بيروت ـ عمر حبنجر
الانتظار سيد الموقف في لبنان كالعادة، انتظار ما ستؤول اليه الاتصالات على الخط السعودي ـ السوري، حيث المفتاح السحري لباب الازمة اللبنانية المحكم الاغلاق، وانتظار حقيقة الاعلان الاسرائيلي عن العزم على الانسحاب من الشطر الشمالي اللبناني لبلدة الغجر.
هذه الاتصالات متوقعة هذا الاسبوع، انطلاقا من زيارة طال الحديث عنها للامير عبدالعزيز بن عبدالله المستشار السياسي لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الى دمشق في الساعات القليلة المقبلة.
وتوقعت المصادر المتابعة انه اذا سارت المشاورات في منحى ايجابي، فقد يفضي الامر الى زيارة جديدة لرئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الى العاصمة السورية، وهو الذي تحدث على مدى 25 دقيقة مع الاسد في اتصال بمناسبة عيد الاضحى، قد تسبق زيارة الحريري الى طهران نهاية هذا الشهر او تليها مباشرة.
وعلى رغم الغموض الذي مازال يكتنف هذه المشاورات بشأن المأزق اللبناني فان جهات حزبية وسياسية داخلية مطلعة طمأنت الى الطابع الايجابي لهذه التطورات.
تجاوز مختلف بنود التفاهم
وتحدثت المصادر عن «القطبة المخفية» في المشاورات السعودية ـ السورية، وابلغت «الأنباء» ان مسؤولي البلدين تجاوزوا مختلف بنود التفاهم، انما بقيت مسألة الموقف المطلوب من الحريري حيال القرار الاتهامي المؤكد بأنه سيطول عناصر من حزب الله، فالجانب السوري يريد موقفا حريريا نافيا للاتهام عن حزب الله قبل صدور القرار الاتهامي بينما يفضل الجانب السعودي، معالجة متطلبات احتواء تداعيات القرار الاتهامي بعد صدوره لا قبله.
وتوقعت المصادر ان يتخلل الاستقبال الرئاسي في بعبدا يوم عيد الاستقلال، الاثنين المقبل، وفي اعقاب العرض العسكري المركزي خلوات عدة بين الرؤساء الثلاثة سليمان وبري والحريري الذين سيستقبلون المهنئين بالمناسبة الاستقلالية السنوية.
الأولوية العراقية
وفي سياق متصل ذكرت صحيفة «اللواء» البيروتية نقلا عن مصادر ديبلوماسية، ان المباحثات التي جرت بين الرئيسين ميشال سليمان وبشار الاسد في دمشق في اول ايام عيد الاضحى، على ايجابياتها الظاهرة، اكدت ان لا شيء في الافق الاقليمي، وبالتالي اللبناني، قبل تشكيل الحكومة العراقية، ومعرفة مسار العملية السلمية في العراق.
ووصفت المصادر لقاء الاسد ـ سليمان بالبناء جدا رغم الظروف الشكلية التي احاطت به من تأخير الموعد الى التوقيت غير المناسب، الى غياب البيان الرسمي، فغياب الطابع الرسمي للزيارة.
أوساط لبنانية رسمية كشفت لـ «الأنباء» ان بعض المعارضة اللبنانية حاول اللعب على التناقضات عبر محاولة إظهار ان الخلاف كبير بين سليمان والأسد، وقد جاء لقاؤهما في عيد الأضحى ليؤكد ان الموقف الذي يضبط الوضع الداخلي اللبناني في الوقت الحاضر، مرتبط بكون الدول المعنية برعاية الوضع اللبناني وفي الطليعة سورية تعتبر سليمان هو رأس الدولة اللبنانية، وهو الذي يقوم بما يجب للمضي باتجاه الأفضل للبنان.
وبالتالي تضيف الأوساط ان الأسد سيدعم استمرار خطوات سليمان الهادفة الى عدم تفجير المؤسسات من داخلها وألا تذهب الأوضاع نحو الأسوأ كالانزلاق الى الاضطرابات، بغض النظر عن الفترة الزمنية التي قد يستغرقها هذا الوضع.
وقالت الأوساط ان سليمان لمس رغبة عربية في تكريس التهدئة على الساحة الداخلية وصولا الى حل يمنع الفتنة بعد صدور القرار الاتهامي.
تعذر اجتماع مجلس الوزراء
وعلى هذا قد يكون بحكم المتعذر عقد جلسة لمجلس الوزراء الأسبوع المقبل، ما لم يتم التوصل الى مخارج لملف شهود الزور، وما يتصل بالقرار الاتهامي فضلا عن إرجاء طاولة الحوار الى أجل يسمّى في ضوء المشاورات، حتى ان مسألة الانسحاب الاسرائيلي من شمالي الغجر بقي قيد التداول دون موقف ما على حد ما طالب به رئيس مجلس النواب نبيه بري بأن المقاومة «لاتزال حاجة وطنية في مواجهة العدوان الإسرائيلي».
وعلى أي حال، فإنه من الصعب جدا استقراء موعد اجتماع مجلس الوزراء في ضوء المشاغل اللبنانية الداخلية والخارجية، فالرئيس سليمان مرتبط بزيارة الى قطر يوم الاثنين بعد انتهاء مراسم الاحتفال بالاستقلال في القصر الجمهوري، وتستمر زيارته حتى الأربعاء، في حين يزور رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بيروت، في الخامس والعشرين والسادس والعشرين من الشهر الجاري للمشاركة في مؤتمر اقتصادي، ولإجراء محادثات مع القيادات السياسية.
قهوجي: الجيش ملتزم بمنع الفتنة
على أي حال، فإن قائد الجيش العماد جان قهوجي، اكد التزام الجيش، منع الفتنة في لبنان ومواجهتها.
وقال في «أمر اليوم» للعسكريين عشية الذكرى 67 للاستقلال ان ما تشهده البلاد من تباينات سياسية في هذه المرحلة، هو جزء لا يتجزأ من الحياة الديموقراطية التي ينعم بها لبنان لكن من غير المسموح إسقاط هذه التباينات على الأرض وتحويلها الى فتنة تهدد أرواح المواطنين، وقال: ثقوا انه مهما بلغ حجم التضحيات التي نقدمها تبقى أقل كلفة على الوطن من الفتنة.
بدوره، رئيس تكتل الإصلاح والتغيير العماد ميشال عون طمأن من باريس الى انه لا خطر من نشوب حرب أهلية، وحذر في المقابل من ردة فعل حزب الله على القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه.
الوزير ميشال فرعون (تيار المستقبل) قال من جهته: اذا استطعنا معالجة القرار الاتهامي وتجاوزناه مع احترام العدالة فسننجح في تحصين البلد، ضمن إطار الحد الأدنى من الوفاق، وبدعم المحكمة دون تسييس، ومعالجة القرار الاتهامي مع احترام العدالة الدولية.
بدوره النائب عقاب صقر (تيار المستقبل) تحدث لإذاعة صوت لبنان عن تسوية عربية ـ عربية برضا إيراني، تؤكد الحد الأدنى من العدالة والحد الأعلى من الاستقرار في مرحلة ما بعد صدور القرار الظني دون إطاحة اي ركن من أركان الصيغة اللبنانية.