الى ان الملف اللبناني تتصرف به سورية وحدها، وبالتالي فإن إيران لا تتجاوز سورية فيما خص الداخل اللبناني، وكذلك سورية لا تتجاوز ايران فيما خص الملف العراقي، مشيرا الى ان هذه المعادلة في توزيع الأدوار في المنطقة بين الدولتين المذكورتين يشكل صلب التحالف الإيراني ـ السوري، وبالتالي فإن كل تحرك لـ «حزب الله» على الأرض سواء أكان تحركا عسكريا ام شعبيا لابد من مروره على القيادات السورية لنيل الموافقة عليه او عدمها.
ولفت بيضون في تصريح لـ «الأنباء» الى ان «حزب الله» يوحي من خلال مواقفه التصعيدية انه يفتح الباب واسعا امام تطبيق تجربة غزة في لبنان، وهو ما سينهي في حال تطبيقه دور رئاسة الجمهورية وجميع المؤسسات الرسمية والدستورية.
وقال بيضون ان إسقاط الحكومة اللبنانية غير وارد أقله على المدى المنظور، لأن «حزب الله» يدرك ان ذهاب الحكومة لن يحل مشكلته مع المحكمة الدولية لا بل قد يزيدها تعقيدا، لذلك يعتبر بيضون ان على «حزب الله» إعادة صياغة مطالبه بطريقة قابلة للتنفيذ دستوريا وقانونيا وتحت سقف التفاهم اللبناني ـ اللبناني، مشيرا الى ان النصيحة الوحيدة التي على «حزب الله» الأخذ بها هي السير بالتوافق مع الرئيس الحريري في اتفاق شامل وليس بخطوات جزئية.
وعن قدرة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على معالجة الجرح اللبناني النازف، لفت بيضون الى ان الرئيس سليمان يحاول بشتى الطرق الدفاع عن المؤسسات الرسمية والدستورية، إنما ما يطلب منه هو التصرف من خارج نطاق المؤسسات المذكورة كالتصويت على ملف شهود الزور غير الموجود أساسا لإحالته الى المجلس العدلي، بمعنى آخر اي مخالفة القوانين عبر التصويت المذكور ودعم «حزب الله» ضد الرئيس الحريري بشكل خاص والمحكمة والقرار الاتهامي بشكل عام، مؤكدا ان ما سبق لن يقدم عليه سليمان لإدراكه ان هذا التصويت المخالف للقانون سيؤدي الى شلل مؤسسة مجلس الوزراء من خلال حتمية اعتكاف الرئيس الحريري لفترة قد تطول على اثر التصويت على الملف المشار إليه.
وأكد بيضون ان الاستقالة غير واردة لدى الرئيس الحريري كونها ستؤدي الى تسليم الحكم للفريق الآخر غير القادر على إدارة شؤون البلاد، وبالتالي تعريض البلاد الى انهيار اقتصادي كبير، ناهيك عن الخلاف المذهبي الذي قد ينتج عن الاستقالة بعد تفرد طائفة معينة بالقرار واستبعاد أخرى، مشيرا الى ان المملكة السعودية تتعاطى مع «حزب الله» من خلال تنسيقها مع سورية، على قاعدة «ان أردت ان تطاع فاطلب ما يستطاع»، معتبرا ان انقطاع التحاور بين رئيس الحكومة وأمين عام «حزب الله» يشكل سببا رئيسيا في التدهور الراهن.
وعن دور رئيس المجلس النيابي نبيه بري، أكد بيضون ان بري لا يملك وسائل الحل التي أعلن تكرارا حيازته لها، معتبرا ان دعوة الرئيس بري للتصويت على ملف شهود الزور داخل مجلس الوزراء يدفع بهذا الأخير الى داخل نفق قاتم.