بيروت ـ زينة طبارة
رأى عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسين الموسوي، ان سلسلة الردود الانفعالية الصادرة عن جوقة العمالة للادارة الاميركية على كلام الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، لم تأت بشيء جديد يستحق التوقف عنده، فهي مجرد تكرار لكل ما تملكه من سخافة داخل جعبتها الخطابية، وتنم عن جهالة عارمة في اختيار الطريق السليم لحماية الوطن مما تخطط له الادارة الاميركية وترسمه للمنطقة الشرق اوسطية لحماية الكيان الاسرائيلي وابعاد شبح المقاومة عنه، معتبرا ان هذا الفريق المتسابق بين اعضائه للرد على كلام السيد نصرالله ليس سوى فريق مأجور للغرب ويتم استعماله كأداة طيعة لصالح المشاريع الأميركية ويخدم بالتالي سواء عن قصد او عن غير قصد المصالح الاسرائيلية في مواجهة المقاومة ودول الممانعة.
ولفت النائب الموسوي في تصريح لـ «الأنباء» الى ان المطلوب من السيد نصرالله ومن كل مقاوم لاسرائيل ورافض للمشروع الاميركي في المنطقة، ان يتخلى عن مقاومته وعن ايمانه بالحق، مشيرا الى ان ما يهم اللبنانيين في موضوع كيسنجر سواء اكان مصنفا رسالة منه الى وزير الداخلية ريمون ادة آنذاك ام وقائع جلسة مصاغة على شكل رسالة، هو النتيجة بأن كيسنجر صهيوني اراد بلبنان شرا وان الادارات الاميركية المتعاقبة عملت ومازالت تعمل على تفجير المنطقة خدمة لاسرائيل.
على صعيد آخر وردا على سؤال حول المقصود بكلام السيد نصرالله عن قطع اليد التي ستمتد الى اي من رجال المقاومة النائب الموسوي الى ان «حزب الله» بريء من كل ما نسب وسينسب اليه، وانطلاقا من براءته سيدافع عن نفسه امام اية محاولة غربية او محلية للنيل منه ومن المقاومة على حد سواء، مشيرا الى ان عملية الدفاع عن النفس حق مشروع ومنصوص عليه في الدستور الإلهي «فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم»، مؤكدا بناء على ما تقدم فإن حزب الله لن يقف متفرجا امام اي اعتداء عليه وعلى المقاومة تحت عنوان العدالة وذلك عبر محكمة دولية مسيرة من قبل مجلس الأمن وبتوجيهات وتعليمات اميركية.
وردا على سؤال عما اذا كانت البلاد ستؤول في ظل المشهد السياسي الحالى الى صدام على الارض وبالتالي الى فتنة سنية ـ شيعية، احال النائب الموسوي هذا الموضوع الى الرأي العام اللبناني للاجابة عنه، فإما ان يثبت انه غير واع لمصيره واما ان ينتفض على سوقه بإتجاه الهاوية من قبل بعض القيادات غير المسؤولة التي تتاجر بالشعب وتنحر صدر الوطن من خلال ربطها المصلحة اللبنانية بالقرارات والمشاريع الاميركية.
هذا واستهجن النائب الموسوي في سياق متصل، اصرار البعض على ان الفتنة ستكون سنية ـ شيعية فيما لو اندلعت، معتبرا ان هذا التصنيف للفتنة المرفوضة ايا يكن شكلها غير واقعي كون فريق المعارضة ليس فريقا شيعيا انما يضم بين قياداته اشرافا تاريخيين من الطائفة السنية امثال الرئيس عمر كرامي وعبدالرحيم مراد واسامة سعد، واشرافا من الطائفة المسيحية امثال العماد عون وسليمان فرنجية اللذين يشكلان علمين من اعلام المسيحية المشرقية، مما يؤكد ان الخلاف بين الفرقاء اللبنانيين ليس بين سني وشيعي انما بين توجهين سياسيين مختلفين، وبالتالي فإن مقولة فتنة سنية ـ شيعية ساقطة اساسا.
هذا وسخر النائب الموسوي من كل من يدعي بأن حزب الله يسعى الى تحقيق المثالثة في لبنان، مؤكدا ان هذا الامر ابعد ما يكون عن تطلعات حزب الله وغير موجود اساسا لا في توجهاته ولا في توجهات جميع فرقاء المعارضة، ومؤكدا ايضا ان حزب الله يؤمن بالعيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين وغير معني اطلاقا بالتصنيفات المذهبية، معتبرا بناء على ما تقدم ان الكلام المنسوب لحزب الله عن المثالثة يندرج ضمن اطار مهمة تشويه صورة الحزب ووطنيته، هذا من جهة المثالثة اما من جهة تعديل اتفاق الطائف وما اذا كان لدى حزب الله توجه لتعديله، لفت الموسوي الى ان الطائفة الشيعية ليست متضررة من هذا الاتفاق وهي بالتالي غير معنية بكل ما يقال في هذا الاطار.
على صعيد آخر وردا على سؤال حول اصرار المعارضة على احالة ملف شهود الزور الى المجلس العدلي وليس الى القضاء العادي، لفت النائب الموسوي الى ان ما تخشاه المعارضة فيما لو احيل الملف الى القضاء العادي هو تسلمه من قبل احد القضاة المنحازين سياسيا الى فريق معين وبالتالي التعاطي معه من زاوية سياسية معينة في وقت ان المجلس العدلي مكون من مجموعة من القضاة وقائم على توازن بين اعضائه مما يضمن سلامة القرار وعدم انحيازه سياسيا، واكد ان حزب الله والمعارضة ككل سيرضون بالقرار الذي سيتخذه المجلس العدلي حتى ولو كان اعلان براءة شهود الزور.
متسائلا في المقابل عن سبب التناقض في مواقف الرئيس الحريري ما بين كلامه لصحيفة «الشرق الاوسط» الذي اعلن فيه وجود شهود زور اضروا بالعلاقات اللبنانية ـ السورية، وموقفه اليوم القاضي بعدم وجود ملف شهود الزور بالاساس.