بيروت ـ زينة طبارة
في خضم وفرة الكلام عن المثالثة وتعديل اتفاق الطائف وفي ظل صرخة البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير الاخيرة الى احدى الإذاعات المحلية، بأن المثالثة قد تؤدي الى اختفاء المسيحيين من لبنان، علق عضو قوى 14 آذار النائب بطرس حرب مؤكدا ان الشعور المسيحي تغير نتيجة الاحداث الحاصلة في المنطقة لاسيما بعد العملية الارهابية التي طالت كنيسة «سيدة النجاة» في بغداد، بدأ المسيحيون يشعرون انهم تحولوا من شركاء في المواطنية والحكم الى طريدة يتعقبها المتطرفون بعدما كان المسيحيون مطمئنين في عيشهم الى جانب اخوانهم المسلمين في الشرق، الأمر الذي شجع المترددين والمتخوفين منهم على البحث عن أماكن اكثر اطمئنانا. وأضاف النائب حرب في تصريح لـ «الأنباء» أن القضية اعلاه تختلف في لبنان، وذلك لاعتباره ان الدولة اللبنانية قامت منذ نشأتها على الوجود المسيحي وتحديدا على الماروني منه، وبالتالي فإن اي اهتزاز للدور المسيحي ولفعاليته فيها سيؤدي الى حالة من عدم الاستقرار لا بل الى سقوط الدولة برمتها، مشيرا الى ان تلك المخاوف لدى المسيحيين لا يمكن ان تقابل سوى بمواجهة الخوف المتولد عن النزعة المتطرفة والمتزمتة لدى الاحزاب ذات الطابع الديني في بناء دولة اسلامية تقوم على الشريعة الاسلامية والتي تجعل من المسيحيين اهل ذمة في دولة تتحكم فيها هذه الشريعة التي يكن لها المسيحيون كل احترام وتقدير. ولفت النائب حرب الى ان ما يعزز تلك المخاوف لدى المسيحيين هو مطالبة بعض اللبنانيين في مراحل دقيقة كالتي تمر بها المنطقة حاليا، بإعادة النظر في اتفاق الطائف الذي كرس المناصفة بين المسلمين والمسيحيين على أساس تكريس صيغة العيش المشترك وتحصينها وعلى اساس صرف النظر عن عملية التعداد الطائفي، وهو ما اعتبره المؤتمرون آنذاك في الطائف الوسيلة الأنجع لتكريس الاطمئنان في نفوس المسيحيين ولدعم تمسكهم بلبنان كوطن نهائي لجميع ابنائه.
وأضاف حرب ان طرح المثالثة في هذا الوقت الذي برزت فيه بعض الاحزاب السياسية القائمة على الشريعة الاسلامية، لابد من ان يقلق المسيحيين على مستقبلهم ووجودهم في لبنان، خصوصا ان بعض تلك الاحزاب مسلحة وقادرة على فرض تبديل النظام من مناصفة الى مثالثة وربما الى ما هو اسوأ منها، الامر الذي يبرر مخاوف البطريرك صفير ويدق ناقوس الخطر وينبه الى ان التلاعب بالصيغة اللبنانية سيؤدي حتما الى سقوطها بالكامل والى تزايد الهواجس والقلق لدى المسيحيين في هذا الشرق الذي انطلقت منه الاديان السماوية ومن بينها المسيحية.
وذكر النائب حرب المطالبين بتعديل الطائف وفي مقدمتهم العماد عون، بأن احد الاسباب الرئيسية لاندلاع احداث العام 1975 كانت مطالبة المسلمين بالمشاركة في السلطة من هنا يعتبر حرب ان ما جرى في الطائف لم يكن على الاطلاق تقديم هدايا من المسيحيين للمسلمين انما عملية تكيف مع متطلبات الحياة المشتركة ووحدة لبنان من خلال اعطاء المسلمين حقهم في المشاركة في السلطة انما في ظروف كان يمكن ان تكون افضل بكثير لولا اعلان العماد عون حروبه العبثية آنذاك، والتي ادت الى اضعاف المسيحيين وجعلهم في حالة اقل مناعة وقوة مما كانوا عليها قبل دخوله عالم السياسة بنظرياته الهمايونية التي اساءت لاتزال تسيء الى المسيحيين ولبنان ككل.
على صعيد آخر وبعيدا عن القلق المسيحي حيال المثالثة وتعديل الطائف، وردا على سؤال حول ما اذا كان لبنان امام ازمة انعقاد جلسة مجلس الوزراء نتيجة التنازع على ملف شهود الزور لفت النائب حرب الى ان اللبنانيين دخلوا في ازمة سياسية كبيرة تتأرجح بين امكانية ايجاد حل لها وعودة الحياة الطبيعية الى مجلس الوزراء والمجلس النيابي على حد سواء وبين تصعيدها وتحولها بالتالي الى ازمة حكم ان لم تكن ازمة نظام.
وأشار الى ان قوى 8 آذار مجتمعة لم تستطع حتى الآن تقديم حجة واحدة تبرر سبب مطالبتها بإحالة ملف شهود الزور الى المجلس العدلي وذلك بغض النظر عن عدم وجود ادعاء امام القضاء في هذا الخصوص سوى ما تقدم به اللواء جميل السيد أمام القضاء السوري وليس أمام القضاء اللبناني، لافتا الى ان ما تقدم يؤكد انتفاء ما يسمى بملف شهود الزور.