كشف نائب حزب الله في البرلمان اللبناني حسن فضل الله أمس ان اسرائيل تمكنت من التجسس على هواتف ثلاثة أعضاء من حزب الله بزرع تقنية تمكنها من استقبال اتصالات تلك الهواتف.
وقال فضل الله في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الاتصالات شربل نحاس ورئيس الهيئة المنظمة للاتصالات عماد حب الله وخبراء في الاتصالات «تمكنت المقاومة من خلال الجهد هي ومديرية المخابرات بالتعاون مع وزارة الاتصالات الى كشف سر إسرائيلي كبير بأن إسرائيل تمكنت بتقنياتها العالية من الوصول الى امكانية أن تدخل أرقاما مخفية الى رقم أي هاتف». وأضاف «العدو نعم تمكن من خلال تقنياته المتطورة من زرع خط سري كان يشتريه له عملاؤه وهذا الخط السري زرع داخل خطوط لمقاومين وتزامنت حركة الخطوط مع بعضها البعض». وأشار الى ان كل عضو من حزب الله من الأعضاء الثلاثة كان يحمل هاتفا خلويا واحدا ولكنه في حقيقة الأمر كان هذا الهاتف يحتوي على رقمين.
وقال فضل الله «اننا اليوم امام قضية وطنية تتعلق بالأمن القومي الذي من المفترض ان يكون فوق كل الحسابات السياسية والانقسامات والخلافات». كما تم في المؤتمر عرض وقائع وحقائق مدعمة بالصور والوثائق حيال ما أصاب منظومة الاتصالات في لبنان جراء التجسس الإسرائيلي.
من جهته ، أوضح وزير الاتصالات شربل نحاس أن تقنيات الاتصالات الحديثة معرضة للاختراق بوسائل مختلفة، ودقة أنظمة عمل الشبكات وسهولة تحويل أنظمة حمايتها تستوجبان المراقبة، مشددا على أنه لا مجال للنظر الى قطاع الاتصالات في بلد يواجه عدوانية دولة هي من الأكثر تقدما في العالم في مجال حماية الاتصالات وفك الشيفرات وأنظمة الحماية، وهذا ليس مجرد قطاع تجاري أو ريعي او احتكاري، بل هو أيضا قطاع تقني وأمني ومن الواجب أن نتعاطى معه على هذا الأساس، وذلك في مؤتمر صحافي لعرض خروقات اسرائيل لقطاع الاتصالات بدوره اشار حب الله الى حجم الخروقات والانتهاكات الضخم الذي يتعرض له قطاع الاتصالات من قبل العدو الصهيوني وصولا الى التحكم بالاتصالات وعرض للعديد من الخروقات ونقاط التقصير.
وأكد ان هناك فوضى حاصلة في كلمات السر. وهناك أيضا عملية الولوج الى الشبكات بعدة طرق منها ما يسمى بالشبكة الخاصة الافتراضية أو عبر الـ gprs هناك زرع للمعدات وإدخال بعض المعدات في الشبكات وأيضا استنساخ البطاقات أو الشرائح. وأكد وجود اختراق لمكالمات واتصالات ورسائل وإلى قيام إسرائيل بالتلاعب بسجلات الاتصالات وتعديلها.
وأضاف ان هناك أبراجا مشيدة من قبل الإسرائيليين موجهة الى الأراضي اللبنانية تسترق السمع وتأخذ المعلومات وهناك أبراج موجهة باتجاه الداخل اللبناني للرصد والتجسس والتدخل والتحكم وهنا الخطورة، بما يمكن الإسرائيليين من التحكم بالاتصالات.
واما نحاس، فقد شدد على المسؤولية العامة في وضع شروط تسمح بتوفير الخدمات التي يطمح اليها اللبنانيون أفرادا ومؤسسات وفي تحصين أمان شبكات الاتصالات لحماية الحريات الشخصية وبشكل أخص حماية الأمن الوطني، لافتا الى أن الدولة لتنفيذ هذه الغايات «تعمل يدا بيد مع مؤسسات القطاع الخاص وعليها أن تحتضن هذه المؤسسات الخاصة وأن ترعى وتواكب ارتقاءها الى مستويات الحصانة والجدارة المطلوبة والتي لم تكن متوافرة، ونحن نستمر في تعزيزها ضمن اجراءات متتالية نسير بها بثبات».
وبالنسبة لموضوع المؤتمر الدولي للاتصالات، أوضح نحاس أن اللجنة العربية تقدمت بالنيابة عن لبنان باقتراح قرار يدين القرصنة الاسرائيلية على الاتصالات في لبنان، مشيرا الى أنه كانت هناك مساعٍ من اسرائيل وعدد كبير من الدول الداعمة لها تركزت على محاولات العرقلة والتمييع واجتراح الصيغ التوفيقة بين المعتدى والمعتدى عليه، والادعاء أن المسألة مسيسة وتخرج عن صلاحيات المنظمة الدولية، لافتا الى أن ضغوطا مختلفة مورست للحيلولة دون السير بالاقتراح الى التصويت غير أن الوفد اللبناني بمساعدة من الدول العربية ودول صديقة منها: سورية، السعودية، الجزائر، الإمارات، جنوب افريقيا، ايران، ?نزويلا وكوبا تمكن من فرض طرح مشروع القرار على التصويت دون التنازل عن إدانة اسرائيل بالاسم وعلى أن يكون التصويت سريا، وتمكنا من حشد العدد الكافي من الدول المؤيدة وإقناع دول عديدة بحضور جلسة التصويت لتأمين النصاب وفي الوقت ذاته بالامتناع عن التصويت. ولفت نحاس الى أنه في نهاية جولة ثانية صدر القرار الذي ينص على أن مرافق الاتصالات في لبنان قد تعرضت ولاتزال للقرصنة والتعطيل وبث الفتنة من اسرائيل على الشبكات الثابتة والخلوية، وعلى حق لبنان الكامل في الحصول على تعويض عن الأضرار التي لحقت بشبكته للاتصالات.