بيروت ـ عمر حبنجر
الجمود الداخلي مرشح للاستمرار اقله الى ما بعد عطلتي الاضحى والاستقلال في الثاني والعشرين من الجاري، بيد ان الهبات الكلامية الساخنة، تبقى طاغية، خصوصا على صعيد ردود الفعل على خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، كما على صعيد الحرب المفتوحة التي تشنها «كتلة المستقبل» ضد الوزير العوني شربل نحاس، بسبب كلماته غير المألوفة التي وجهها الى رئيس الحكومة في جلسة مجلس الوزراء الاخيرة.
وكان السيد نصرالله، نسب الى قوى 14 آذار الارتباط بالادارة الاميركية، وتحدث في خطابه في يوم الشهيد عن خمسة فصول من استهداف المقاومة في لبنان، قال اننا نعيش فصلها الخامس الآن اي فصل المحكمة الدولية.
ووصف نصرالله المسعى السعودية ـ السوري بأنه جدي جدا، وان هناك آمالا كبيرة حقيقية معقودة على هذا المسعى، ومن المفترض ان تظهر آثاره على ما اعتقد في وقت قريب.
واضاف: ان اي نتائج يقبل بها المعنيون في لبنان ستحظى بالتأكيد بدعم الجمهورية الاسلامية الايرانية.
جنبلاط يؤيد
وفي اول تعليق له على كلام نصرالله قال النائب وليد جنبلاط لقناة «المنار» ان السيد نصرالله اكد على اهمية الحوار السوري ـ السعودي الذي من خلاله يمكن ان نزيل الآثار السلبية للمحكمة الدولية.
ونقل زوار جنبلاط عنه قوله ان المرحلة تتطلب الحكمة، وانه يحاول تجنيب البلد الوقوع في الفراغ الحكومي ومنع دخوله في الفتنة الداخلية نتيجة التوترات السياسية والخطب العالية اللهجة على خلفية المحكمة الدولية.
وقال الزوار ان نواب الحزب التقدمي الاشتراكي يؤيدون دور جنبلاط ويسعون معه للعب هذا الدور كل في منطقته.
وقال جنبلاط: هناك فريق معين في لبنان الى جانب «الرسل» الاجانب يريدون تعطيل التواصل السعودي ـ السوري مشددا على ضرورة الصبر ومتابعة هذا التواصل الذي من خلاله سنستطيع رفض نتائج القرار الاتهامي.
وفي حال صدر القرار فجأة فإن المطلوب بحسب جنبلاط من جميع اللبنانيين مواجهته، لان المحكمة مسيسة بحسب تعبيره.
فتفت يذكر بصلاح عزالدين
من جهته، عضو كتلة المستقبل النائب احمد فتفت تحدث بعد لقائه المفتي محمد رشيد قباني عن منطق قطع اليد وسأل هل ان الحزب سيمارسه مع الموقوف صلاح عزالدين الذي مد يده الى اموال المقاومة وهو كان من المقربين جدا في هذا المجال الاقتصادي وهذا يدل على ان ليس الجميع معصومين في هذا المجال، مؤكدا ان لا احد يريد ان يمد يده الى المقاومة عندما تكون هذه المقاومة مقاومة شريفة ومتجهة فعلا الى محاربة اسرائيل فجميعنا معها، أما عندما يثبت ان هناك مدسوسين ربما على المقاومة فأعتقد ان من حق المقاومة قبل الآخرين ان تبادر الى معالجة هذا الموضوع، ليس هناك اي اتهام نحن لا نتهم ونعلن مسبقا ما اعلنته المحكمة بحد ذاتها انها لا يمكن ان تتهم حزب الله لأنه ليس في قانون المحكمة الا محاكمة اشخاص واتهام اشخاص وليست هناك محاكمة أو اتهام لحزب او تنظيم او منظمة او دولة.
شبكة الأمان
ورأى عضو تكتل «لبنان أولا» النائب عمار حوري ان ما قاله الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في يوم الشهيد يدعم وجهة نظر فريق 14 آذار بشبكة الأمان المتمثلة بمعادلة الـ«س ـ س» وتطور العلاقات السعودية ـ السورية، إلا انه أوضح في المقابل ان ما لا نتفق مع نصرالله عليه هو اتهام بعض السياسيين بالتخوين بالتعامل مع اسرائيل، وقال حوري: الرئيس فؤاد السنيورة والوزير طارق متري سيردان على كلامه هذا.
من جانبه، أوضح وزير الاعلام طارق متري ردا على ما تناوله به الامين العام لحزب الله ان مجلس الامن الدولي كان سيقرر إنشاء قوات فصل دولية تحت الفصل السابع خلال حرب يوليو 2006، إلا أن لبنان رأى ان هذا الأمر لا يجوز وأنه يجب ان يكون القرار تحت الفصل السادس وليس السابع وأن يتضمن مزارع شبعا ومسألة وقف الخروقات وغيرها من الامور، واضاف: كانت هناك جلسة علنية لمجلس الامن في حينه دافع فيها مندوب لبنان عن ضرورة ان يصدر القرار تحت الفصل السادس، وايضا ايدت الامر بعض الدول العربية التي حضرت ومن ثم حصلت مفاوضات اخرى مريرة الى ان صدر القرار 1701 في جلسة 11 أغسطس.
القرار الاتهامي
وفي رد من حزب الله على ردود 14 آذار لفت عضو المجلس السياسي في حزب الله غالب أبو زينب في حديث لقناة الجديد الى ان المسعى السعودي ـ السوري يتجاوز القرار الاتهامي وصولا الى معالجة جذرية للمحكمة الدولية، لأن المطلوب ان تكون هناك معالجة جذرية.
وردا على سؤال اجاب ابو زينب الذي يلعب على الوقت او كما يقال نجح في تأجيل ملف شهود الزور وبالتالي نجح في كسب الوقت فإنه يلعب في المبرد أو يلحس المبرد، وإذا كان يعتقد ان عشرة ايام او 15 يوما من أجل صدور القرار الاتهامي هي مكسب، فإنه مخطئ باعتقاده وهذا ما قاله السيد نصرالله أمس لأنه ليس لدينا مشكلة اذا صدر القرار ونقول لهم انهم يخطئون مجددا في حساباتهم.
أبو زينب لفت ايضا الى ان هناك من عرقل داخل مجلس الوزراء في حرب يوليو وانتهز الفرصة للانقضاض على المقاومة، وردا على سؤال عن سبب الجلوس مع الفريق الآخر في الحكومة، أجاب أبوزينب: جلوسنا معهم هو من أجل مصلحة لبنان، وختم أبوزينب بالقول: الذين سقطوا من المدنيين في 7 مايو لا يتجاوزون اصابع اليد والقول اننا دخلنا بيوت الناس غير صحيح فلو اردنا ذلك لكنا دخلنا الى بيوت السياسيين والمسؤولين.
بدوره عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب نوار الساحلي رأى أن «هناك مشكلة قراءة لدى الفريق الآخر، اذ اصبحت لديهم مجموعة مسلمات، باعتبارهــــم ان المقصود إلغاء المحكمة الدولية، بينما المطلوب رؤية ماذا يحصل منذ العام 1976 حتى اليوم، كما بينت رسالة وزير خارجية أميركا الاسبق هنري كيسنجر الى العميد ريمون اده».
الساحلي رأى انه «بمجرد صدور القرار الاتهامي سيتعامل معه اعداء لبنان والبعض في الداخل على انه حكم، وهم من الآن يتعاملون معه على انه حكم».
رسالة الفرصة الأخيرة
من جهتهـــــا جريــــدة «اللوء» القريبة مــــن تيـــار المستقبل نقلت عن وزير من حزب الله لم تسمـــه ان خطاب السيد نصراللــــه هو رسالة الفرصــــة الاخيرة لكي يفهم المراهنــــون على الخارج ان تعـــريض البلد للمخاطرة لــــن يخدم السلم الاهلي، وان الاسئلة التي وجهها نصرالله للذين ساهموا في حرب يوليـــــو بإطالة امد الحــــرب، هي تذكير لهم بعواقب اعمالهم وممارساتهم، فكما انهم يطالبون بمعاقبة المتهمين «باغتيال الرئيس الحريري» فنحن ايضا 1300 شهيد ولدينا شهود ومتورطون والعبرة لمن اعتبر.
واضاف ان الكلمة الفصــــل ستكون للصيغة التوافقيــــة الجاري اعدادها علــــى خــــط دمشق الرياضي، وليــــس لمجلس الوزراء، متوقعا قمـــــة جديدة ثلاثية بين الملك عبداللــــه بن عبدالعزيز والرئيسين ميشـــال سليمان وبشار الاسد.