بيروت ـ عمر حبنجر
ترأس الرئيس ميشال سليمان العرض العسكري التقليدي للجيش اللبناني امس الاثنين، بمناسبة العيد السابع والستين لاستقلال لبنان، بحضور رئيسي مجلسي النواب والوزراء نبيه بري وسعد الحريري، والوزراء والنواب والشخصيات السياسية والديبلوماسية.
وبعد العرض استقبل الرئيس سليمان بحضور بري والحريري المهنئين في قصر بعبدا، وتم وضع اكاليل بأسماء الرؤساء الثلاثة على اضرحة رجال الاستقلال.
وفي كلمته بمناسبة الاستقلال حدد الرئيس سليمان عشرة اهداف وطنية يجب العمل على تحقيقها، ابرزها المحافظة على الوحدة الوطنية والسلم الاهلي وعدم السماح للفتنة بان تطل على لبنان بطرق وأوجه مختلفة، والعمل ضمن النظام وبموجب احكام الدستور والتمسك بنهج الحوار واتفاق الطائف، ومتابعة الجهد الهادف الى ارغام اسرائيل على الالتزام بالقرار 1701.
واكد سليمان ان التوافق ركن اساسي من اركان وحدة الدولة واستقرار النظام داعيا اللبنانيين الى عدم السماح بجعل بلدهم ساحة مفتوحة للصراعات والتدخل الاجنبي.
وفيما كان الرئيس ميشال سليمان يتهيئ للمغادرة الى قطر في زيارة رسمية تستمر 3 ايام، حط رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جبر آل ثاتي في بيروت في زيارة مفاجئة التقى خلالها الرئيس نبيه بري والرئيس سليمان وعدد من المسؤولين اللبنانيين.
في غضون ذلك يتوجه رئيس الحكومة سعد الحريري الى طهران السبت المقبل على رأس وفد اقتصادي وسياسي رفيع، وسيسبقه وفد برلماني يوم الخميس المقبل لبحث سبل دعم العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين.
حزب الله: لا نتائج لمساعي السياسيين
في هذا الوقت وفي غمرة المتابعة السياسية للمباحثات التي يجريها الامير عبدالعزيز بن عبدالله، نجل الملك السعودي في دمشق حول تدعيم التهدئة في لبنان، اكد اعلام حزب الله ان الاتصالات السعودية ـ السورية مازالت قائمة، لكن لا نتائج حتى اللحظة، مشيرا عبر اذاعة النور الى ان الانتظار والجهود هما السمة الابرز، لانه لم تتضح بعد اي صيغة مكتوبة على المستوى السوري ـ السعودي، وان الامر مقتصر على تبادل الافكار، وان الجانب السوري ينتظر ردا على بعض التساؤلات وينتظر جوابا عليها من الرياض.
وتزامن هذا القول مع وصول المستشار السياسي للملك عبدالله بن عبدالعزيز نجله الامير عبدالعزيز الى دمشق في اطار التشاور المستمر بين البلدين حول الوضع في لبنان.
سليمان نحو تحديد موعد لطاولة الحوار
واشارت الاذاعة الى ما بات معروفا حول اجتماع مجلس الوزراء، واستبعاد انعقاده قبل تبلور الاتصالات السورية ـ السعودية، وان هذا الامر متفق عليه مع اصحاب الشأن في لبنان، وان التأجيل سينسحب ايضا على طاولة الحوار التي اكد الرئيس ميشال سليمان على ضرورتها في رسالته الاستقلالية امس.
ونقلت قناة المنار ان الرئيس ميشال سليمان بصدد تحديد موعد لجلسة الحوار وانه طرح هذا الموضوع مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري على هامش احتفالات عيد الاستقلال. بدوره نقل تلفزيون لبنان عن زوار بعبدا امس اشارتهم الى وجود ملالمح تسوية خلال 10 ايام مؤكدين ان الاجواء ايجابية وان هناك تفاؤل.
وإذا كانت الأجواء المواكبة للمشاورات بين دمشق والرياض إيجابية على العموم، إلا أن أوساطا واسعة الاطلاع قالت لـ «السفير» إن الحذر يبقى مشروعا لأن الجهد السوري - السعودي يواجه ضغوطا أميركية شديدة تحاول إجهاضه، تحت شعار «لا نقاش قبل صدور القرار الاتهامي».
وسط هذا المناخ، من المتوقع ان تستمر حالة الشلل التي تصيب مجلس الوزراء وهيئة الحوار، في ظل تعذر التوافق على كيفية معالجة قضية شهود الزور التي أصبحت مرتبطة بمصير سلة التسوية المتكاملة، فيما سيشكل الاحتفال بعيد الاستقلال اليوم مناسبة لجمع رموز الدولة، وفي طليعتهم الرؤساء الثلاثة الذين سيستفيدون من الفرصة للتداول في الاوضاع العامة.
من جهته، قال الرئيس نبيه بري لـ «السفير» انه يفترض ان يكون التواصل السوري - السعودي قد تجدد بعد عيد الأضحى، حسب ما هو متفق عليه سابقا، وأوضح ان هناك زيارة مقررة في هذا السياق للأمير عبدالعزيز بن عبدالله الى دمشق، مشيرا الى ان الرئيسين سليمان والحريري وحزب الله في هذه الأجواء، «وجميعنا نترقب النتائج التي ستسفر عنها الجولة الجديدة من المشاورات». وتوقع بري ان تكون زيارة الأمير عبدالعزيز الى سورية مفصلية لجهة انقشاع الرؤية السياسية وتحديد المسار الذي ستسلكه الأزمة، معتبرا ان كل ما يكتب في الصحف حول تفاصيل وسيناريوهات الحل لا يعدو كونه مقالات أقرأها كسائر اللبنانيين، مكررا اطمئنانه الى ان الوضع الداخلي سيبقى ممسوكا وتحت السيطرة، ما دام التواصل السوري - السعودي مستمرا.
جلسة مجلس الوزراء
واستبعد بري انعقاد جلسة لمجلس الوزراء غدا، أولا: لكونها تتزامن مع زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الى بيروت وثانيا: لان ملف شهود الزور وصل الى حالة «بلوكاج» في ظل تمسك كل الاطراف بمواقفها. واستغرب ما طرح في بعض الأوساط الإعلامية حول إمكانية الاتفاق على إنشاء محكمة عدلية تكون حلا وسطا بين القضاء العادي والمجلس العدلي، لافتا الانتباه الى ان إنشاء مثل هذه المحكمة يحتاج الى قانون من مجلس النواب. وفي ما خص الانسحاب الاسرائيلي من الغجر، قال بري: لا شيء ملموسا حتى الآن، وأنا بانتظار ما سيفعله الاسرائيليون عمليا وما ستتبلغه القوات الدولية رسميا، وعندها يبنى على الشيء مقتضاه، وأحدد موقفي، مع الأخذ بالاعتبار ان استعادة كل متر بل كل شبر محتل من الاراضي اللبنانية هو موضع ترحيب من قبلنا. أما النائب وليد جنبلاط، فقال لـ «السفير»: لابد من التشديد على أهمية استمرار التواصل السوري - السعودي الذي يمكن أن يؤخر أو يعطل مفاعيل القرار الظني في الداخل، لأن مبدأ صدور القرار لم يعد تحت السيطرة في ظل إصرار الخارج على استخدامه كأداة ضغط على المقاومة وسورية وإيران، مشيرا الى ان الدول الكبرى لا تراعي ولا تبالي بالاستقرار الداخلي في لبنان متى كان الأمر يتعلق بمصالحها، ومن هنا فإن رهاننا هو على المسعى السوري - السعودي وعلى حكمة الملك عبدالله والرئيس بشار الأسد. ولفت الانتباه الى ان موضوع المحكمة الدولية أصبح جزءا من عناصر الضغط الغربي على محور الممانعة، لتمرير فتات التسوية التي يراد لها ان تكون على حساب الحد الأدنى من حقوق الشعب الفلسطيني، ساخرا من مسرحية تجميد الاستيطان في الأراضي المحتلة باستثناء القدس، لمدة 90 يوما، مقابل حصول الاسرائيليين على صفقة طائرات أميركية متطورة ورسالة ضمانات خطية من الولايات المتحدة شبيهة برسالة الضمانات التي بعث بها الرئيس السابق جورج بوش الى أرييل شارون في ابريل 2004.