لا يقف الامر عند رئيس أركان الجيش الاسرائيلي غابي أشكينازي الذي كان توقع قبل أشهر ان يتدهور الوضع في لبنان بعد صدور القرار الظني، وتوقع قبل أيام ان يسيطر حزب الله على لبنان في حال صدور قرار يتهمه باغتيال الرئيس رفيق الحريري.
في اسرائيل هناك اهتمام ملحوظ بالقرار الظني وترقب له، وهناك انطباع عام بأن الوضع الحالي الذي يعيشه لبنان قبيل الاعلان عن نتائج التحقيق سيؤثر بمختلف الاحوال على اسرائيل، والتقديرات ان تكون انعكاساته سلبية وهذا ما دفع بقياديين امنيين وعسكريين وسياسيين الى استباق الحدث بالترويج لابعاد نتائج المحكمة واطلاق البعض التهديد لحزب الله ولبنان كدولة وحكومة.
وفي هذا المجال يقول شلومو بروم، المدير السابق لوحدة التخطيط الاستراتيجي في هيئة اركان الجيش الاسرائيلي، ان الاوضاع الداخلية في لبنان قبيل الاعلان عن نتائج التحقيق في مقتل رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، تحتم على اسرائيل ان تكون مستعدة لاي طارئ، وهو ما يدفع الجيش والجبهة الداخلية الى تكثيف التدريبات والاستعدادات لضمان استكمال الجاهزية.
ويشير الى ان الحزب سيمارس ضغوطات شديدة على الحكومة اللبنانية لكي تتجاهل نتائج التحقيق ولا تعترف بها وبصدقيتها.
ويضيف: «ازاء الاجواء الحالية في لبنان فان احتمال فشل جهود حزب الله وتهديداته كبير وعندها سيستخدم اسلوب استعراض قوته، وهذا الاستعراض سيهدف بالاساس الى تحييد الانظار عن نتائج التحقيق وشدها نحو اسرائيل بعملية استفزازية، بغض النظر عن نتائجها».
ويبدو المحللون الاسرائيليون على اقتناع بأن الامين العام لحزب الله، ينفذ ما يقوله ويعد به، ويقولون: «حزب الله سيحاول السيطرة على الحكم قبل ظهور تقرير المحكمة، وهذا، بحسب هؤلاء، سيدفع المجتمع الدولي الى عزل لبنان بفرض عقوبات شبيهة بتلك التي فرضت على ايران».
ويرى بعضهم ان وصول حزب الله الى الحكم هو الوضع الافضل لاسرائيل «فبمثل هذه الحالة يصبح لاسرائيل عنوان واضح، عنوان تمارس عليه الضغوط وعنوان لاي موقف او قرار يتخذ».
من جهة أخرى، وبعدما أبرزت وسائل الاعلام الاسرائيلية بشكل كبير الانباء التي نشرت في أوروبا ومفادها ان أحد المتهمين سيكون عماد مغنية، رئيس الجناح العسكري في حزب الله، الذي اغتيل في دمشق وهناك تلميحات واضحة بأن اسرائيل وراء اغتياله، على رغم من انها تنكر ذلك، تحدثت عن أربعة أشخاص سيتهمون بالقتل، وأفردت مساحة للحديث عن مناصبهم في حزب الله والنشاطات التي يقومون بها، وبحسب مزاعم هؤلاء الاسرائيليين فان المتهمين هم:
- مصطفى بدر الدين وهو مساعد الامين العام لحزب الله لمواضيع امنية خاصة.
- وفيق صفا وبحسب ما كتبه الاسرائيليون فانه يشغل رئيس وحدة الامن والاستخبارات في حزب الله.
- طلال حمية الذي سبق وشغل منصب نائب عماد مغنية، على حد زعم الاسرائيليين ويركز وظيفته اليوم على رئاسة وحدة المهمات الخاصة في مجلس «جهاد حزب الله».
- ابراهيم محمد عقيل ويشغل اليوم، حسب الخبراء الاسرائيليين، منصب القائد العسكري لجنوب لبنان.