بيروت ـ زينة طبارة
رأى عضو كتلة «المستقبل» النيابية النائب احمد فتفت أن امين عام «حزب الله» السيد حسن نصر الله لم يأت بجديد في اطلالته التلفزيونية الاخيرة، حيث جاء كلامه تكرارا لمواقفه السابقة ولما كان قد اعلن عنه نواب الحزب في محطات عديدة لهم، معتبرا ان لهجة السيد نصر الله التصعيدية والتوتر الصادر عن نواب الحزب ووزرائه وكافة قوى 8 آذار يوحي بالارباك لديهم بعد ان ادركوا انهم اتخذوا مسارا خاطئا في التعاطي مع المحكمة الدولية، مؤكدا ان قوى 14 آذار لن تتنازل بعد اليوم امام فريق 8 آذار بعدما اعتبرت تنازلاتها ضعفا في المواقف.
الحفاظ على النظام
ولفت النائب فتفت في تصريح لـ «الأنباء» الى ان المحكمة الدولية والعدالة هما افضل وسيلة للحفاظ على النظام الديموقراطي في لبنان معتبرا انه انطلاقا مما تقدم فان العدالة ليست فقط من اجل الوصول الى الحقيقة انما تشكل بحد ذاتها خدمة كبيرة لمن يريد فعلا مقاومة الكيان الاسرائيلي، وليس لمن يستغل السلاح بهدف الحصول على مكاسب سياسية داخلية تحت عنوان محاربة اسرائيل.
وعن امكانية التوصل الى حل بعد انسداد الافق حيال ملف شهود الزور وتجنيب البلاد الانزلاق الى دائرة الانفجار، رأى النائب فتفت ان الحل الوحيد يكمن في العودة الى المؤسسات الدستورية والقضائية، مشيرا الى ان وزير العدل ابراهيم نجار حسم الموقف حيال ملف شهود الزور غير الموجود اساسا، عندما خلص الى ان الملف المذكور ليس من صلاحيات المجلس العدلي، وذلك من خلال تقرير بحث قانوني مبني على نصوص قانونية غير قابلة للتشكيك بوضوحها، معتبرا ان الفريق الآخر لم يشأ الاخذ بتقرير الوزير نجار لكونه يفسد عليه مهمة تعطيل المحكمة الدولية، والا لكان هذا الفريق قد تقدم الى القضاء العادي بالملف المذكور فيما لو وجد فعليا بين يديه، معتبرا عن عدم لجوء من يرى نفسه معنيا بشهود الزور الى القضاء العادي حتى الآن، يؤكد ان الملف ملفق برمته ولا يمكن الحديث عنه قبل صدور القرار الاتهامي.
وفي سياق متصل لفت النائب فتفت الى ان مهمة الطعن بمصداقية المحكمة الدولية من قبل «حزب الله» وفريقه السياسي، حضت عليها مواقف قاضي الاجراءات التمهيدية دانيال فرانسين التي جاءت مرات عديدة لصالح اللواء السيد، والتي كان آخرها رد استئناف المدعي العام الدولي دانيال بلمار لقرار المحكمة بأنها صاحبة اختصاص في البت بطلب اللواء السيد لحصوله على نسخة من المستندات التي اوقف بموجبها.
الوزير نحاس نسي من يمثل!
على صعيد آخر رد النائب فتفت على كلام وزير الاتصالات شربل نحاس الذي اتهم فيه الرئيس الحريري اثناء انعقاد جلسة مجلس الوزراء الاخيرة بالخضوع للضغوطات الاميركية والاسرائيلية، واعتبر فتفت ان ما صدر عن الوزير نحاس هو من اخطر ما قيل ويقال عن الرئيس الحريري، خصوصا انه صادر عن وزير في حكومة الحريري نفسه، ويذكر بالكلام الذي قيل للرئيس الشهيد رفيق الحريري قبيل اغتياله، مشيرا الى ان كلام نحاس وبالرغم من انه يجسد في ابعاده اغتيالا سياسيا للرئيس الحريري الحالي، الا انه يشير في خلفياته الى عملية هروب الى الامام من قبل من هم متهمون بالعمالة لاسرائيل.
وختم النائب فتفت كلامه معربا عن خشيته من ان يكون الهدف من مواقف فريق 8 آذار حيال المحكمة الدولية بما فيها كلام الوزير نحاس اعلاه، يخدم اسرائيل والعمالة لها على حد سواء لان المراد منه فتنة داخلية وهو بذلك يكون ابعد من عملية افشال الرئيس الحريري واسقاط حكومته.