بيروت ـ عمر حبنجر
الموقف السياسي في لبنان مستمر في دائرة الغموض، في انتظار نتائج التواصل السعودي ـ السوري، حيث ذكرت معلومات صحافية ان الامير عبدالعزيز بن عبدالله قد يزور دمشق اليوم الاثنين لمواصلة البحث عن المخرج.
وتواكب هذا التحرك السوري ـ السعودي مواقف رسمية لبنانية ومباحثات فرنسية مع قيادات لبنانية غادرت الى باريس أمس كالعماد ميشال عون والنائب وليد جنبلاط، بينما أطلق البطريرك الماروني نصرالله صفير موقفا جديدا أمس شدد فيه على وجوب ان تتحقق العدالة، ولئن ولّد القرار تداعيات.
صفير قال لإذاعة «صوت لبنان» ان هناك فريقا في لبنان يريد التخلص من المحكمة الدولية، واذا أردنا وضع حد للاغتيال فيجب ان تأخذ المحكمة مجراها، وأن تكون فاعلة بحيث ينال كل مجرم جزاءه.
وشدد على وجوب ان تكون السيطرة للدولة، وقال اذا كانت كل فئة تريد ان تبسط سيطرتها على منطقة من لبنان أو على لبنان بكامله، فهذا خروج عن المألوف. وعن طرح المثالثة لفت البطريرك الى انه اذا قيل بالمثالثة الآن ربما يقال بعدها بالمرابعة، وربما يختفي عدد المسيحيين، داعيا اياهم للبقاء في الوطن، ليكون لهم حساب في المناصب التي يشغلونها.
الى ذلك، برزت امس مواقف لرئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الوزراء سعد الحريري، اللذين شددا على أهمية المواكبة الحوارية الداخلية للجهد العربي المتمثل في التواصل السوري ـ السعودي.
وسيرافق فسحة الاعياد المقبلة تشاور من اجل تحضير الاجواء المواتية لانعقاد مجلس الوزراء، وكذلك انعقاد طاولة الحوار المقررة مبدئيا قبل عيد الاستقلال، التي «خانها الوقت» كما يبدو ما يرجح دفعها الى ما بعد هذه المناسبة الوطنية.
ونقل زوار الرئيس سليمان عنه أمس تأكيده على الجهد الداخلي لاجتراح الحلول للمخاطر المحدقة، مستفيدين من أي حاضنة عربية.
ونوه سليمان بما ورد في خطاب الامين العام لحزب الله الذي نوه بدوره بالجهد السعودي ـ السوري للتهدئة في لبنان.
ونقلت مصادر مطلعة لـ «الأنباء» عن زوار الأمين العام لحزب الله السيد نصرالله ان الامين العام لحزب الله في اجواء مساع سورية ـ سعودية لحلول قريبة.
أما الرئيس سعد الحريري فقد بدأ في أبوظبي أمس جولة تقوده الى موسكو والسعودية، فبيروت.
رد الحريري على نصرالله
وفي حديث لقناة «روسيا اليوم» عشية زيارته الرسمية لموسكو رد الحريري على قول نصرالله في خطابه الاخير، ان ملف شهود الزور سيوصل الى رؤوس كبيرة ويؤدي الى فضيحة سياسية، فلماذا لم يحل بعد الى القضاء؟ بالقول: لا أود الدخول في سجال حول هذا الموضوع لكنني أرى ان هذا الملف ان كان سيحال على القضاء، فلماذا نستبق النتائج ونقول انه سيطول رؤوسا أو غير ذلك، ان كان أحدهم يملك نتائج مسبقة عن هذا الملف فإن هذا يعني أننا لم نعط القضاء فرصة كي يأخذ مجراه.
وأضاف: نحن مع محاكمة شهود الزور. وعن احتمال استقالته في حال ازدادت ضغوط 8 آذار، قال الرئيس الحريري: سبق أن تعرضت لضغوط كبيرة، لكنني أظن أن هذه الضغوط لا تطولني، بل هي على الآخرين، واعتبر ان الشعب اللبناني انتخبني ووصلت الى ما انا عليه اليوم، فهناك اكثرية نيابية نجحت وسمتني لرئاسة الحكومة».
وشدد الحريري على ان عدم الذهاب الى طاولة الحوار طعنة للبنانيين ولرئاسة الجمهورية، وتساءل: ما الذي نقوله للمواطن اللبناني، هل نقول له اننا غير قادرين على التحدث الى بعضنا بعضا فهذا امر معيب.
وعن القرار الاتهامي بجريمة اغتيال والده ورفاقه قال الحريري: ايا كانت المخاطر ومهما كانت الصعوبات، فان الطريق الوحيد لحل كل المشاكل هو ان يسود الهدوء في البلد ونتمكن من الالتقاء فيما بيننا.
هاجس السلاح في البلد
ونفى الرئيس الحريري ان تكون لديه هواجس تجاه هذا القرار، انما لدي هواجس تجاه السلاح المنتشر في البلد، ولظاهرة تفشي المخدرات وذلك لان الدولة لا تتمكن من القيام بدورها.ورأى انه مادامت هناك محكمة دولية فان الاغتيال لن يعود، مؤكدا انه على تفاهم مع النائب وليد جنبلاط في معظم الامور.
وعن علاقته مع القيادة السورية قال: العلاقة جيدة والحمد لله.
وعن مذكرات التوقيف الغيابية السورية بحق شخصيات لبنانية قال: ان وزير العدل اللبناني يجهز ردا على هذه المذكرات.
يدنا تطول من نريد بيسر وسرعة
من جهته وحول الحلول المرتقبة نتيجة المساعي العربية اكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد انها تهدف الى استقرار لبنان على قاعدة عدم النيل من المقاومة وعدم قبول اي اتهام، آملا ان تفضي هذه المساعي الى نتائج ايجابية، محذرا من ان يفكر احد من اللبنانيين بان يخدش سمعة المقاومة، مشيرا الى ان المساعي الجارية هي لتجنيب لبنان محنة لا نعرف الى اين يصل مداها.
واشار رعد في تصريح له في احتفال لحزب الله في منطقة النبطية الى ان خيارات حزب الله مفتوحة وتطول من نريد ان نطوله بيسر وسرعة لنحفظ المقاومة ونجنب البلد فتنة سنية – شيعية.
واضاف ان خياراتنا ستكون واضحة وحاسمة وحازمة اذا ما اخطأ الآخرون التقدير، آملا الا يقعوا في هذا الخطأ الكبير.
وحذر رعد من أن يطعن احد المقاومة في ظهرها، وختم رعد بالقول: نحن فتحنا الطريق لمساع تفضي الى الاستقرار والتفاهم، لكننا سنتعامل مع النتائج بقدرها، ولا يتوهم احد انه يستطيع ان يستوطي حائطنا وحذار من الغدر او الطعن في الظهر، فاننا قادرون على ان نرد الطعنة بما هو اوجع منها واكبر ايلاما.
نواف الموسوي والسنيورة
بدوره، النائب عن حزب الله نواف الموسوي نقل عن مسؤولين فرنسيين خلال حرب يوليو 2006 ان حكومة الرئيس السنيورة تريد اطالة الحرب وقد وضعت تصورا يقضي بالا تتوقف الحرب الا في اطار اتفاق يلحظ انهاء وجود حزب الله جنوب الليطاني.
الا ان المكتب الاعلامي للرئيس السنيورة رد بالقول ان مشروعا فرنسيا ـ اميركيا عرض حينها على لبنان يحتوي على اقتراح بنشر قوة متعددة الجنسيات تحت الفصل السابع او 5 و6 من دون التطرق الى مزارع شبعا والنقاط السبع، وهذا المشروع رفضته الحكومة اللبنانية واصرت على وقف شامل لاطلاق النار، لكن النائب الموسوي مصر على رواية لا يصدقها احد بدليل نسبه المعلومات الى مسؤول فرنسي زوده بالمعلومات دون ان يقول من هو المسؤول، ولماذا لم يطلع الرأي العام على الوقائع المسجلة بالصوت كما يقول. ولماذا لا يقول للرأي العام ان الرئيس السنيورة ابلغ المشروع الأميركي ـ الفرنسي بنشر قوات متعددة في الجنوب الى حزب الله عبر وثيقة كتبها بخط يده وسلمها بيده الى الوزير محمد فنيش لكي ينقلها الى قيادة الحزب وهذه الشروط رفضتها الحكومة ورئيسها.