ترى أوساط سياسية لبنانية في قراءتها لعودة لبنان الى موقع متقدم على الأجندة الأميركية ان عنصرين كانا حاسمين في ردة الفعل الأميركية تجاه لبنان:
- الأول، زيارة الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد للبنان وما رافقها من كلام سياسي خاصة في الضاحية الجنوبية، حيث وضع لبنان في سياق مشروع هزم الولايات المتحدة في المنطقة.
- الثاني، هو المخاوف الكبيرة التي انتابت كبار المسؤولين في الامم المتحدة، بعد الظهور الاخير للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله واعلانه قرار مقاطعة المحققين الدوليين، وهو الامر الذي أحدث مخاوف عند المسؤولين في واشنطن وعواصم اخرى.
وترى أوساط ديبلوماسية مراقبة، وفي سياق آخر متصل، ان السياسة الخارجية الأميركية في المرحلة المقبلة بحاجة لاعادة تجميع أوراق كثيرة، ذلك أن باراك أوباما المقبل على فترة من الشلل الداخلي بسبب نتائج الانتخابات الأخيرة، سيضطر لاحداث اختراقات في سياسته الخارجية أو على الاقل الايحاء باحداث مثل هذه الاختراقات، لكي يضمن اعادة انتخابه لولاية ثانية بعد أقل من عامين.وللشرق الأوسط والخليج دور لا بأس به بين هذه الأوراق، خصوصا في العراق وفلسطين ولبنان والسودان، ولذلك جرت محاولات حثيثة لاضعاف الدور السوري في العراق، وتجري محاولات مماثلة للتشويش على هذا الدور في لبنان، والمنشطات الأميركية التي حملها جيفري فيلتمان وسفيرة أميركا في لبنان الى بعض قوى 14 آذار، يراد لها تكثيف الحملة على حزب الله من جهة، واحداث خضات في الورقة اللبنانية لتشويش الصورة السورية في لبنان، وهذه الحملة قد تتكثف مع عودة الجمهوريين بقوة أكبر الى مجلسي النواب والشيوخ الاميركيين.
ومع رفع نبرة الاتهامات الاميركية لسورية في الفترة الأخيرة والرد السوري المباشر عليها، كثفت دمشق هي الاخرى استراتيجية تجميع الأوراق، وجمع «حماس» و«فتح» في دمشق هو جزء من هذه الأوراق، ولبنان سيبقى ورقة مهمة في الحسابات السورية المقبلة ومن غير المنطقي تصور دمشق قابلة بالتشويش مجددا على دورها في لبنان مهما كان الثمن.