عواصم ـ عمر حبنجر ـ هدى العبود
صبت أجواء عيد الأضحى المبارك المزيد من المناخات السياسية التبريدية على الموقف السياسي اللبناني الداخلي بينما حملت التحركات الخارجية سواء كان بالنسبة لرئيس الحكومة سعد الحريري الموجود في موسكو او بالنسبة للعماد ميشال عون في باريس المزيد من الدعم للحكومة اللبنانية وللمحكمة الدولية، سياسيا وعسكريا، أو زيارة الرئيس ميشال سليمان الى سورية للاجتماع بالرئيس بشار الاسد.
وابرز الشواهد على برودة الاجواء الداخلية مشاركة السفير الايراني غضنفر ركن ابادي في صلاة العيد الى جانب سفراء المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية خلف مفتي الجمهورية الشيخ د.محمد رشيد قباني في مسجد محمد الأمين في وسط بيروت صباح امس.
وبعد الصلاة اعلن المفتي د.قباني انه متوجه الى ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري المجاور للمسجد لتلاوة الفاتحة على روحه، وقد توجه السفراء العرب ومعهم السفير الايراني مع المفتي قباني الى الضريح وتلوا الفاتحة على ضريحه ثم على اضرحة مرافقيه المدفونين الى جواره.
وقد تركت المشاركة الايرانية في صلاة عيد الاضحى بمسجد محمد الامين صلى الله عليه وسلم وخلف المفتي قباني اثرا طيبا في نفوس المصلين في اكبر مساجد السنة في لبنان، والذي بناه الرئيس الحريري دون ان يتسنى له تدشينه.
أفكار غير ملائمة
على المستوى السياسي الأمل لايزال معلقا على المسعى السعودي ـ السوري كما قال السيد حسن نصرالله في آخر خطاب له.
المعارضة تروج لاقتراحات سعودية ـ سورية ارتكزت على ان يتوجه لبنان بكتاب الى مجلس الامن يطلب فيه اعادة النظر في المحكمة الدولية لأنها اقرت بظروف استثنائية من دون إجماع اللبنانيين، وكذلك تأجيل القرار الاتهامي الى حين التوصل الى تسوية معقولة.
سلسلة تفاهمات
الاقتراح الأول تقول اذاعة صوت المدى الناطقة بلسان التيار الوطني الحر انه رفض من قبل فريق الاكثرية بالتعاون مع الحلفاء الغربيين وخاصة الاميركيين والفرنسيين، بينما رفض البند الآخر من قبل المعارضة على اعتبار ان حزب الله لن يرضى بأن يشمل القرار اتهاما لأحد من عناصره، وبالتالي فإن تأجيل القرار يعني انه يرضى بتسوية تتعلق بعناصره.
في هذه الأثناء، اعتبر المدير العام السابق لوزارة الإعلام محمد عبيد المقرب من حزب الله والعائد من دمشق، ان التواصل السعودي ـ السوري يشمل سلسلة تفاهمات تتعلق بالعراق وفلسطين ولبنان، وانه رغم الأفكار السابقة فمازالت النوايا موجودة.
وكشف عن صيغة واحدة تحدث عنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال لقائه الرئيس بشار الأسد، وان هناك نية فعلا لمعالجة هذا الموضوع، بمعنى ان ذلك يتم حتى لو كانت هناك آراء متعددة داخل المملكة.
أما على صعيد الخارج، فقد اختتم رئيس الوزراء سعد الحريري زيارة رسمية منتجة سياسيا وتسليحيا الى موسكو، بلقاء الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف.
وأدى الحريري والوفد المرافق صلاة عيد الأضحى المبارك في جامع موسكو، وهذه أول مرة يصلي فيها مسؤول لبناني في مسجد العاصمة الروسية.
واعلن الحريري ان روسيا قررت تقديم مساعدة مجانية للجيش اللبناني قوامها ست مروحيات من طراز «mi 24» و31 دبابة «t 72» و36 مدفعا من عيار 130 ملم وحوالي نصف مليون من الذخائر المختلفة للأسلحة المتوسطة و30 ألف قذيفة مدفعية لمدافع 130 ملم، ويفترض وصولها الى لبنان في غضون ثلاثة اشهر بحسب وزير الدفاع الياس المر لصحيفة «النهار» البيروتية.
وتلقى رئيس الحكومة اللبنانية عرضا روسيا لبيع 46 دبابة «t 72» اضافية باسعار رمزية، وسترسل موسكو مجموعة من الخبراء الى بيروت قبل نهاية السنة، لتدريب الجيش اللبناني على استخدام الاسلحة الثقيلة التي شملتها المساعدة.
كما وافقت وزارة الطوارئ الروسية على مساعدة لبنان على نزع الألغام التي خلفتها اسرائيل في المناطق الجنوبية على ان تترك المعدات المستعملة للجيش اللبناني.
يشار الى ان الرئيس الحريري اجرى من موسكو اتصالات بخادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وملك الاردن عبدالله الثاني بن الحسين والرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الوزراء التركي رجب طيب ارودغان مهنئا اياهم بعيد الأضحى.
على صعيد الحراك الخارجي ايضا استقبل الرئيس السوري بشار الاسد نظيره اللبناني ميشال سليمان القادم الى دمشق للتهنئة بعيد الأضحى الى جانب المباحثات التي تناولت المساعي السورية ـ السعودية من اجل الحل في لبنان على ما قالت مصادر متابعة.
وقد اكد الجانبان بحسب بيان رئاسي على اهمية الحفاظ على الهدوء والسعي لايجاد حلول ناجعة لكل المشكلات التي تواجه لبنان بما يضمن تعزيز وحدته الوطنية والحفاظ على امنه واستقراره.
ساركوزي وعون والمحكمة
وفي باريس اكد الرئيس نيكولا ساركوزي ان فرنسا صديقة جميع اللبنانيين، وشدد على اهمية وحدة اللبنانيين في المرحلة الراهنة، حول المؤسسات والسلطات اللبنانية التي تقدم لها فرنسا كل دعمها، كما ذكر ساركوزي بدعم فرنسا للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان ومواصلة عملها بكل استقلالية.
في المقابل كرر العماد عون بعد لقاء الرئيس الفرنسي مواقفه ومنها دعمه للمحكمة الخاصة بلبنان، شرط الا تكون مسيسة والا تركز على شهود الزور.
وبحسب بيان للتيار الوطني الحر فان الرئيس الفرنسي ابدى ارتياحه لكل ما عرض في اللقاء، حيث قالت صحيفة «السفير» ان عون ابلغ القريبين منه انه ابلغ ساركوزي بأنه لطالما طالب بمحاكمة عادلة، وهو ما لم يتوافر بالمحكمة الحالية حسب رايه، وان ساركوزي ابدى تخوفه على الاستقرار في لبنان.