بيروت ـ عمر حبنجر
بدأ اسبوع الاعياد اللبنانية امس، السياسة في اجازة داخلية، وان لم تكن كذلك على المستوى الخارجي، حيث الجسر السعودي ـ السوري بقي مفتوحا على حد تعبير رئيس مجلس النواب نبيه بري، والرئيس سعد الحريري انطلق من الامارات العربية الى موسكو والعماد ميشال عون والنائب وليد جنبلاط في باريس ليشهدا اعلان الحكومة الفرنسية الجديدة المعدلة.
اما في الداخل فتبادل للمعايدات بـ «الاضحى» وتحضير لعرض «الاستقلال» العسكري.
الرئيس نبيه بري تحدث ايضا عن مخارج يتم التداول بها بين الطرفين السعودي ـ والسوري ممتنعا عن الدخول في التفاصيل متوقعا تواصل الاتصالات بعد عيد الاضحى. البعض رجح ان تأتي النتائج الايجابية بعد عطلة العيدين عيد الاضحى وعيد الاستقلال، مباشرة. غير أن معالم الرهانات المتجددة على المساعي السعودية ـ السورية مازالت غير واضحة في حين تصاعدت الحملة التخوينية المستجدة ضد حكومة الرئيس فؤاد السنيورة والحكومة الحالية حول حرب يوليو 2006 وملابسات القرار 1701.
حيث قال مصدر في كتلة المستقبل النيابية ان اطلاق الاتهامات التخوينية جزافا يعبر عن الشعور بالضعف.
صيغة حل من 5 نقاط
أما عن السيناريوهات المتداولة للحلول الجاري العمل عليها بين دمشق والرياض، فقد تحدثت صحيفة «السفير» القريبة من المعارضة عن ورقة من 5 نقاط ستعرض بعد عطلة الاعياد مباشرة وهي التالية: استمرار التهدئة، إحالة قضية شهود الزور الى القضاء العادي، بما يسمح للحكومة بإعادته الى القضاء العدلي، مبادرة رئيس الحكومة بعد صدور القرار الاتهامي الى موقف استيعابي يعلن براءة حزب الله من الاتهام، عقد لقاء بين الرئيس سعد الحريري والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله واخيرا اطلاق عجلة العمل الحكومي بما يؤدي الى دعم حكومة الرئيس الحريري وحماية الحكومة.
وعلى ذمة الصحيفة فإن الترجمات لهذه الورقة ستبدأ على طاولة مجلس الوزراء في اول جلسة له بعد عطلة الاعياد علما ان بعض هذه النقاط كإعلان الحريري براءة الحزب من تهمة موجهة اليه من المدعي الدولي، مشكوك في قبولها حسب قوى 14 آذار.
سليمان يتخطى
بدوره، الرئيس ميشال سليمان سيسعى جاهزا خلال الايام المقبلة لإيجاد مخرج للخلاف على قضية شهود الزور وبحسب مصادر اعلامية فإن المخرج سيتخطى لجنة التحقيق البرلمانية التي لم تلق الحماسة المطلوبة من المعارضة.
وكان النائب وليد جنبلاط الموجود حاليا في باريس قد تحدث عن حركة اتصالات مهمة تجري بين العواصم الاقليمية المعنية بالشأن اللبناني، الا ان ذلك على حد قول جنبلاط لا يلغي مسؤولية القوى اللبنانية وضرورة ان تترفع قليلا لتسوية الخلافات ووقف التجاذبات واضاف ان الاصطفافات السابقة تجر البلد الى الانقسام.
التفاهم منع التفجير
من جهته، وزير الدولة جان اوغاسبيان قال ان الساحة الداخلية لاتزال تشهد بعض التوتر في حين يستمر فريق 8 آذار في سياسة التخوين والتهويل وسط الاتصالات السعودية ـ السورية المرطبة للأجواء.
وعن المخارج المطروحة قال ان التفاهم السعودي ـ السوري نجح حتى الآن في منع التفجير داخل الحكومة اما عن المخارج فلست على اطلاع، انما هناك اقتراح طرحه الرئيس ميشال سليمان بتأليف لجنة برلمانية لإدارة مسألة شهود الزور لكن هذا لم يلق حماس وزراء 8 آذار وحتى من قبل الرئيس نبيه بري. النائب ياسين جابر، قال من جهته لـ «صوت لبنان» ان امكانية الحل مازالت مفتوحة استنادا الى الخطاب الأخير للسيد حسن نصرالله وإلى تصريحات الرئيس نبيه بري والرئيس سعد الحريري، وأعتقد ان الامور متجهة نحو الانفراج.
بدوره، النائب عن «الجماعة الإسلامية» عماد الحوت شدد في حديث لقناة «ان بي ان» على ان موقف «الجماعة الاسلامية» من التطورات في لبنان مرتبط برؤيتها التوافقية من البلد، مؤكدا ان الجماعة لم تغير قناعتها في يوم من الأيام وهي ان مصلحة اللبنانيين الا ينقسموا الى فريقين لأن لبنان المنقسم ضعيف تجاه اسرائيل.
وعن موقف الجماعة من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أشار الحوت الى انه عند اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري كان داعما لمحكمة عربية بسبب الحذر من الدور الأميركي والعربي الا انه لم يأخذ برأيه، معتبرا ان المسؤول عن هذا الواقع هو كل المسؤولين السياسيين الذين وافقوا بمن فيهم «حزب الله».
ولفت الحوت الى ان المحكمة الآن موجودة، مؤكدا ان موقف الجماعة لا يدعمها ولا يهاجمها وينتظر نتائجها وإذا كانت مسيسة لا تستند الى أدلة فستكون أول من يهاجمها.
أما على صعيد الحراك الخارجي فقد بدأ الرئيس سعد الحريري امس زيارة رسمية الى موسكو على رأس وفد وزاري يضم الوزراء الياس المر، غازي العريضي، ابراهيم نجار، علي الشامي، ريا الحسن وعدنان القصار.
ويلتقي الحريري في بداية الزيارة رئيس الهيئة الفيدرالية للتعاون العسكري ميخائيل ديمترييف، على ان يعقد ايضا محادثات مع نظيره الروسي فلادمير بوتين، على ان يقيم الأخير مأدبة عشاء على شرفه.
مصادر في موسكو اكدت ان القيادة الروسية ستؤكد في محادثاتها مع الوفد اللبناني انها باقية على موقفها من المحكمة الدولية وعملها غير المسيس مع الحفاظ على هدوء الساحة اللبنانية واستقرارها، وأكدت القيادة على الأهمية السياسية والاقتصادية لزيارة الرئيس الحريري الذي سيتلقى دعما روسيا لحكومته من مختلف الأوجه.
وفي باريس، بدأ العماد ميشال عون زيارة تستمر حتى الخميس.
وهذه الزيارة هي الثالثة للعماد عون الى باريس منذ عاد منها منهيا مرحلة نفي طويلة ليشرح موقفه من المحكمة الدولية للرئيس الفرنسي الذي كان أجرى اتصالا هاتفيا معه خلال الانتخابات الماضية، ومن قرار يتهم حزب الله باغتيال الرئيس رفيق الحريري كما تقول اذاعة «صوت المدى» الناطقة بلسان «التيار الوطني الحر».
وقال ميشال دشدرفيان مسؤول العلاقات الديبلوماسية في التيار الوطني الحر ان عون سيلتقي رئيس الحكومة الفرنسية ورئيس مجلس الشيوخ فالرئيس ساركوزي، اضافة الى الجالية اللبنانية حيث سيوضح موقفه، وسيضعهم في تفاصيل وتداعيات القرار الاتهامي على لبنان، وسيطلب تبطيئ او تجميد القرار لحين بت موضوع شهود الزور بعدها يصدرون القرار الذي يريدون.
وأضاف «نحن نعرف ونضمن حليفنا حزب الله وندرك انه ما مرة عملوا مشاكل بالبلد، او قتلوا العالم، حتى ضمن الحقبة السورية، فإن الحزب لم يشارك بأي حكومة واليوم نحن نعتبر الحزب مقاومة ضد اسرائيل ولذلك الأميركيون قائمون ضده، وآمل ان ينجح العماد عون في ايصال الرسالة ويستطيع ان يعمل شيئا في السياسة العالمية». لكن جريدة «النهار» ذكرت ان الرئيس الفرنسي دعا العماد عون ليحذره من اي عمل عسكري يقوم به حزب الله.