بيروت ـ أحمد منصور
رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض ان الاعلان الاسرائيلي عن الانسحاب من بلدة الغجر الحدودية يجب ان يبقى موضع شك ما لم يتم فعلا لأن الاسرائيلي سبق وأعلن هذا الموضوع مرارا ولم يحصل شيء على الارض ، مشيرا الى ان هذه المواقف تطلق لأسباب تكتيكية تتصل بالسعي لتحسين صورة العدو الاسرائيلي في مقابل تمسكه بالاستيطان وانسداد أفق المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والاسرائيليين بالاستناد الى هذا الامر.
وقال فياض في حديث لـ «الأنباء»: ربما يظن الاسرائيلي انه بهذا الكلام يحشر المقاومة في الزاوية على قاعدة ان هناك استعدادا للانسحاب انطلاقا من مباحثات تجري بين اسرائيل والأمم المتحدة دون ان يكون للبنان أي دور أو تأثير في هذه المفاوضات.
وأضاف: ان ما يعزز هذه الوجهة ان الاسرائيلي لم يتحدث عن مواعيد الانسحاب، ولذلك فإنه ما لم يحصل الانسحاب فعليا، فنحن نعتبر ان هذه المواقف لذر الرماد في العيون، وليست بالضرورة ان تفضي لانسحاب حقيقي، ومن ناحية اخرى، ان الامم المتحدة لم تعرض حتى الآن على لبنان أي شيء، فلبنان هو البلد المعني وهو الذي له الحق في الموافقة أو غير الموافقة على اي اجراءات تمس بسيادته. ان الموقف المبدئي والاساسي هو ان الجزء اللبناني من بلدة الغجر هو ارض لبنانية، ويجب ان يعود للسيادة اللبنانية، ولبنان له مطلق الصلاحية بالموافقة على أي اجراءات ميدانية تتصل بوضع السكان، لأنه صاحب السيادة. مؤكدا ان الجيش اللبناني هو الجهة الصالحة لتقويم الوضع وتحديد الموقف اللبناني من أي اجراءات ميدانية في الغجر.
وتطرق فياض الى الوضع السياسي العام في البلاد في ضوء القرار الاتهامي المنوي إصداره من المحكمة الدولية ومفاعيله على الساحة اللبنانية، فرأى ان هناك مراوحة، وقال: على الرغم من هذا الوضع والمراوحة، لاتزال الاتصالات السعودية ـ السورية هي الاطار الذي يجري الرهان عليه، وينتظر ان يفضي الى نتائج ما تتعلق بهذا الوضع.
واعتبر فياض ان احد أهداف القرار الاتهامي هو اثارة الفتنة وتفجير التناقضات بين اللبنانيين وتعقيد الوضعين السياسي والأمني واستهداف المقاومة، متحدثا عن محاولة لإثارة الغبار ونقاط وقضايا عديدة ومختلفة لا تتصل بجوهر الازمة، موضحا ان جوهر الأزمة ان هناك مؤامرة ضد المقاومة وان القرار الاتهامي يستخدم للمواجهة مع المقاومة وأكد ان الفتنة وتشويه سمعة المقاومة هما الهدف والوسيلتان اللتان تستخدمان ضد المقاومة، مشددا على عدم الانجرار وراء أي منطق طائفي أو لحسابات طائفية. وقال: ان حزب الله والمعارضة سيواجهان هذه المؤامرة، وان الاجراءات ستبقى محكومة بالموقف الوطني غير الطائفي. مشددا على ان المظلة العربية السعودية ـ السورية هي لإنقاذ الوضع، لافتا الى عدم حصول أي اتصالات خارج هذه المظلة.
وفي موضوع طاولة الحوار، قال فياض: ان طاولة الحوار تأثرت بالموقف السلبي للطرف الآخر من شهود الزور، وفي حال استمر هذا الامر من دون معالجة، فستكون له تأثيرات على مطلق الاوضاع في لبنان، فيما يتعلق بمجلس الوزراء وطاولة الحوار، مشددا على ان المرحلة التي يمر بها لبنان حساسة جدا وهو على مفترق طرق، داعيا اللبنانيين الى وعي المخاطر والتعاون لدرء التداعيات والمخاطر المترتبة من القرار الاتهامي.